العدد 4552 - الأحد 22 فبراير 2015م الموافق 03 جمادى الأولى 1436هـ

"البحرين الثقافية" في عددها التاسع والسبعين... من مانفيستو العوْلمة إلى بنية الأسطورة في "موسيقانا"

غلاف العدد التاسع والسبعين
غلاف العدد التاسع والسبعين

الوسط (فضاءات) - جعفر الجمري 

تحديث: 12 مايو 2017

يبدو عدد "البحرين الثقافية" التاسع والسبعون، للعام 2015، والتي تصدر عن قطاع الثقافة والتراث الوطني في مملكة البحرين، في حال أفضل من محتواها في عددين سابقين للعام 2014؛ حيث موضوعاتهما ركَّزا على قضايا جامدة في التناول وبدت مغلقة؛ سواء باللغة التي كتبت بها؛ أو بالمعالجة والتناول الأكاديمي بتقعيراته واشتغاله على المفاهيم بأساليب من المفترض ألاَّ تكون المجلة ساحة لذلك الاشتغال المتخصِّص،وفي مساحة كبرى من عدديْها السابقين، وغيرهما من الأعداد قبل ذلك؛ وخصوصاً أنها مجلة دورية غير محكمة، تنفتح على الأشكال الأدبية والإبداعية والفكرية، وبافتراض توجُّهها إلى الشرائح الأكبر من المثقَّفين في المجتمعات العربية.

جاءت افتتاحية العدد بقلم الروائي والكاتب الكويتي وليد الرجيب، والتي جاءت بعنوان "مانيفستو العولمة وثقافة التدويل"، خلص في نهايتها إلى أن "الأنا" و "الآخر" هي ذاتها ثنائية العولمة (المركز والطرف)، فالأنا هي المركز والآخر هو الطرف المتخلِّف أو "المنهوب"، مُعرِّجاً على منطق "النيوليبرالية" في نصيَّة تبدو ثابته، على رغم ما يكتنفها من نفاق التعامل تبعاً لمقتضيات الظروف والمصالح والأوضاع ونصه "نحن أغنياء لأن ثقافتنا تدفع وتشجِّع على ذلك، وهم فقراء لأن ثقافتهم لا تسمح لهم بالتقدم".

الرواية العمانية

القاصة والكاتبة العُمانية هدى حمد، تبحث "تصاعد الرواية العُمانية كمَّاً ونوعاً وتجريباً"، متناولة عدداً من الأسماء في بلادها، مستهلَّة بأعمال عبدالله الطائي، ونضج تجربته في تسعينيات القرن العشرين، معرّجة على يتم التجربة النسائية في التسعينيات، بحضور بدرية الشحي، عبر عمل كتابي واحد صدر تحديداً في العام 1999، تحت عنوان "الطواف حيث الجمر"، وهناك أعمال مطلع الألفية الثالثة، وتحديداً في الفترة ما بين 2000 و 2007، حيث صدرت 14 رواية، وتصاعد المؤشر في العام 2001، من حيث تجريبيته بإصدار العمل الروائي الأول لحسين العبري "ديازبيام"، مع اختلاف التعامل معها، واستثنائها من الخط الروائي، والتعامل معها باعتبارها نصاً سردياً طويلاً، لا يتعدّى أن يكون تصاعداً لسرد حكائي لحالة البطل الوحيد والمنكفئ على نفسه في غرفته؛ حيث "لا ينمو الصراع الدرامي إلا منه وبه وإليه".

كما تناولت الكاتبة ملامح الرواية الكلاسيكية، واعتبار الطائي عبدالله من رُوَّادها الأوائل من دون منازع، ليس في عُمان بل في منطقة الخليج، وخصوصاً إذا ماعرفنا أنه بدأ تجربته في ستينيات القرن الماضي.

هنالك استعراض، للتجربة العُمانية ضمن الذاكرة التاريخية، دون الولوج في الجانب النقدي تناولاً لفنيات السرد واللغة فيها.

القرية البحرينية

الباحثة البحرينية أمينة الفردان، تناولت "القرية البحرينية... وما تختزله الذاكرة"، عابرة على نماذج من المواقع الأثرية التي تضمها بعض تلك القرى، ومن بينها مستوطَن الدراز الثري، موقع عالي الأثري، موقع جنوسان الأثري، مقبرة تلَّة أم الحصم الأثرية، تلال قرية الشاخورة، حقل تلال كرزكان "مدينة حمد 2"، وحقل تلال بوري "مدينة حمد 1"، إضافة إضاءتها لتاريخ عدد من القرى البحرينية، ضمن المراجع التي ذكرتها، والمؤرخين الذين تناولوها في عدد من إصداراتهم؛ علاوة على التنقيبات والآثار التي تم الوقوف عليها.

في باب الدراسات، احتوى العدد مشاركات جاءت تحت العناوين الآتية: "الإنسان والعالم"، لنور الدِّين السافي، يخلص فيها إلى أنه "إذا كان قدراً أن يوجد الإنسان فإنها الإرادة أن يعطي الإنسان لهذا الوجود معنى، وإذا كان قدراً أن يفنى، فإن ما أبدعه يعطي لهذا الفناء معنى، فالإرادة والإبداع شرطان بهما يكون الإنسان وبدونهما لا يكون".

في ورقته "الثقافة في ضوء الممارسة الاجتماعية"، خلص هشام عقيل صالح، إلى أن تحديد الأزمة الثقافية، هو تحديد الأزمة الاجتماعية، وإن كان المجتمع يمر بمرحلة مرَضيَة، فإن بالمقابل، لابد من أن الثقافة تمر كذلك بمرحلة مرَضيَة يتوجَّب علاجها بالشكل العلمي الصحيح.

