فلسطين التي أحب فلسطين، هي فلسطين التي في الفؤاد، رحل دون أن يرى الحلم الذي في الفؤاد. توسّد تراب المحرق، قرب البستان الكبير الذي ترابه من تراب المقبرة، وكان يلعب فيه في صباه، ويقطف من ثماره وفاكهته التي لم تفارقه أبداً.
عبدالله ملك... عاشق فلسطين، وحين قالوا له يوم زاره الرفاق وهو يصارع المرض: إن هذا العلاج مؤلم جداً، استقبلهم بابتسامة ساخرة وهو يقول: «كيمياء، كيمياء؟ ما هذه الكيمياء التي تفزعوني بها، لقد هزمتها وكأنها سحابة عابرة.
عبدالله ملك... الذي ملك الجسارة، ولم تفته مسيرة طويلة تخرج للدفاع عن فلسطين، حتى حين ثقل جسده ولم يقوَ على الركض، وتتقاذفه مسيلات الدموع والشباب يركضون ويركضون ويركضون، وهو يمشي كأنه يشم رائحة الياسمين، ويلحق البوليس بالشباب مهرولاً بينما هو غير عابئ بالملاحقات، وسمع أحد رفاقه في تلك المسيرة حواراً بين رجلين يقول أحدهما للآخر: لتمسك به، فردّ عليه الآخر: لا، دعه ليتعوّد على رائحة مسيلات الدموع كما لو أنها بخور العيد. هيا الحق بالشياطين الشباب! وفي عودتنا سنأخذه معنا!
في عودتهم اختفى عبدالله ملك، فقد ابتلعه أحد أزقة القرى الحبيبة، ولو كان في موقع المواجهات في إحدى القرى الباسلة في فلسطين لكان من أوائل الشهداء.
يا عبدالله! أيها المنسجم مع ذاتك، أيها المبتسم في ذاتك، تلك هي الحياة. فارقد في سلام بالقرب من العم العزيز عبدالله علي جاسم فخرو، الحاضر أبداً وهو يردد بصوته الجهوري. قل له: ذهب الذين نحبهم.
إقرأ أيضا لـ "عبدالله مطيويع"العدد 4553 - الإثنين 23 فبراير 2015م الموافق 04 جمادى الأولى 1436هـ
هذا الرجل من يعرفه يحبه
عبد الله من الناس الذين يملكون قلبا كبيرا يحتوي كلل ابناء الوطن رحمك الله
الله يرحمه
تعرفت عليه من مدة بسيطة ولكني كأني اعرفه منذ طفولتي.. منها اتذكر ابتسامته التي لم تفارق وجهه كلما اراه..كان يعيش في سلام مع نفسه.. أنسان بكل المعاني.. الله يرحمه ويغفر اليه..لن انسى تلك الابتسامة..راحوا الطيبين