مؤخراً، دقَّت الصين ناقوس الخطر. فقد وصفت الحكومة الصينية «عدم التوازن بين أعداد الجنسين لدى حديثي الولادة» بأنه «الأخطر والأطول». والسبب هو سياسة: «طفل واحد» للأسرة فقط لا غير. بُحَّت الأصوات التي حثَّت بكين لكي تُوقِف ذلك دون جدوى.
يُولد في الصين 118 ذكراً مقابل 100 أنثى. بينما النسبة العالمية هي 103 للذكور مقابل 107 للإناث. ما يعني أن الصين فعلاً في كارثة. وبعيداً عن النسبة الكليَّة، فإن هناك 18 ذكراً في الصين يعجزون عن الحصول على شريكة حياة مناسبة لهم، دون احتساب شروط الكفاية اللازمة للاختيار وفق الأذواق والميول الخاصة بكل شاب وشابة.
وفقاً لتقرير نشرته «رويترز» من بكين، فإن هناك ثقافة تهيمن على معظم دول آسيا، تُحبِّذ إنجاب الذكور على الإناث. والصين ليست استثناءً من ذلك، بل ربما تأتي في طليعتها لأسباب اجتماعية واقتصادية بالدرجة الأولى. لذلك تلجأ أسر صينية كثيرة «إلى إجهاض الأجِنَّة من الإناث ليصبح الابن الوحيد للأسرة في الصين ذكراً» فيتفاقم الأمر.
وحسب العديد من الباحثين الذين نقلت الوكالة آراءهم، فإن «عدم التوازن الملحوظ في أعداد الجنسين قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار لتراجع فرص زواج الرجال، الأمر الذي يزيد من مخاطر الاضطرابات الاجتماعية والسلوك العنيف»، ما يعني تزايداً في معدلات الجريمة.
الحقيقة، أن هذه المشكلة قد تكون «صينية» في شكلها وتفصيلها، لكن نتيجتها تفضي إلى وجود مشكلة عالمية في جوهرها وخلاصتها: عدم حصول زيجات تضمن للمجتمع الاستمرارية وبناء أسر ثنائية في أدنى الأحوال أو متذاررة في أعلى الأحوال، وأيضاً تقليص أعداد مَنْ يعيشون الوَحْدَة، التي يخلقها فوات الزواج عن الكثيرين.
دعونا نبدأ من حيث انتهى إليه الباحثون: «زعزعة الاستقرار لتراجع فرص زواج الرجال»، لنصحِّح من المعادلة أو نجعلها أكثر عدلاً: «زعزعة الاستقرار لتراجع فرص زواج النساء» أيضاً. نعم النساء، وهنّ الجزء الآخر من المجتمع، واللاتي كُنَّ فيه أمهات وزوجات وأخوات ومعلمات ومجيدات وكل شيء. فهل الاستقرار محصور في الرجال فقط؟ هذه جناية.
ما نفهمه من المشكلة الصينية، أن السياسات الصارمة، التي تعبث بالسُّنن الاجتماعية، التي كوَّنت الطبيعة البشرية، وتماهت تلك الطبائع بها هو أمر خطير. فهندسة الأشياء، ليست صالحةً لكل شيء، بل في أحيان كثيرة مُدمِّرة لها تماماً. تلك الهندسة الخاطئة، ليست متعلقةً بتحديد النسل فقط (الذي أفضى بدوره إلى مشكلة في الزواج) بل هناك أشكالٌ أخرى من صور الهندسة الخاطئة أفضت إلى مشاكل مماثلة.
في مجتمعاتنا اليوم، هناك ثقافة يمكن اعتبارها «هندسة» خاطئة في طريقة الاقتران بشريكة الحياة. تلك الهندسة المتخلِّفة هي التي تعتمد على الأشياء المادية كأولوية قصوى في عملية الاقتران، تليها الأشياء المتعلقة بالأشكال والوجوه بصورة متطرفة. وفي أحيان أخرى تتنافس المادة مع الشكل فتسبق الثانية الأولى والعكس، لكنهما يبقيان الأهم بالنسبة للعديد من شباب اليوم في عملية الاقتران بشريكة الحياة.
نسأل هؤلاء الشباب: ماذا عن الاعتبارات الأخرى في شريكة الحياة، والمرتبطة بالسلوك المرتبط بدوره بالبيئة وعلاقة كل ذلك بالفعل الواعي وغير الواعي؟ ماذا عن طباع الفتاة والمحيط الاجتماعي ونشاطها فيه، ونظرتها للحياة وللتطورات التي تحكمها في ظل هذا التطور الاجتماعي والتقني الهائل، الذي أثَّر على ثقافة الناس؟ ألا يعتبر ذلك أولوية؟
مع الأسف، لا يأتي ذلك في طليعة الشروط التي يضعها الكثير من شباب اليوم. الأهم بالنسبة لهم هو أن تكون الفتاة تعمل أو لا تعمل وأين، أو أنها فاتنة الجمال أم لا، بيضاء أصلي كالشمس أم كالفضة أم كالحِنطة أم غيرها من الألوان والدرجات! بل إن نماذج كثيرة أظهرت أن عديداً من شباب اليوم، يشترط أن تكون شريكة حياته قد أنهَت دراستها أو تكاد تنهيها، كي لا يُنفق ديناراً واحداً عليها! هذه هي الحقيقة التي تتلوَّى عليها بعض الأعذار الواهية. هؤلاء أشخاص غير مسئولين ولا يُؤتَمنون على الفتاة.
وفي نماذج أخرى، كان البعض يُغالي في أنانيته وعدم مسئوليته فيطلب اختيارَ فتاةٍ لديها رخصة قيادة حتّى، ضارباً عرض الجدار بقية الأشياء الجوهرية، التي ستجعله سعيداً أو تعيساً في حياته، وهي المتعلقة بالسلوك والطباع والطِيبَة والأخلاق والذوق والتواضع!
أقول لهؤلاء الشباب، إن هذه ليست مثاليات ولا أفلاطونيات ولا هراء، بل هي جوهر الحياة التي لم يعرفوا دهاليزها بعد. وعلى الذين يتثاقلون في الاستماع إلى مثل هذه الأمور، أن يُجرِّبوا العيش مع قرين نزق أو عديم الأخلاق أو فاسد المزاج، لكي يعرفوا ذلك.
الصينيون يُخطئون في هندسة الإنجاب، وهؤلاء الشباب يُخطئون في هندسة الاختيار. وفي هندسة الإنجاب الخاطئة تنتج مشكلة في عملية الزواج وإتمامه، بسبب عدم التوازن بين الجنسين. وفي هندسة الاختيار الخاطئة تنتج لنا مشاكل أسرية تهدد حياة الآلاف من الأسر لأنها زيجات بدأت ونمت على الاشتراطات المادية والجسدية وليس على الاشتراطات المعنوية والروحية.
وقد أثبتت العديد من البرامج الاجتماعية العاملة، أن تلك الهندسة الخاطئة كانت من الأسباب الرئيسة التي أفضت إلى تفكك الأسر وانفراط عقدها، كونها تعمل على صياغة علاقة بصرية وجسدية بحتة، لا علاقة لها بضبط توازنات السلوك والتعاطي اليومي الذي يحكم حياة الزوجين في المنزل والتربية والذهاب والإياب والحوار الثنائي بينهما.
نعم، هناك مساحةٌ للاختيار، وتحقيق الرغبات الشخصية، المتعلقة بالميول والحاجات البصرية، لكنها مساحة يجب أن تكون معقولة ومتوازنة، وليست مثالية أو متطرفة. وهنا نتذكر قولاً للروائي الروسي ليو تولستوي: «إذا وُجِدَ المضمون، انصاع الشكل».
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ
!!
تكاليف الزواج يجب أن يتقاسمها الطرفين وليس على الزوج فقط ، إن طبقنا ذلك سيكون الزواج سهلا جدا
لا توجد شروط معقدة
ما يحصل من وجهة نظري هو تكلف في بعض مظاهر العقد والزواج وبرضا الأطراف، بمعنى صار عرف قد لا تشترطه الزوجة ولا أهلها بل قد تصر عليه أم الزوج أو أهله للمظاهر، ثم يقوم الزوج بالتظاهر بأن ذلك مرهق وأن سببه الزوجة وأهلها، بينما هو من جهته وأهله ، وقد يعتبر الحديث فيه غير محبذ فيتم الرضا بكل ما يتم ، والعكس صحيح .