وشارك محمد المهدي بشرى بـ "سرديات المجذوب"، متناولاً "مقدمة نار المجاذيب"، للشاعر السوداني، محمد المهدي المجذوب، وهي مقدمة لديوانه "نار المجاذيب"، ويسرد فيها حياته منذ الطفولة وبدايات علاقته بالشعر، وهيمنة ضمير المتكلم عليها.

النص التشعُّبي (Hypertext)

القاص والمترجم البحرين غريب عوض يشارك بـ "القراءة والتوسُّع في العلم، ونُسَخ النص التشعُّبي الإلكتروني"، لجون لافاجنينو، وتستهل الورقة بإضاءة على النص التشعُّبي (Hypertext) والذي نحته تيد نلسون، باعتباره "شبكة عملاقة تحتوي مجموعة آداب العالم". لافاجنينو يصل إلى خلاصة في ورقته إلى أن "نُسَخ النص التشعُّبي كما هو مخطَّط لها في الوقت الراهن، ستقدِّم السبيل الذي سنحتاج إليه لجميع نُسَخ كل عمل؛ ولكن عملية التطوُّر اتجاه التفكير بالعمل كحاضن لجميع تلك النُسَخ، بدلاً من أن يكون مجرَّد مؤدَّى للعمليات النقدية نفسها لعدد أكبر من النصوص الفردية، هي المهمَّة التي تحتاج في الحقيقة إلى أجهزة حاسوب، وإن النسخة المنقَّحة هي التي تستطيع أن تساعدنا على أداء تلك المهمَّة التي ستكون مثمرة".

الترجمة بت مُربَكة في كثير من فقراتها، على العكس من اشتغالات غريب السابقة.

ومن بين إسهامات الكتَّاب في باب الدراسات، الكاتب والناقد المغربي، صدوق نور الدِّين، بورقته "حدود الالتباس بين الرواية والسيرة الذاتية"، ومشاركة الباحثة والأكاديمية التونسية، نور الهدى باديس، التي تناولت تجربة الشاعرة البحرينية إيمان أسيري، وجاءت ورقتها بعنوان "البنى الرمزية واللغة الواصفة... قراءة في تجربة إيمان أسيري الشعرية". الدراسة غارقة في تقليدية تناولها لتجربة أسيري، بالأدوات المستهلكة والجامدة، وتبدو في كثير من صفحاتها "قراءة انطباعية" أكثر من استنادها إلى منهج نقدي واضح ومحدَّد.

وفي باب "نقد وأدب"، تضمَّنت المشاركات كلاً من: الرشيد بوشعير بـ "خطاب الواقعية السحرية وطبيعة العجائبي في رواية (فرانكشتاين في بغداد)"، وعالية مبارك حسين بـ "قراءة في سمات الشخصيات القصصية في (الرفَّا) لياسر عثمان، وبوشعيب الساوري، بـ "السرد في مواجهة التصدُّع والمحْو في (رهائن الخطيئة)".

أما في باب "حوار وشهادات"، فشارك كل من يعقوب المحرقي ومنير عتيبة، الأول بـ "هرابال الساخر الصامت في سعير اللهب"، والثاني بـ "عدنان فرزات... الرواية أقدر من الشعر الآن على توثيق الواقع".

وفي باب "تاريخ وسِيَر"، جاءت مشاركة سيدعلي إسماعيل بـ "أفراح أنجال الخديوي إسماعيل".

ليتبعه باب "فنون" بمشاركة كل من: أشرف إبراهيم، أمين صالح، عواطف نعيم، أحمد جاسم، بالموضوعات الآتية بحسب الترتيب: "سبع علامات تشكيلية بحرينية تستضيفها القاهرة"، "جودار في (موسيقانا)... استجواب العنف"، "المونودراما أغنية الممثل وشجن العزف الواحد"، و "المسرح... تلك الورطة التي أوقعتْني في مخالب الصقر".

بنية الأسطورة في "موسيقانا"

أمين صالح، أضاء في مقالته التأمل الشعري في القضايا السياسية والثقافية المعاصرة التي يطرحها فيلم المخرج الفرنسي جان لوك جودار "موسيقانا". وبحسب صالح فإن المخرج يستخدم في الفيلم "بنية تتسع لعناصر التاريخ والأسطورة والدراما السينمائية".

أما باب "نصوص" فاحتوى المشاركة الأكبر لكتَّاب العدد بأحد عشر نصاً، شارك فيها كل من: فاطمة محسن (وأحرمُني الآن منك)، عبدالحميد القائد (الغريب متغرِّباً مُستغرباً)، كولالة نوري (أكلُّ هذا الحزن لي؟)، نادية الملَّاح (امرأة من قند)، محمد غبريس (ألقٌ)، منير طه (رحمة)، محمد عطية محمود (غبار الروح)، فتحية الصقري (لا أريد أن أمتلك شيئاً)، يوسف النشَّابة (لقد تمَّ تسلُّم رسالتك)، هدى أشكناني (أعترف...)، وخلود الفلاح (نساء في الأربعين).

فيما اختتم العدد بباب "مراجعات الكتب"، شارك فيه كل من: علي عمران بـ "مقاربة في كتاب أصول البلاغة لميثم البحراني"، ونادية بلكريش بـ "خزانة شهرذاد"، ورباب النجَّار بـ "السعادة/ كشف أسرار الثروة النفسية".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً