أكد عدد من التربويين والتقنيين على أهمية استخدام التقنية في التعليم، لإكساب الشباب مهارات عملية تمكنهم من تحقيق مستقبل ووظائف أفضل.

جاء ذلك خلال افتتاح أعمال المنتدى الدولي السنوي لمايكروسوفت للتعليم، يوم أمس الأحد (22 فبراير/ شباط 2015)، في فندق «جراند حياة» في إمارة دبي، وهو المنتدى الذي يعقد لأول مرة في تاريخه في الشرق الأوسط. ويهدف المنتدى للتركيز على أفضل الممارسات المبتكرة التي تستعين بتقنيات يمكنها المساعدة في تحقيق خبرات تعلم غنية، كما يبرز المنتدى إنجازات معلمين ومدارس من أرجاء الشرق الأوسط وإفريقيا كافة، إضافة إلى الهند، وبكل الذين نجحوا باستخدام التكنولوجيا لإشراك الطلاب وإعدادهم للمستقبل.

وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس مشروع التعليم حول العالم في شركة مايكروسوفت أنطوني ساليستو: «يمثل المنتدى الدولي فرصة للعاملين في مجال التعليم كي يناقشوا مع بعضهم البعض الكيفية التي تعالج بها التقنية التحديات الرئيسية التي تواجه التعليم في القرن الحادي والعشرين».

وأضاف: «يركز المنتدى على مدى التغير الذي طرأ على التربية والتعليم، وخصوصاً الأدوار التي لعبتها الاتجاهات التي سادت المجال، مثل الأجهزة المحمولة والحوسبة السحابية، وكذلك أدوات تحليل الوصول والتعلم في التغلب على هذه التحديات الرئيسية».

وأكد ساليستو التزام مايكروسوفت بتوفير التقنيات المطلوبة للكليات والتدريب المهني وإيصالها لأقصى عدد ممكن من الطلاب، وأن توفير ميزة office 365 ProPlus في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا تساعد على سد الفجوة بين من لديهم المهارات والتدريب ومن هم يفتقدونها لكي يحققوا نجاحاتهم.

أما المدير العام لمايكروسوفت الخليج سامر أبولطيف، فقال: «شهدنا ارتفاعاً في مستوى البطالة بين الشباب على مستوى العالم، ولكي نواجه هذه المعضلة تتعاون برامج مايكروسوفت، مثل برنامج YouthSpark مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية على مستوى العالم بغرض تحفيز الشباب على تحقيق المزيد وإنجاز المزيد من خلال توسيع مدى وصولهم إلى التعليم المتعلق بعلوم الحاسوب».

وتابع قائلا: «تواصل مايكروسوفت مؤازرة دمج التقنية في نظام التعليم وعقدت شراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومات أخرى في الشرق الأوسط وإفريقيا لتجهيز المدارس والمعلمين والطلاب باستخدام حلول التعلم الذكي مثل Microsoft Office 365 والسبورات الذكية وأجهزة ويندوز مجهزة بتطبيقات تعليمية».

واعتبر أبولطيف، أن التكنولوجيا حولت خبرات التعلم إلى الأبد، مؤكداً التزام مايكروسوفت بمساعدة التربويين لتزويد الطلاب بالمهارات التي يحتاجونها لإعدادهم للعمل والحياة.

وأكد أبولطيف في كلمته خلال أعمال المنتدى، أن 75 مليون شاب حول العالم هم من العاطلين عن العمل، وأن غالبيتهم هم من الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن التحديات التي تواجه العولمة في الوقت الحالي هي اختلاف الثقافات واللغات، وما يتطلبه الأمر من اهتمام بالثقافة واللغة من دون أن يكون ذلك على حساب التكنولوجيا.

وأكد أبولطيف على ضرورة تمكين الطلبة من الوصول إلى المعلومات، وأن هذا الأمر يتطلب مواجهة عدد من التحديات التي تحول دون ذلك، وهي التحديات يمكن تحويلها إلى فرص تكون أساسية للتنوع الاقتصادي والاجتماعي، على حد قوله.

