في حديث «مفاجئ» أدلى به إلى قناة «روسيا 24» الرسمية، استبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين احتمال نشوب حرب شاملة بين روسيا وأوكرانيا على خلفية تصريحات نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو حول أنه سيبذل كل ما في وسعه لاستعادة شبه جزيرة القرم.
وفي حين أكد ضمنا استحالة التخلي عن القرم، شدد بوتين على ضرورة تفرغ السلطات الأوكرانية لتسوية أمور الداخل وإعادة العلاقات الطبيعية مع جنوب شرقي أوكرانيا بما يكفل مصالح وحقوق سكان هذه المنطقة على نحو حضاري وبما يتفق مع بنود اتفاق «مينسك - 2». أما عن القرم فقال إنها ستكون وطنا لكل القوميات بما فيها الروسية والأوكرانية واليونانية، مؤكدا أن تبعيتها الإدارية أمر تقرر في استفتاء شعبي ومن الواجب احترام إرادة شعب القرم الذي اختار الانضمام إلى روسيا، ، بحسب ما أفادت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر اليوم الأربعاء (25 فبراير/ شباط 2015).
وعن احتمالات ظهور «مينسك - 3» بسبب تعثر تنفيذ نتائج «رباعية نورماندي» التي توصلت إلى اتفاق «مينسك - 2» في فبراير (شباط) الحالي، وبعد اتفاقات «مينسك - 1» التي توصلت إليها مجموعة الاتصال في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، قال بوتين إن «مينسك - 2» لم تعد وثيقة أقرها رؤساء البلدان الأربعة، وإنما صارت وثيقة دولية تحظى بموافقة المجتمع العالمي بعد أن أقرها مجلس الأمن الدولي ويجب التزام كل الأطراف بتنفيذها، مؤكدا حاجة أوروبا إلى ذلك بالقدر الذي لا يقل عن حاجة روسيا إليه، فلا أحد يريد نشوب نزاع على مقربة من الحدود الأوروبية. واستبعد بوتين اعتراف روسيا باستقلال كل من «جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك» كإجراء استثنائي، معربا عن أمله في أن يكون تنفيذ «وثيقة مينسك» سبيلا إلى تطبيع الأوضاع في المنطقة.
وجاءت تصريحات بوتين فيما دعا وزراء خارجية روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا خلال اجتماعهم في باريس أمس لمحاولة إنقاذ وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا إلى «تطبيق صارم لاتفاقات مينسك». وقال وزراء خارجية الدول التي باتت تسمى إعلاميا «مجموعة النورماندي» في بيان تلاه لوران فابيوس «ندعو إلى تطبيق صارم لكل بنود اتفاقات مينسك بدءا من وقف كامل لإطلاق النار وسحب كل الأسلحة الثقيلة».
وعلى صعيد أحداث الأزمة الأوكرانية وتنفيذ بنود اتفاقات «مينسك - 2»، قال أندريه ليسينكو، المتحدث باسم مجلس الأمن والدفاع الأوكراني، إن أوكرانيا أعدت المساحات وحددت المسارات اللازمة لسحب الأسلحة الثقيلة وإنها ستبدأ في نقلها في غضون يومين من استقرار «وقف إطلاق النار». واتهم ليسينكو الجانب الآخر بانتهاك وقف إطلاق النار، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر الجانب الآخر انتهاك القوات الأوكرانية الحكومية لوقف إطلاق النار عشر مرات خلال الرابع والعشرين ساعة الأخيرة. وكانت قوات لوغانسك ودونيتسك بدأت سحب أسلحتها الثقيلة حسب تصريحات إدوارد باسورين، نائب قائد قوات الدفاع الشعبي في «جمهورية دونيتسك». ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن باسورين تصريحاته حول أن الاتفاق يقتضي إكمال سحب الأسلحة الثقيلة التابعة للجيش الأوكراني ووحدات الدفاع الشعبي في دونباس إلى مسافات تتراوح بين 50 و140 كيلومترا حسب أصناف مختلف الأسلحة المدفعية والصاروخية الموجودة لدى الطرفين، وذلك في موعد أقصاه 12 يوما اعتبارا من الرابع والعشرين من فبراير الحالي.