العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ

د. ثورنتون يتطلع لنشر تقنية العلاج بالبروتونات في المنطقة

عالج 31 مريضاً بحرينياً أصغرهم كان في الثالثة

يتطلع الدكتور آلان ثورنتون الخبير المتخصص في علاج الأورام بالإشعاع البروتوني والذي يشغل حالياً منصب المدير الطبي بمركز SAH هامتون بروتون في ولاية فريجينيا في الولايات المتحدة الأميركية لنشر تقنية العلاج البروتوني. وله خبرة طويلة في مجال العلاج البروتوني وقدم خدماته في العديد من المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة في أميركا ككلية الطب في جامعة هارفارد.

ويأمل د. ثورنتون الذي عالج 31 مريضاً بحرينياً بالتقنية التي تقدم نتائج علاجية جيدة وذات تأثيرات جانبية قليلة على المرضى أن يوصلها لأكبر عدد من المرضى المحتاجين في المنطقة.

«الوسط الطبي» التقت الدكتور آلان ثورنتون خلال زيارته للبحرين وأجرت معه اللقاء الآتي:

ما عدد الأشخاص الذين عالجتهم في البحرين؟ وما متوسط أعمارهم؟

- عالجت نحو 31 مريضاً من البحرين أصغرهم طفل يبلغ 3 سنوات. كما عالجت آخرين في المنطقة من ضمنهم طفل عماني يبلغ 9 أشهر، وأكبرهم سناً يبلغ نحو 75 عاماً.

كم طفلاً بحرينياً عالجت؟

- عالجت الكثير من الأطفال البحرينيين، وأنا سعيد بذلك، فمن ضمن خططي في العلاج جمع المرضى الذين جاؤوا من ثقافات مختلفة مع بعضهم في حلقات ليتواصلوا ويكوّنوا مشهداً جميلاً يجمع مجموعة من الأطفال.

هل هناك عمر محدد لعلاج الأورام بتقنية البروتون؟

- الأمر لا يتعلق بالمرحلة العمرية، فبالنسبة للأطفال إذا استلزم علاجهم بالعلاج الإشعاعي يفضل الخبراء علاجهم بالبروتونات. وبالنسبة للبالغين فإن عدد كبيراً من الأورام التي تصيبهم يكون العلاج البروتوني خياراً أفضل لهم.

وأود أن أشير إلى أن المرحلة العمرية ليست بهذه الأهمية، ويأتي في المقام الأول نوع المرض وموقعه في الجسم.

هل لهذا العلاج آثار جانبية؟ وما هي إنْ وجدت؟

- بالطبع، لابد من وجود آثار جانبية لكل علاج، ولكن الآثار الجانبية للعلاج بالبروتون أقل، فهذا النوع يستهدف الأنسجة المصابة بالورم من دون أن يحدث ضرراً بالأنسجة السليمة، وهذا ما يجلعنا نستخدم جرعات عالية منه وتوجييها نحو الورم من دون الخوف من تضرر الأنسجة السليمة المحيطة بالورم. إضافة إلى ذلك فإنه يعطي نتائج ذات جودة عالية على المدى البعيد.

هل يصلح العلاج الإشعاعي لكل الأورام؟ وهل هناك طرق علاج أخرى أفضل؟

- أي ورم صلب يمكن معالجته بالبروتون، ولكنه لا يجدي نفعاً مع اللوكيميا وأورام الدم الأخرى.

في رأيك ما العلاج الأكثر فاعلية؟

- بعض الأطفال الذين قمت بمعالجة الورم لديهم بالبروتون تعافوا بنسبة تصل إلى 90%. أما البالغون المصابون بسرطان البروستاتا في مراحله الأولى فقد حقق العلاج نتائج عالية. وأؤكد أن العلاج المبكر للورم يرفع من نسبة الشفاء من المرض.

ما عدد الجلسات التي يحتاجها المريض في العلاج البروتوني؟

- ليس هناك عدد محدد من الجلسات يأخذ المريض خلالها جرعاته العلاجية التي تبلغ في المتوسط 36 جلسة موزعة على مدى البرنامج العلاجي الذي قد يصل في حده الأقصى بين 8 و12 أسبوعاً.

ما النصحية التي توجهها للجمهور في مجال الوقاية من الأمراض السرطانية؟

- أولاً يجب على الناس التعرف على الأورام السرطانية، فهي متعددة، ويمكن علاجها. ومن المهم جداً التعرف على الأعراض الأولية لهذه الأورام وخصوصاً سرطان الثدي.

وفي حال وُصف لمريض الأورام العلاج الشعاعي فلا يتردد في السؤال عن العلاج بالبروتونات.

وعلى المصابين بالأمراض الورمية أن يكونوا أكثر فعالية في طرح الأسئلة التي ستفتح لهم أبواب التعرف على طرق العلاج المتعددة.

وأؤكد هنا أن 80% من مرضانا نلمس تحسن حالاتهم خلال الجلسات وقبل إكمال البرنامج العلاجي، ويتماثل 35% منهم للشفاء بشكل كلي.

وتأثير العلاج البروتوني السلبي قليل على حياة المريض اليومية، فيستطيع المريض أن يمارس حياته بشكل طبيعي بعد الجلسات العلاجية.

إذاً، هناك أمل حتى للحالات المتأخرة من الورم؟

- لنكن دقيقين فإذا كان الورم متقدماً وتطورت مراحله ومنتشراً في الجسم، هنا لا أستطيع علاج المريض، ولكنني أركز في مثل هذه الحالات على معالجة الورم وتحسين جودة الحياة لديه، ولدي حالات مشابهة عالجتها منذ 3 أو 4 سنوات وهم على قيد الحياة.

فهناك رجل تمكن من التعايش مع الورم الذي انتشر في جسمه لمدة 10 سنوات، عاش تلك الفترة حياة جيدة.

وأعتقد أنني لا أستطيع علاجه كلياً وقد يموت بسبب آخر.

وفي المحصلة، العلاج البروتوني مفيد جداً لمن لديهم مراحل متقدمة في الأورام، ويرفع من فرص تعايشهم مع المرض.

ما رسالتك لوالدي المصابين بالأورام الذين يخشون الخضوع للعالج البروتوني؟

- عندما أقابل الوالدين أبدأ معهم بشرح نوع الورم الذي أصاب طفلهم، وهو أمر مهم جداً. وألاحظ هنا أن الكثير يبدون تشاؤماً حيال إصابة أبنائهم، ولكن أحب أن أؤكد أن قابلية الشفاء لدى الأطفال من هذه الأورام عالية جداً.

وبعد التعرف على المرض أحدثهم عن العلاج الإشعاعي وآثاره وطرق العلاج البروتوني، ويطرح الكثير من الآباء تساؤلات عديدة عن مدة العلاج، ولماذا هي طويلة.

وتستغرق جلسات النقاش أياماً حتى تتضح الصورة كاملة أمام الجميع قبل البدء في المراحل العملية. وحين نبدأ العلاج ويلمس الوالدان أن العلاج لا يؤثر على حياة الطفل الطبيعية ونموه فإنهم يتشجعون أكثر.

هل يتقبل الأهالي طول فترة العلاج؟

- نعم، دعيني أعطيك مثالاً على ذلك، أم بحرينية سألتني لماذا لا تستخدمون علاجاً آخر في مدة أقل؟ فأجبتها أن هناك علاجات سريعة ولكنها ذات آثار جانبية قد تكون دائمة.

على إثر هذا النقاش اختارت الطريق الأطول والأبطأ في نظرها، لكنه الأفضل لطفلها.

وهنا كسبت شيئين؛ معالجة الورم لدى الطفل في فترة متوسطها 8 أسابيع وعائلة ذات ثقافة عالية فيما يتعلق بالعلاج البروتوني الذي لا يتوقف بمجرد انتهاء جلسات العلاج.

ما الحالات التي ساهمت في علاجها وجعلتك سعيداً؟

- هناك الكثير من الحالات، فمنذ 1988 عالجت 8500 حالة أتذكر ثلاثاً منها في هذه اللحظة.

الأولى لطفلة بحرينية مصابة بورم خلف دماغها، وكان شديداً، وتمت معالجتها في 6 أسابيع حرصت فيها على تخديرها أثناء فترة العلاج وأبدت حالتها تحسناً وبلغت نسبة شفائها من المرض 85%، واستطاعت المشي بشكل أفضل خلال العلاج. وكان السبب في اكتشاف المرض والدتها التي لاحظت أن ابنتها لا تمشي بشكل متوازن.

والثانية هي لامرأة بحرينية مصابة بورم في الجهاز السمعي، وكانت العملية التي ستخضع لها تشكل نسبة خطورة عالية على حياتها. فتمت معالجتها بالبروتون، وتمكنت من المشي والتوازن جيداً واستجابت للعلاج بشكل جيد بعد 9 أشهر.

والثالثة لفتاة في سن الـ 16 وقد أجرت عمليتين جراحيتين في فرجينيا، وكانت تحلم أن تصبح مهندسة، وهي الآن في كلية الصيدلة.

ما رسالتك التي تود إيصالها؟

- أود أن أؤكد مجدداً أن الوالدين هما الأقرب للطفل، فعليهم مراقبته بشكل جيد، وأن يلاحظوا حالته الصحية، وأن يبادروا لأخذ الفحوصات عند ظهور أي أعراض غير طبيعية على الطفل.

والأعراض المرضية تبدو جلية في الصباح الباكر ومنها ما هو بارز كالتقيؤ، وآلام المعدة، وتغير مستوى الرؤية، فتجد الطفل كثيراً ما يصطدم بإطارات الأبواب أو الجدران المحيطة بها.

وأفضل طريقة في التشخيص الأولي عندي هي ملاحظة الأطفال وهم يلعبون في غرف خاصة مهيأة في المشفى، ومن خلال حركتهم في استخدام مهاراتهم في الألعاب التي تتطلب سرعة أو تنسيقاً أو غيرها من المهارات نستطيع ملاحظة بعض الأعراض التي قد تشير لوجود ورم. فقليل من الملاحظة يعطي نتائج إيجابية.

العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً