العدد 4554 - الثلثاء 24 فبراير 2015م الموافق 05 جمادى الأولى 1436هـ

انتقال تركي البنعلي إلى ليبيا من أجل ترتيب "داعش"

سعوديون دواعش قادة ومقاتلون وانتحاريون... ومعتقلون في بنغازي

نشرت صحيفة الحياة اليوم الأربعاء (25 فبراير/ شباط 2015) أن سعوديون منتمون إلى تنظيم «داعش» الإرهابي توجيه بوصلاتهم غرباً، نحو طرابلس الغرب، وتحديداً إلى الولايتين اللتين أعلن عنهما التنظيم في درنة وسرت الليبيتين. فبعد الضربات المتتالية التي تلقاها «داعش» في الأرض التي بسط يده عليها في العراق وسورية، وجه التنظيم عناصره – بمن فيهم من السعوديين – لتكثيف وجودهم على الأراضي التي يسيطر عليها فرع التنظيم في ليبيا.

وأطلق مغردون «دواعش» أخيراً وسماً على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أسموه «الهجرة إلى الدولة في ليبيا»، حظي بعدد كبير من التغريدات. كانت معظمها محرضة على الانضمام إلى مقاتلي التنظيم هناك. فيما علمت «الحياة» أن بعض السعوديين يحتلون مناصب قيادية (شرعية وتنظيمية وعسكرية) في فرع «داعش» الليبي، ويتولى آخرون أدواراً أقل أهمية، مثل القتال وأعمال الحسبة والقضاء. وكان لافتاً وجود سعوديين معتقلين في قبضة أجهزة الأمن الليبية.

وشارك «دواعش» سعوديون في تنظيم الملتقى الدعوي الأول الذي أقيم مساء أول من أمس في مدينة النوفلية التابعة لمحافظة سرت الليبية. وأكدت مصادر ليبية وجود السعوديين ضمن صفوف التنظيم في ليبيا. واختار «داعش» أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، عنصراً سعودياً، لتلقي البيعة نيابة عن خليفة التنظيم «أبو بكر البغدادي»، في مناطق شرق ليبيا. فيما اختار التنظيم سعودياً آخر لتنفيذ عملية انتحارية في منطقة القبة الأسبوع الماضي.

وبث تنظيم «داعش» أمس، ممثلاً في ما يسمى «المكتب الإعلامي لولاية برقة»، تغطية مصورة للملتقى الدعوي الأول في النوفلية. وتضمن الملتقى محاضرات دعوية ومواعظ دينية وفقرات إنشادية. ولا يُعدّ الملتقى الأول لـ «داعش» في ليبيا، إذ نظم ملتقيات سابقة، كان أهمها ملتقى «مدوا الأيادي لبيعة البغدادي»، الذي عمد فيه مفتي التنظيم في ليبيا السعودي «أبو حبيب»، إلى تلقين العشرات من المتعاطفين مع التنظيم صيغة المبايعة للبغدادي، وإعلان الولاء.

ولا يقتصر وجود السعوديين في ليبيا على «أبو حبيب الجزراوي»، إذ إنها استقطبت عدداً من السعوديين، قاتل غالبيتهم مع «أنصار الشريعة» في اليمن (فرع تنظيم «القاعدة»). إذ سبق لـ (سعد .م)، وهو أحد عناصر «داعش» ـ قُتل قبل أشهر في مدينة عين العرب (كوباني)ـ القتال في ليبيا. وأصيب فيها، ثم انتقل إلى تركيا للعلاج، ومنها إلى سورية. كما قاتل السعودي (سلطان .ح) قُتل قبل أشهر في غزة ـ في ليبيا بعد مشاركته في القتال باليمن. كما نفذ عنصر سعودي آخر يكنى بـ»أبو عبدالله» عملية انتحارية الجمعة الماضي في مدينة القبة. وفجر الانتحاري السعودي نفسه في سيارة مفخخة استهدفت غرفة عمليات تابعة لقوات خليفة حفتر بالمنطقة الشرقية والجبل الأخضر في منطقة القبة.

وقال مصدر ليبي لـ «الحياة» أمس: «إن في صفوف مقاتلي «داعش» الكثير من الجنسيات، إلا أن السعوديين يحتلون المقدمة، وموجودون عادة في معسكرات سرية. ويحملون أسماء حركية مستعارة». وأضاف المصدر: «يجمع السعوديون من عناصر «داعش» في ليبيا، بين «التشريع» و«التشريح»، ويتولون مناصب شرعية عالية، إضافة إلى مهماتهم القتالية، ويتولى السعوديون الدعوة والقضاء والحسبة».

وأضاف المصدر: «إن السعوديين يتولون تنفذ أحكام القضاء في الساحات والملاعب، كما يشرفون على ما يسمى «الشرطة الإسلامية»، التي تتولى إتلاف الآلات الموسيقية، والسجائر، ويعملون أيضاً في المحكمة الإسلامية وفي تنسيق العمليات الإرهابية»، مردفاً أنه «عادة لا يتم التعرف على جنسية الإرهابي من التنظيم، إلا إذا برز اسمه كأمير أو قائد أو بعد مقتله أو اعتقاله»، مؤكداً وجود سعوديين معتقلين في سجون حكومة بنغازي المعترف بها من الأمم المتحدة وغالبية الدول.

العمر: «داعش» يصدّر السعوديين لأية بقعة ينشطون فيها

رفض الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة محمد العمر، الجزم بعدد المهاجرين إلى ليبيا من السعوديين الملتحقين بتنظيم «داعش»، سوى القادة الذين أرسلهم التنظيم في وقت سابق لأخذ البيعة وترتيب الصفوف، وعلى رأسهم البحريني تركي البنعلي الذي استقر في مسقط رأس القذافي للدعوة والتنظير.

وأضاف العمر في تصريح إلى «الحياة»: «لم تتواتر الأنباء حتى الآن وبشكل جازم عن نفير سعوديين إلى هناك من عدمه. لكننا تعودنا من «داعش» تصدير المقاتلين السعوديين إلى أي بقعة يسيطر عليها، لأغراض الدعاية والتحفيز». وأعرب عن اعتقاده أن «التنظيم يسعى في مرحلته الأولى بليبيا إلى تجنيد ليبيين وأفارقة، للقيام بالعمليات على الأرض، إضافة إلى مسلمين أوروبيين غير عرب، لأجل تهيئتهم للانتقال في رحلة عكسية إلى فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وغيرها من الدول الأوروبية، لتنفيذ أجندته هناك».

وتابع الباحث العمر: «مع «داعش» لا نستطيع التكهّن، فهو دائماً يفاجئنا بعملياته وأجندته وخططه، ولكن لا أستبعد ظهور سعوديين في أرض ليبيا في الوقت الراهن، طالما أنه لم يتم أخذ أي تدابير دولية ضد هذا التنظيم وبقية الميليشيات».

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:28 ص

      كيف انتقل؟

      كيف انتقل من سوريا والعراق الى ليبيا؟؟؟ أين المخابرات العربية والغربية؟؟

اقرأ ايضاً