العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ

القلب حصن لا يخترقه السرطان

قوي وذكي

كثيراً ما نسمع عن إصابة أعضاء متعددة من الجسم بأورام سرطانية، كسرطان الثدي، والبروستات، والكلية، والكبد وغيرها من الأعضاء. ولكن لم نسمع عن إصابة القلب بالسرطان.

ترى ما السبب في عدم إصابة القلب بالأورام السرطانية؟

هذا موضوع تناولته المحررة سوزان سكوتي في موقع «ميدكيل ديلي» ونشر في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وقالت إن هذا سؤال أثار العلماء. وتقول الأستاذة مساعدة في مدرسة «إل آي جيه» للطب، الدكتورة جاكلين بارينتوس، إن هناك أوراماً تظهر في القلب ولكنها غير منتشرة، لذلك لا تسمع عنها. وأوضحت: «السرقوم (sarcoma) على سبيل المثال هو نوع من الأورام التي توجد في الأنسجة الرقيقة في الجسم، و(Rhabdomyosarcomas) يوجد في أنسجة عضلة القلب. ويقدر معدل الإصابة بها بأقل من 0.1% بناءً على دراسة شملت أكثر من 12 ألف تشريح، والتي حددت سبع حالات فقط من أورام القلب الرئيسية».

على صعيد آخر، يؤكد الدكتور تيموثي جي موينهان في معهد مايو «أن أغلب الأورام التي تظهر في القلب قد حدثت بسبب انتشارها من أماكن أخرى في الجسم».

ويؤكد مساعد بروفيسور سريري في كلية ويل كورنيل الطبية، الدكتور ميشيل غاينور، أن أكثر الأورام الثانوية انتشاراً في القلب «تأتي من الرئتين والمريء، وأيضاً المنشترة من الكبد والمعدة. حتى أوكار خلايا سرطان الدم تسبب أوراماً في القلب». وأوضح أن «الأهم من ذلك أن جميع هذه الأورام المختلفة عادة ما تذهب للجهة اليمنى من القلب، لأن الدم يدخل للقلب من الجهة اليمنى».

وبيّن غاينور كيف يستطيع المختصون تحديد نوع الورم المنتشر الذي يظهر في أجزاء أخرى من الجسم، فيقول: «إذا كان الشخص مصاب بسرطان البنكرياس وانتشر الورم للدماغ، فإن هذا الورم الذي في الدماغ لن يظهر عند مشاهدته بالمايكروسكوب مثل ورم شخص مصاب بسرطان الدماغ، بل إن خلاياه ستكون مماثلة لخلايا ورم البنكرياس».

ويرجع ليؤكد أنه من النادر للأورام الرئيسية أن تتطور وعلل ذلك بأن السير يكمن في جيناتنا.

ويوضح غاينور: «نحن نفهم الآن كيف يمكن أن يكون التعبير الجيني من خلال حياة الفرد وهذا قد ينتج السرطان».

وفي الواقع، فإن بيئتنا تؤثر على ظهور بعض الجينات وأيضاً على نشاطها. وإن المواد المسرطنة التي تحتويها الأطعمة والبيئة هي واحدة من العديد من العوامل التي تؤثر على نشاط الجينات أولاً.

وأوضح غاينور أن «هناك الكثير من السموم التي وجدت في الصدر، وتوجد السموم في المناطق التي بها دهون أكثر. في حين أن أجسامنا لديها بعض الدفاعات ضد هذه السموم، فتزيلها، وفي حين أن أجسامنا تعتمد على المغذيات الدقيقة التي تفعّل الورم القاتل للجينات، إلا أن السموم الخطيرة الموجودة في أنسجتنا الدهنية مازالت تغير في جيناتنا، وهذا قد ينتج عنه أورام في أعضاء الجسم، خصوصاً المناطق التي تحتوي على أنسجة دهنية».

ويلفت غاينور هنا إلى سر عدم إصابة القلب بالسرطان وهو قلة الأنسجة الدهنية في القلب. ويوضح أن «القلب مغطى بغشاء والمعروف باسم “التامور”، وهذا الغشاء هو كيس مملوء بالسوائل وقد يكون مغطى بالسرطان وأورام منتشرة حوله، ولكنه لايزال يؤدي دوره في الحفاظ على قلوبنا الثمينة».

وأضاف: «لذلك على رغم أن السرطان يمكن أن يحدث في أي مكان فيه خلايا، يبقى قلبك المناعة الحقيقية نظراً لطبيعة عضلاته ومساعدة “التامور”. فهو قلب ذكي».

العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً