يسير الدوري الايطالي لكرة القدم إلى المجهول بحق بعد أن كان ولسنوات عدة متربعا على عرش أفضل الدوريات في العالم.
أخر الأخبار السيئة القادمة من هناك هي إعلان نادي بارما الايطالي عن إفلاسه وهو ما يمهد بإنزال النادي إلى دوري الدرجة الثانية وهو أحد أهم الأندية الايطالية.
بارما المتوقف لأكثر من 7 أشهر عن دفع رواتب لاعبيه ومدربيه على رغم تغيير ملكية النادي وتغيير الرئيس، وصل كما يبدو إلى نقطة النهاية بعد أن عجز عن تسديد هذه الرواتب بل عجز حتى عن تسديد جزء يسير منها لتسوية الأمور والاستمرار في العمل.
اللاعبون هددوا قبل فترة بالتوقف والإضراب وفي كل مرة كانت الوعود بتعديل الوضع لتصل في النهاية الأمور إلى إفلاس النادي.
حال بارما يحكي باختصار حالة الاحتضار التي يعيشها واحد من أهم الدوريات العالمية سابقا والذي بات حاليا باعتقادي في مركز متأخر جدا خلف الإنجليزي والاسباني والألماني والفرنسي.
حالة الانهيار لا تقتصر على الدوري نفسه وإنما على الأندية الكبيرة أيضا فأقطاب عالمية مثل ميلان وانتر ميلان وروما ولاتسيو باتوا أندية عادية بل أندية صغيرة لاعبوها من الفئة الثالثة أو الرابعة على مستوى العالم.
روما نادي العاصمة الأول لا يمتك نجما يضاهي توتي على مدار 15 عاما أو أكثر إذ ان الأخير سيلعب كما يبدو باعتباره النجم الأول ولو كان على عكازين.
أي سي ميلان في وضع هو الأسوأ ربما منذ تأسيس النادي وانتر ميلان ليس أفضل حالا، وحده يوفنتوس يمثل بارقة الأمل ولكن على المستوى المحلي فقط بعد أن تراجعت قدراته على مجاراة نظرائه في الدول الأوروبية الأخرى.
المصاعب التي يواجهها الدوري الايطالي لا تقتصر فقط على حال أنديته، وإنما المسابقة نفسها تعاني من سيطرة المافيا والتلاعب بنتائج المباريات والرشاوى وغيرها التي أدت إلى الإطاحة قبل سنوات بفريق يوفنتوس إلى دوري الدرجة الثانية والخصم من رصيد نقاط أندية أخرى.
هذا إلى جانب تخلف المنشآت الرياضية التي عفا عليها الزمن مقارنة بما هو موجود في الدول المجاورة لإيطاليا، وفوق كل ذلك الأزمة المالية والاقتصادية التي تعاني منها ايطاليا بشكل عام.
المؤكد الآن أن الدوري الايطالي ليس فقط لم يعد الدوري الأول في العالم بعد أن انفضت عنه الجماهير، ولكن أيضا أنه لم يعد ذا شأن في أوروبا بل ربما سيكون مهددا بالانهيار الكامل خلال السنوات المقبلة ليتحول إلى ما هو أقل من اليونان أو يوغسلافيا.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4553 - الإثنين 23 فبراير 2015م الموافق 04 جمادى الأولى 1436هـ
المال وقانون بوسمان
للاسف ان احد العوامل الرئيسية في اتساع الفجوة بين الاندية الاوروبية هو سيطرة المال والغاء الانتماء الوطني لتلك الاندية عبر ما يسمى بقانون بوسمان, ولذا اصبحنا نرى فريق انجليزي بدون لاعبين انجليز واخر فرنسي لا يربطه بفرنسا إلا الاسم فقط!!!