رايي
مقال عشرة على عشرة لكن لدي رأي في الموضوع وهو ان الأمهات أحيانا يكون لهم دور سلبي في تحريض الابنتاء والتشدد في الشروط حيث تريد لابنها ملكة جمال الكون وتريد لابنتها أن يقبل بها الرجل ولا يشترط شي هذه المشكلة كما أعتقد من خلال تجربة
تقليد اعما
شروط المجتمع والاعراف =امراض اجتماعيه وراثيه
سجل عندك
تشتغلين؟ كم راتبش؟ الشركه تدفع الغوسي او انتين؟
رحتين الحج؟
سيارتش اقساط؟ متى تخلصين اقساطها؟
كم كردت كارد عندش كم عليهم؟
عندش قروض ثانيه؟ عندش جمعيات؟ اي التزامات مالية؟
كم تصرفين في الشهر وكم تجمعين؟
سافرتين اسيا اوروبا؟
بو الشباب، انت تبي تتزوج ولا تشتغل وكيل قرض في بنك؟
من صار الحج ب 1500 صارو يتشرطون حتى رايحه الحج. وبعدين ييقولون البنات يتشرطون ويتطلبون . وياخذون فلبينيه ويتم يصرف على الفلبينيه ويمشي شهريه لاهل الفلبينية. ولين اخذ البحرينية يلزمها تصرف على البيت.
هل وصلنا الى هذا المستوى؟؟؟؟
عجبا لهذا المجتمع الشبابي
لا يسمع الناس مثل هذا القول
إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
كلام صحيح
كلام صحيح ، متطلبات الرجال ليست طبيعية، بيضاء وشقراء وعيون ملونة، الله يخليك اذا تطالع وجهك اول وبعدين قول تبي هالمواصفات، وفوق هذا وهذا يقول تحسين نسل .. المشكلة الأكبر ان حتى واحنا مسلمين ونعيش عصر المساواة والتفهم والانفتاح، الى الان أصوات المطالبين بالمواليد الذكور ولوم المرأة على إنجاب البنات موجودة وحتى في أوساط الممثقفين للأسف.
اخ ياقلبي
ويطلعون اولاده كلهم يشبهونه.
عبد علي البصري
شكرا عزيزي الكاتب الموضوع مهم ويمس جوهر الفرد البحريني والمجتمع , ولاكنه مجرد معرفه الالم ولم يشخص المرض وأسمه ومسبباته ولا الدواء الفعال المقترح , مع وضوحه للعيان ووجود الدواء غ...
ظلمت الشباب
صحيح في شباب عندهم شروط متطرفه بس بالمقابل مو كل الشباب جدي لازم تتناول جانب الايجابي بعد ولازم تذكر شروط المجتمع والاعراف وبعض النساء ايضا الي كان ليها دور في تصعيب الزواج
ظلمت الشباب
وليش بس تطرقت للجانب المتطرف من قبل شروط الشباب ليش ماتكلمت عن الشروط المتطرفه للنساء الي صعبت الزواج لازم تتكلم بحياديه وتعرض كلا الجانبين .. او حتى ماتطرقت عن وضع الشباب المادي الضعيف الي يحتاج تقدير من قبل كثير من النساء الي تبغي فارس احلام غني
رد
يا اخي العزيز الموضوع يعالج فكرة لكن لا يمنع ان هناك فكرة اخرى يجب معالجتها . قد تحتاج الى تناولها في مناسبة اخرى لكن لا يعني ان نقحم هذا في ذاك
قصة الحرب والسلم لتولستوي ايضا
نأخذ منها بمعنى ان تعادل التضاد ليس من الضرورة ان تكون نتيجته هدوءا واستقرارا ومثالنا هنا استقرار الحياة الزوجية....نسبة الطلاق المرتفعة سببها الجشع وعدم الإدراك ان العلاقات الزوجية لن تنجح ان أسست على المصالح،التي كلها زائلة.
لا ويسكنونهم في غرفه
ويقولون ليك
لازم تسجد لزوحها وتقعد وياه لو بعشه وان تحجت قالو مافيها خير
لا وازيدك من الشار بيت
يسالونها جم سنة من توضفتين عشان يعرفون جم الراتب
ويدورون دواره المعلمااات بس حق الفلوووس من زين راتبنا عااااااااد
لو ياخدون لك جاهله ماتفهم عشان يشكلونها نفس ما يبغون وتطلع عليهم ازيد من بيع السوق
ولين كلش كلش عرس على فلبينيه او اثيوبيه او مغربيه او لبنانيه المهم من بره البحرين وخسايرها ازيد من غيرها بواجد