وتطرق أبولطيف إلى برنامج مايكروسوفت لمتابعة الطلاب، والذي يقوم على التنافس على الأفكار والحلول وتزويدهم بالأدوات التي تمكنهم من إنشاء شركات صغيرة لتكون حجر أساس في هذه المنطقة.

ساليستو: التحول للتعليم التقني

يواجه الكثير من التحديات

إلى ذلك، أكد نائب الرئيس لمشروع التعليم حول العالم في مايكروسوفت سفير الولايات المتحدة الأميركية في دولة الإمارات أنطوني ساليستو، على أهمية التحول من التعليم التقليدي إلى التقني، وأنه في الوقت الذي يواجه فيه هذا التحول الكثير من التحديات، إلا أنه الطريق لبناء الاقتصاد المستقبلي.

واعتبر أن تحديد توجه التعليم يتطلب معرفة وجهة نظر الطلاب للمدارس، وأن دور القائمين على العملية التعليمية يجب أن يتماشى مع متطلبات الطلاب.

وقال: «محاولات تطوير العملية التعليمية هي بمثابة نقاط لامعة في غرف مظلمة، ويجب أن نبحث بجدية عن الآلية التي يمكننا من خلالها التوسيع من هذه النقاط المضيئة».

وانتقد ساليستو بعض من يرى عدم حاجة العملية التعليمية للتغيير بصورة دائمة، مؤكداً على الحاجة لتغيير المدارس والصفوف والمناهج بصفة دورية، وذلك بغرض تطوير مهارات الطلبة ليصبحوا قادة المستقبل، وخصوصاً في ظل العلاقة المترابطة بين مستقبل الاقتصاد والتعليم، مشيراً إلى أن تقنية المعلومات سيكون لها دور هام في المشهد التعليمي بصورة عامة.

وقال: «التعليم يأتي على رأس أولويات اهتمامات مايكروسوفت، ونرى في الوقت الحالي أنها يجب أن تتعدى الجزء البسيط الذي يعتمد عليه الناس في التعليم. وأن هذه التقنية يجب أن تكون في العالم أجمع، ولذلك دعمنا وبقوة الانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم التقني».

وأضاف: «يجب إلغاء الحواجز بين التقنية والتعليم، الأمر الذي سيخلق طاقة جديدة في الصفوف، وهذا الأمر يتطلب التزاماً من القائمين على التعليم في دول المنطقة».

وتابع: «يجب ألا يتم غرس فكرة أن يكون أقصى حلم للطالب هو شراء لوحة رقمية، باعتبار أن التقنيات تتطور بصورة مستمرة، وإنما المساهمة في خلق الأجواء التي تعمل على تفتق المواهب لدى الطلاب».

وأكد ساليستو على أهمية توفير تعليم مبتكر للمعلمين يمكنهم من التعامل مع التقنية بشكل سلس، مع تسليط الضوء من جانب آخر على مهارات الطلاب، وجعلهم عنصراً أساسياً في هذا التغيير.

وقال: «من أبرز التحديات التي تواجه استخدام التقنية في التعليم، هي عدم تغيير المعلمين لأسلوبهم في التعليم، لأن مديريهم لا يرغبون في تطويرهم، ولا يرغبون باستخدام التقنيات التي لا يريد مديروهم استخدامها في التعليم».

وأشار ساليستو إلى أن التقنية هي جزء أساسي من التعليم الذكي، ولكن ذلك لن يتحقق ما لم يتم تغيير الظروف التي يمر بها التعليم، مجدداً التأكيد على ضرورة عدم اعتبار شراء الطالب للوحة رقمية هو الغاية الأساسية من إدخال التقنية في التعليم، وإنما تحقيق التغيير في التعليم، وتدريب المعلمين والطلبة وإقناعهم بالحاجة لهذا التغيير.

وذكر أيضاً أن إدخال التقنية في الصف، يسمح بالتفاعل مع حقائق ووقائع وأشخاص في أماكن أخرى في العالم، وهو ما يعني تحقيق الهدف الأساسي من التكنولوجيا، وفقاً له.

