العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ

معرض ألماني لِلجُثث

على خُطى الفراعنة...

آمن قدماء المصريين بفكرة تحنيط الموتى وتأثيره على تمكين الميت من الخلود والعيش مرة أخرى في دنيا الآخرة. فهنالك دلائل على التحنيط منذ العام 2600 قبل الميلاد، والزائر لمتاحف مصر سيتمكن من رؤية كثير من «المومياء» المحنطة بكامل زينتها وإكسسواراتها.

استخدم المصريون القدماء الخل والملح لحماية أمواتهم من التحلل، مع نزع جميع أعضاء جسم الميت من دون إخلال بشكلها العام. وتتم عملية الحفظ إما بالتجفيف التام، التبريد الشديد، غياب الأكسجين أو استخدام الكيماويات.

ولكن في نهاية العام 1970 بدأ تحنيط الموتى يأخذ منحى آخر ووسائل أُخرى على يد عالم التشريح الإلماني غونتر فون، الذي ابتكر تقنية «التطرية»، المستخدمة في الكشف عن الهياكل التشريحية الداخلية للجثث وأجهزة الجسم.

ويتم من خلال «التطرية» استبدال المياه والدهون بمواد بلاستيكية معينة، وذلك لمنع العينات القابلة للمس من التحلل أو التعفن، كذلك للمحافظة على الجثث بشكلها الأصلي دونما تغيير مع مرور الوقت.

ومثلما أصبحت مومياء الفراعنة تطوف من بلد إلى آخر، ولم تعد حكراً على أرض مصر، فإن معرض عالم الجثث (Body Worlds) الذي طوره وروّجه غونتر فون، اتخذ النهج ذاته، فهو معرض ألماني ينتقل من بلد إلى آخر حاملاً معه جثثاً لأشخاص حقيقيين وافقوا على التبرع بجثثهم بعد الموت واستخدامها لأغراض تعليمية طبية.

ويضم المعرض أكثر من 200 عينة من الأعضاء البشرية المصنوعة بطريقة التطرية، تشكل في مجموعها نحو 25 هيكل إنساني.

ويعرض المعرض الكثير من الحقائق عن تطور الحياة البشرية منذ بداية تكون الجنين وصولاً إلى حياة الشيخوخة، إلى جانب توضيح بعض العمليات الحيوية التي تجري في جسم الإنسان وشرح الوظائف الأساسية للأعضاء الداخلة في تكوينه. ومن الجانب المشوق كذلك هو وضع قسم للتدخين والأمراض الجسدية بحيث يمكنك رؤية الجسد المريض كيف يبدو من الداخل وزيادة الوعي الصحي إزاءها.

وعلى رغم كون المعرض ذا هدف علمي بحت، كما يقول مؤسسه، إلا أنه قد أثار الكثير من الضجة حوله منذ انطلاقته في مدينة طوكيو في العام 1995، فلقد واجه الكثير من الانتقادات والاحتجاجات بحجة أنه يسيء لحرمة الجسد البشري، لكنه في المقابل شهد حضوراً جماهيرياً واسعاً، كما أنه مازال يتنقل في أنحاء عديدة من العالم، وآخر عروضه كانت في 18 فبراير/ شباط الجاري في برلين/ ألمانيا، 20 فبراير في مدينة لينتز/ النمسا ، وستكون هناك عروض أخرى في 2 يوليو/ تموز في ساربروكن/ ألمانيا من العام الجاري.

لا ندري إن كانت أساطير لعنة المومياء التي تتردد حول مومياوات قدماء المصريين موجودة في هذا المعرض لتلاحق كل من يضايقها في قبرها أم لا، ولكن على كل حال نتمنى لكم جولة آمنة مع الصور التالية، من دون أن تتسبب لكم بغثيان أو رعب!

العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً