العدد 4553 - الإثنين 23 فبراير 2015م الموافق 04 جمادى الأولى 1436هـ

السعودية: المجتمع الدولي مسؤول عن حروب الشرق الأوسط

أكدت المملكة العربية السعودية أن المجتمع الدولي مسؤول عن حروب الشرق الأوسط لإخفاقه في منع الاحتلال الإسرائيلي.

وأشارت إلى أن المجتمع الدولي أخفق في معالجة الأخطار التي أخذت أشكالا وقوالب جديدة مثل خطر الإرهاب الدولي واتخذ محاربة هذه الظاهرة في كثير من الأحيان شكل حلول مرحلية وإقليمية لم تتعامل مع كون الإرهاب ظاهرة عالمية، موضحة أن الإرهاب "مسألة فكرية فضلا عن كونها قضية أمنية".

جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي الليلة الماضية أمام مجلس الأمن حول "صون السلام والأمن الدوليين".

وقال السفير عبدالله المعلمي في كلمته التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) اليوم الثلثاء (24 فبراير/ شباط 2015)إن "الدارس لواقع المنطقة وما شهدته من حروب لابد أن يستخلص أن المجتمع الدولي، متمثلاً في مجلس الأمن، قد أخفق في منع الاحتلال(الإسرائيلي) وفي إزالته، ولذلك مازلنا نشهد واقع حرمان الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وفقاً لقرارات الشرعية الدولية التي أقرتها الأمم المتحدة وعجزت عن فرضها وتطبيقها، الأمر الذي أدى إلى نشوب العديد من النزاعات المسلحة في المنطقة".

وأشار إلى أن "المجتمع الدولي، قد أخفق في حماية الشعوب من المجازر التي تُرْتَكَب بحقها من قِبَل سلطات فقدت شرعيتها، ولقد كانت رواندا مثالاً فاضحاً على العجز والشلل في مواجهة أحداث مروعة كانت ومازالت تشكل عبئاً على الضمير العالمي، وكذلك الحال ما نشاهده اليوم في سورية، حيث تستمر عمليات القتل والترويع ضد أبناء الشعب السوري وباستخدام الطائرات والصواريخ والغازات السامة والحصار والإبادة والتهجير دون أن ينجح المجتمع الدولي في تحقيق اختراق يذكر على صعيد المساعدات الإنسانية فضلاً عن التسوية السياسية المنصفة".

وتابع :"مما يبعث على الألم أن تأتي مناقشاتنا في وقت يغيب فيه الأمن والسلم عن كثير من بقاع الأرض في الشرق الأوسط وفي أفريقيا وأوروبا وآسيا".

وأوضح المعلمي :"لئن كان النظام العالمي الجديد الذي تأسس في أعقاب الحرب العالمية الثانية والمتمثل في الأمم المتحدة وميثاقها قد أفلح في تفادي حرب عالمية ثالثة فإن مجموع الحروب التي خاضها العالم في أماكن متفرقة عبر السبعين عاما الماضية يفوق في ضراوته وآثاره وخسائره ما كان يمكن أن ينتج عن حرب عالمية من دمار مما يجعلنا نتساءل عما إذا كان هذا النظام والميثاق قد نجح فعلا في صيانة الأمن والسلم الدوليين".

وأضاف :"وإذا أمعنا النظر في منطقة الشرق الأوسط فإننا نجد أن العقود السبعة الماضية قد شهدت ما لا يقل عن 15 حربا كان معظمها مرتبطا بشكل أو بآخر بالقضية الفلسطينية ومازالت بعض هذه الحروب تخيم بآثارها على المنطقة حتى يومنا هذا".

وأكد أن السعودية حرصت دوما على المشاركة في كل جهد ومسعى من شأنه أن يُسهم في حفظ الأمن والسلم الدوليين ويرتقي بأداء هذه الهيئة الدولية.

وأضاف المعلمي :"قبل قليل استمعنا إلى مندوب إسرائيل وهو يتعامل مع هذا الموضوع الحيوي بسخرية وصلف واستهزاء ورأينا كيف منح لنفسه الحق في توزيع المناصب والجوائز الأوسكارية يمنة ويسرة ونسي أو تناسى مقدار السخرية المتناهية في تولي إسرائيل منصبا في لجنة إزالة الاحتلال وإسرائيل هي المحتل الأول بلا منازع".

وتابع الدبلوماسي السعودي أن "مندوب إسرائيل نسي أن يستكمل توزيع جوائز الأوسكار المزعومة التي راح يوزعها وكان عليه أن يمنح إسرائيل جائزة الأوسكار في أفلام الرعب والقتل التي مارستها في غزة وقانا ودير ياسين وصبرا وشاتيلا وبحر البقر وغيرها وجائزة الأفلام الوثائقية المزورة عندما تدّعي لنفسها حقوقا مزعومة في القدس الشريف والخليل وأراضي فلسطين العربية وجائزة أسوأ ممثل عندما يخرج مندوبها ليتحدث عن حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة وبلاده تخترق كل هذه المفاهيم يوماً بعد آخر".

واختتم المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة قائلا :"أود أن أقول إنه علينا قبل أن نربت على أكتاف بعضنا البعض ونتبادل التهاني بالذكرى السبعين لهذه المنظمة الدولية أن نسترجع جوانب النقص ونمارس قدرا من التواضع والنقد الذاتي الموضوعي وأن نعترف بأن هذا النظام بشكله الحالي يظل قاصرا عن تحقيق التطلعات والآمال ومعالجة القضايا والمشكلات وأن من أهم ما نحتاج إليه اليوم هو إعادة النظر في بعض المفاهيم والمؤسسات وأن تنطلق نقطة البداية من إدراك أن ما كان صالحا لعالم منتصف القرن العشرين لم يعد ملائماً لهذا القرن".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً