تسجل المحاكم الشرعية في البحرين وبلدان الخليج العربي ارتفاعاً في عدد العقود التي يتم توثيقها لزواج مواطن بحريني أو خليجي من فتاة أجنبية، والزواج من أجنبية ليس عيباً ولكن الحديث هنا، لماذا هذا التزايد؟. ولماذا تكثر حالات الطلاق؟.

تتطور الحياة البشرية تطوراً كبيراً، إلا أن مواكبة الإنسان لهذا التطور قد تكون مواكبة عصرية وتدل على تطوره ولكنها في حالة أخرى قد تدل على عكس ذلك.

من أمثلة ذلك، شخص يقوم باقتراض مبالغ كبيرة من أجل شراء سيارة أو سيارتين أو أكثر يكون ثمنها أعلى بكثير جداً من مقدرته، فقط من أجل أن يكون منظره جيداً ولكن ذلك المنظر يتحول إلى مأساة له ولأسرته وللمحيطين به عند أول محطة لا يمكن أن يسدد فيها مبالغ هذه السيارات، والأمر لا يقتصر على السيارات طبعاً، ولكن هذا النوع من التفكير دائماً ما يهدد استقرار الأسر ويقود بعضها إلى الطلاق.

في أحد البنوك، في الأسابيع الماضية، وبينما كنت متواجداً علا صوت الموظف، في محادثة يبدو أنه يهدد الشخص في الطرف الثاني من الهاتف بسحب السيارتين منه إن لم يسدد الأقساط، وطبعاً السيارتان ليستا من سيارات «6 آلاف دينار»، لا بل هي سيارة قيمة الواحدة فيها لا تقل عن 20 ألف دينار.

طبعاً، هنا قد يكون الشخص بخير ولديه المقدرة على شراء السيارتين لكنه لم يدفع أو تعرض لظروف مفاجئة، وهذا أمر ممكن لكن الأمر الأكيد هناك مئات الحالات التي ينطبق عليها أنه يمد «رجله أكبر من لحافه».

هذا النوع من التفكير، ينتشر انتشاراً كالنار في الهشيم في الأسر وخصوصاً في الزيجات، وهو الأمر الذي أدى لزيادة الزيجات من الأجانب سواء في البحرين أو الخليج العربي.

في البحرين لا نعاني من غلاء مهور في الأكثر الأعم، لكن الطامة الكبرى هي فيما بعد المهر، وهي أمور هامشية تؤدي بالزوج إلى الاقتراض الذي يظل يدفع فيه سنوات من عمره. والسبب «الناس ويش بتقول».

الناس ستقول: إنك كل نهاية شهر تدفع نصف راتبك للبنك ثمناً لـ «الناس ويش بتقول»، وإنك وزوجتك لا تستطيعان إكمال الشقة أو شراء سيارة أو شراء أي من احتياجاتكما الضرورية بعد أيام من الراتب والسبب «الناس ويش بتقول».

وهنا، يأتي البعض الذي يطلب المساعدة للزواج والحال أن المساعدة عادة تكون للمهر في نفسه لكنه يقوم بصرف 5 آلاف دينار على الهوامش، فهل كان مستحقاً للمساعدة؟، وأصلاً هل يجوز له تسلم المساعدة؟.

تفكيرنا وثقافتنا يلعبان دوراً كبيراً في ضيق الحال المادي وليست دائماً الظروف المحيطة بنا هي السبب بل هي جزء من السبب.

فعلينا أن نعيد التفكير إن كنا نريد الالتزام بالدين وثقافته وأخلاقياته وضوابطه، وعلينا أن نتوقف كثيراً إن كنا نريد الالتزام بما يقلل ضنك الحياة مادياً.

أفرح ولكن ليس بما فيه ضيقك لسنوات، فهذا ليس من العقل في شيء. وتكاليف الزواج لن تكون 4 آلاف أو حتى 10 آلاف دينار تدفعها وتنتهي بل تكاليفها هي كثرة الزيجات من الخارج، وتكاليفها ضنك حياة عليكما لسنوات طويلة.