وقال ساليستو: «إدخال التقنية في التعليم، يعتبر عاملاً مهماً في إطار التحول الاقتصادي، وهو ما يسهم في حل مشكلة البطالة، لأن التعليم التقليدي لا يواكب النجاح الاقتصادي. وفي التعليم يجب ألا يقتصر الأمر على التعبير عن الأفكار وإنما خلق القدرات التي تمكن الطلبة من الحصول على مصادر المعلومات الصحيحة».

وختم ساليستو حديثه بالقول: «التحول من التعليم التقليدي إلى التعليم التقني مليء بالتحديات، ولكن يمكن من خلاله بناء أسس الاقتصاد المستقبلي».

مدير «انتل»: يجب أن يتحول الطلاب

من مستهلكين إلى مشاركين في التعليم

من ناحيتها، دعت المدير الإقليمي لشركة «انتل» لدول الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا سيقديم أرتيم، لأن يتحول الطلبة من مستهلكين إلى مشاركين، وذلك من خلال اعتماد التقنية كجزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، مؤكدة على أهمية تحول التعليم التقليدي إلى التعليم التقني بغرض توفير التعليم ذي الجودة العالية للطلاب، وبالتالي تحقيق مستقبل أكثر نجاحاً لهم.

وقالت: «التعليم عالي الجودة يوفر للطلاب المهارات التي تسمح لهم بالمشاركة وقيادة القرن الـ 21، لأنهم سيكونون أكثر ابتكارات وقدرة على الإسهام في إنشاء الاقتصادات الفعالة في العالم». وأضافت: «الحصول على التعليم عالي الجودة والوظيفة الجيدة أمران مرتبطان، ولذلك فإن استمرار طريقة تقديم المعلم لمحتوى المنهج واستهلاكه من قبل الطلبة لم يعد أمراً مجدياً، وخصوصاً في ظل التقنيات المتوافرة التي يمكن إدخالها في التعليم، والتغيير الذي طرأ على مفهوم التدريس».

وأكدت أرتيم على ضرورة العمل على جعل الطلاب محور العملية التعليمية، مشيرة إلى أن التغيير في أسلوب التعليم يتطلب قائداً لديه نظرة مستقبلية وسياسة تسهم في نجاح هذه العملية، منوهة بضرورة استعداد المعلمين وقابليتهم لتطوير مهنتهم، مع الحاجة في الوقت نفسه لاستحداث أجهزة جديدة وبرامج تخدم التحول إلى التقنية في التعليم.

خطة إماراتية لتطوير العملية التعليمية بحلول العام 2021

على صعيد متصل، قال وكيل وزارة التربية والتعليم الإماراتية مروان الصوالح، إن الإمارات جعلت الوصول إلى نظام تعليمي من الطراز الأول أمراً حتمياً، الأمر الذي فرض تحديات الارتقاء في المدارس وتحقيق التنافسية في التعليم، مشيراً إلى أن وزارة التربية الإماراتية تبنت خطة منذ العام الجاري وحتى العام 2021 تهدف للتطوير الشامل للعملية التعليمية.

وأوضح أن الخطة تهدف للارتقاء بالمدارس بشكل أفضل، وتقوم على سياسة الانفتاح وتبادل الخبرات، وترتكز على أهمية تكنولوجيا التعليم في حياة الطلاب ودور كبريات الشركات في طرح التقنيات وأفضل وسائل التدريب الممكنة.

مليون مشارك في شبكة مايكروسوفت للمعلمين

وفي السياق ذاته، يبلغ عدد المشاركين في شبكة مايكروسوفت للمعلمين، والتي تعتبر مصدراً لتدريب المعلمين على التقنيات الحديثة، نحو مليون معلم من أنحاء العالم كافة، والتي تشمل إمكانات التنمية المهنية عبر الإنترنت ومرئيات تعريفية وأنشطة تعلم صممها المعلمون من أجل تدريب المعلمين عليها.

وتقدم مايكروسوفت مهارات تقنية في مجال تقنية المعلومات لأكثر من 8.5 ملايين معلم وطالب في 130 دولة لتساعد على سد الفجوة في المهارات التقنية، إضافة إلى ذلك، ساعدت مايكروسوفت التربويين في أنحاء العالم على دمج التقنية بنجاح في الفصول الدراسية لتحسين خبرات التعلم لطلابهم من خلال برامج «التعليم مع التقنية».