أناب رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، لافتتاح أعمال «المؤتمر الدولي للأمراض المعدية ومكافحة العدوى» صباح امس الثلثاء (24 فبراير/ شباط 2015)، والذي تنظمه جمعية الأطباء البحرينية على مدى ثلاثة أيام بفندق الخليج، تحت شعار «منع انتشار الأمراض والأوبئة... خطر محدق وآفاق مضيئة»، وذلك بمشاركة أكثر من 500 طبيب وصيدلاني ومتخصص من كوادر محلية وعربية وأوروبية يمثلون مختلف التخصصات الصحية.
وبهذه المناسبة، أعرب الشيخ خالد بن عبدالله عن الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على تشريفه بحضور المؤتمر نيابة عن سموه، مشيداً بما يوليه سموه من اهتمام بتطوير القطاع الصحي والطبي من أجل توفير خدمة أفضل للمواطنين.
ورحب الشيخ خالد باستضافة مملكة البحرين لفعاليات المؤتمر، في ظل ما يمثله هذا التجمع الطبي الدولي من ساحة لتبادل الخبرات والتجارب العلمية والنظرية في سبل مواجهة الأمراض المعدية والأوبئة، مشيداً بما يمثله المؤتمر من أهمية في دعم المساعي الرامية إلى الوصول إلى علاجات ناجعة للأوبئة والأمراض المعدية بشتى أنواعها.
وأضاف نائب رئيس الوزراء أن نجاح البحرين في استضافة أعمال المؤتمر ومشاركة العديد من كبار الاستشاريين وأخصائيي الأمراض المعدية يجسد ما تتمتع به المملكة من سمعة طيبة على الصعيد الطبي والصحي.
واكد أن تعزيز صحة الفرد والمجتمع وضمان توفير خدمات صحية ذات جودة عالية يمثل أولوية في رؤية الحكومة وبرامج عملها، حيث عملت ولاتزال على الارتقاء بجودة الخدمات الصحية والعلاجية وتقديمها بكفاءة عالية وفق أحدث الأساليب العلمية.
كما أعرب عن ثقته في قدرة المشاركين في المؤتمر من أطباء ومتخصصين بما لديهم من سمعة عالمية وخبرات كبيرة على تقديم حلول وأفكار من شأنها الإسهام في الحفاظ على صحة البشر في مختلف الأنحاء.
وأشاد نائب رئيس الوزراء بالجهود التي بذلتها جمعية الأطباء البحرينية في الإعداد للمؤتمر، متمنياً للمشاركين فيه التوفيق والخروج بتوصيات ومقترحات من شأنها أن تطرح إسهامات علمية تساعد على تقديم أفضل العلاجات لمختلف الأمراض الوبائية والمعدية التي تهدد سلامة البشر في كل مكان بالعالم.
من جهته، أشاد رئيس جمعية الأطباء البحرينية، محمد رفيع، في كلمته بالمؤتمر، بدعم القيادة السياسية لمملكة البحرين للقطاع الصحي، مؤكداً أنها لا تدخر جهداً في توفير كل ما يلزم من دعم وتوجيهات وبنية تحتية متطورة وكوادر بشرية مؤهلة ونظم عمل حديثة، تضمن مكانة متقدمة للبحرين على الخريطة الصحية والطبية العالمية.
وأكد أن ما حققته البحرين من تقدم في المجالات الصحية والطيبة كافة لم يأتِ من فراغ ولم يحدث بين يوم وليلة، وإنما كان نتيجة جهود طويلة بذلها سمو رئيس الوزراء، وعمله الدؤوب على استكمال جميع مكونات المنظومة الصحية المتطورة من كليات طبية ومستشفيات ومراكز صحية ونظم إدارية وكادر بشري مؤهل، مشيراً إلى أن رعاية سموه المؤتمر تمثل دليلاً على اهتمام كبير من سموه بتعزيز صحة الإنسان، وحمايته من الأمراض، في مملكة البحرين وخارجها.
