كنت أتساءل وأنا أشعر ببعض الأوجاع المتفرقة بين حينٍ وآخر تُرى ما سبب هذه الأوجاع، تُرى هل من وسيلةٍ لقياسها، بأن نقول والله عندي اليوم ربع أو نصف كيلو أوجاع، وبالأمس كان عندي عشرة كيلو مثلاً. نعم قد تصبح هذه نُكتة، وإن واقع تعبيرنا للألم أمام الآم خفيفة، أو «نص ونص»، أو آلام شديدة، ولم يتمكن العلماء ليومنا هذا من وضع معايير لقياس الألم، حيث إن المريض نفسه في مجتمعاتنا لا يُمكنه حتى التكهن بالمرض النفسي مثلاً، وقد يعيش حياته مع مُعاناته وأوجاعه من دون معرفته بمرضه، فما بالك علاجه أو التعرف على كمية آلالم، أما الأمراض العضوية قد يسألك الطبيب أحياناً كم هي كمية الألم من واحد لعشرة، وكيف لنا معرفة هذا المعيار السخيف في رأيي، ويُرينا كيف أن عملية الأوجاع بقيت غامضة، وليست رقمية، مثل الثرمومتر للحرارة أو آلة قياس الضغط أو الأجهزة لقياس السكر واليوريا في الدم... الخ.
ومن المعروف أن مُعظم الآلام النفسية تتحول بمرور الوقت إلى آلام عُضوية بعد تخزينها بالعقل الباطن مع تراكم الطاقة السلبية (negetive energy)، ويبدأ المريض في البحث عن أسباب مرضه الغريب والمُتحرك (كما ذكرت في المقالة السابقة) والذي يصعب تشخيصه. وقد يكون سببه أحياناً نفسياً أو لاختناق الأعصاب أو الشرايين المؤدية لتغذية الأعضاء أو لحدوث تلفٍ فيها، متأثراً بما يراه ويشاهده من أحداثٍ مخيفة ومقززة، من القتل والدمار والرعب والوحشية الفظيعة لإخوته العرب كما الخرفان، ونشرها بالوسائل الحديثة والشاشات من الخطف والحرق وقطع الرؤوس والتهجير والغربة المؤلمة عن أوطانهم وبيوتهم ومذلة العيش في العراء مع الضنك دونما ذنبٍ اقترفوه.
والأغرب من ذلك هو السكوت عما يجري وتراخي الدول القريبة والبعيدة أو استعباطها للقضاء على هؤلاء الوحوش والذين قاموا باستغلال اسم الدين والإسلام، مع من يُطلقون على أنفسهم الدولة الإسلامية (داعش) ليرتكبوا أبشع الجرائم التي لم تعرفها الإنسانية قبلاً إلا في المجتمعات البربرية وقبل دخول الإسلام.
تُرتكب هذه الأعمال في زمنٍ وصلنا فيه إلى الفضاء وتمكنا من العيش على الكواكب شهوراً وتغلبنا على معظم الصعوبات هناك ولم نجد الوسيلة للقضاء عليهم وجميعنا يعرف داعمي الإرهاب من الدول الغربية وأميركا الذين صنعوها ومولوها من أبناء القاعدة وطالبان، والذين زرعوا هذه الشوكة في صدورنا كما زرعوا إسرائيل في خاصرتنا كي يبيعوا لنا السلاح ويفتتوها ليأتوا بعدها لإصلاح الخرائب والتي كانت يوماً ما أوطاننا الأبية، واستنزافٍ مؤبد لثرواتٍنا والغريب أن الجميع يستغرب كيفية تأخر الحركات الإنسانية والحكومات لمحاربتهم، وهم يلتهمون جواراً من دولٍ مليئة بمخازن الوقود والبشر المُحاربين والأسلحة الفتاكة مع الطائرات الغربية تقصفهم، ومع ذلك فهم مازالوا صامدين وينكلون بالبشر، وهذا يُرينا بحزم حجم المؤامرة الضخمة والمسرحية الهزلية على منطقتنا العربية والاستغفال لعقولنا ولشعوبنا، ولم يفهم أحد كيف مازال البرابرة وهم يتكاثرون كالأخطبوط لاحتلال أراضينا وبقطع رؤوس أبنائها شرقاً وغرباً.
وأعود للأوجاع، هل ترون الآن سبب حدوث الأوجاع والصعوبة في اكتشاف الطريقة لوزن الآلام الكبيرة، وكيف أن شعوبنا المهجرة والمذلّة لا تكفيها القناطير المقنطرة وزناً لعلاجهم، إذا ما اخترنا الميزان لقياس حِدة الآلام، علَّنا نتفاءل نحن العرب بالقضاء عليهم يوماً وأن نُعيد مجدنا باكتشاف مكيالٍ لقياس الآلام، بسبب كثرة مُعاناتنا، وأن نُكرر مجدنا من العلماء الأفاضل من ابن سينا وابن النفيس والخوارزمي والفارابي وجابر بن حيان...الخ، بمخترعين عرب، من يدري.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 4551 - السبت 21 فبراير 2015م الموافق 02 جمادى الأولى 1436هـ
عاشوا شهوراً على الكواكب
نعم عزيزي عاشوا شهوراً عالكواكب وما يقارب العام ومنهم نساء انا اتابع ذلك مقاله جميله والاوجاع تزداد لدينا مع عدم الانسجام والجرائم التي تدور حولنا شكراً للمقاله الظريفه
صانعي وداعمي الإرهاب مو بس امريكا و الغرب بعد فيه من العرب والمسلمين وأنا متأكد إنش تعرفينهم
اول مرة ادري ان البشر عاشوا شهور على الكواكب
الظاهر احنا الستاروة ما وصلنا الخبر
العتب على الوسط