وأشاد رفيع بمستوى الإجراءات الصحية الاحترازية التي تتخذها وزارة الصحة في مملكة البحرين عبر منافذها الحدودية والمستشفيات لمواجهة الأمراض المعدية مثل الكورونا والسارس وانفلونزا الطيور وغيرها، إضافة إلى الوعي الشعبي العالي للوقاية من هذه الأمراض، مؤكداً أن المؤتمر يأتي تماشياً مع سياسية مملكة البحرين الصحية التي تعطي موضوع التحصين ضد العدوى جانباً كبيراً من الأهمية لارتباطه المباشر بمستقبل الأجيال وحماية النشء والتنمية الاقتصادية.
وأضاف أن المؤتمر يأتي في إطار رغبة مملكة البحرين في المشاركة وتحمل جزء من مسئولية إنقاذ البشرية من هذه الأمراض الفتاكة، وخاصة أن هذه الأمراض لا تضع حداً لحياة ملايين البشر فقط، وإنما تترتب عليها أضرار اقتصادية بالغة، فالعبء الاقتصادي الناجم عن تفشي الأمراض المعدية، خاصة في الدول النامية التي تتفشى فيها عادة، لا يقل أبداً عن العبء الصحي أو الاجتماعي، فهذه الأمراض قاتل صامت يترك آثاراً مدمرة على البشرية ربما تفوق آثار الكوارث الطبيعية أو الحروب.
وذكر أن مسئولين في البنك الدولي أكدوا أن تفشي مرض الإيبولا بات يشكل أكبر تحد صحي يواجه العالم منذ ظهور مرض الايدز، فيما تخطط دول مجموعة العشرين في قمة الاقتصادات الكبرى لإنشاء صندوق للطوارئ بمليارات الدولارات للتعامل مع الأوبئة المستقبلية، وحث قادة العالم على تعلم الدروس من تفشي فيرس الإيبولا الذى يجتاح غرب إفريقيا.
وأكد رئيس جمعية الأطباء البحرينية أن الأوبئة المعدية والعواقب المأساوية الناتجة عنها أظهرت أنه يتعين التفكير جدياً في كيفية الاستعداد لأية أوبئة يمكن أن تواجه البشرية في المستقبل، وخاصة أن تفشي وباء الإيبولا أظهر مدى ضعف الاستعداد والقدرة لدى البعض في مواجهة هذا الوباء وغيره من الأوبئة.
من جانبه، ألقى رئيس المؤتمر، مناف القحطاني، كلمة قال فيها: «إن أهمية المؤتمر الدولي للأمراض المعدية ومكافحة العدوى تتجسد في تسليط الضوء على قضية الأمراض المعدية عالمياً، وإتاحة المجال لتبادل الخبرات بين العلماء والباحثين والمختصين في هذا المجال، بهدف الوقوف على أحدث ما توصل إليه العلم والممارسات الطبية في مجال الأمراض المعدية، بالشكل الذي يساعد في مكافحتها ومواجهة الأشكال المتجددة لها تحت أسماء مختلفة، والقضاء عليها، وتخليص البشرية من شرورها».
وأضاف أن مسألة تحفيز طلاب الطب البشري على التخصص في الأمراض المعدية هي من أهم الأهداف الحيوية والمهمة التي يسعى المؤتمر إلى تكريسها، نظراً لما يواجه هذا التخصص من نقص حاد في الأطباء والمعالجين، بسبب عزوف الطلبة عن الالتحاق باختصاص الأمراض المعدية رغم أنه يلامس حياة ملايين البشر.
وأشار إلى اختيار نخبة من أكبر استشاريي وأخصائيي الأمراض المعدية من المملكة المتحدة والخليج العربي، ممن يتمتعون بسمعة عالمية وخبرات طويلة في مستشفيات وجامعات ومراكز أبحاث علمية مرموقة، للحديث في أهم وأبزر محاور وجلسات المؤتمر.
ونوه القحطاني بالمعرض المصاحب للمؤتمر الذي تعرض من خلاله الشركات الطبية أحدث ما أنتجته من تجهيزات ومنتجات وخدمات صحية وطبية، بهدف إتاحة الفرصة للتعرف على آخر تطورات السوق الصحية والطبية، معرباً عن أمله في أن يتحول المعرض إلى فعالية سنوية دائمة تستقطب العارضين والزوار من جميع دول المنطقة، على نحو يعزز من مكانة مملكة البحرين على خريطة صناعة المعارض الصحية على مستوى العالم.
العدد 4554 - الثلثاء 24 فبراير 2015م الموافق 05 جمادى الأولى 1436هـ