بين الفينة والأخرى تتم وعلى صفحات الجرائد مناقشة بعض المشكلات أو الأمور الطارئة في الجانب الرياضي التي تصل إلى حد (السهولة والبساطة) إذا ما كانت في دول أخرى قريبة منا، والتي باتت تُناقش مسألة استضافة بطولات قارية وعالمية في مُختلف الألعاب، بينما نحن مازلنا نتحدث عن عدم وجود ملاعب، أو إقامة 4 مباريات ضمن دوري الكبار في ملاعب مفتوحة، أو عدم حصول لاعب على راتبه الشهري المُقدر فقط بعشرات الدنانير لا المئات، وماشابه من هذه الأمور التي (ترفع الضغط)!.
آخر تلك (الصرعات) التي من المفترض أن تكون من (هوامش) الأمور لأن حلها سهل جداً، هي مشكلة الإجازات والتفريغات للاعبين عندما يُشاركون في البطولات الخارجية ومايُصاحب ذلك من مشكلات بالنسبة لهم، وطبعاً ليس جميعهم، بل غالبية من اللاعبين يُعانون من هذا الأمر والسبب في ذلك أمزجة المسئولين في بعض الوزارات والجهات الحكومية وعناد بعض الشركات، بالإضافة إلى سوء تصرف أو سوء تنسيق أحياناً من بعض القائمين على الجهات الرياضية لدينا، على رغم ان التوجيهات السامية واضحة بهذا الخصوص بضرورة تفريغ من هم في مهمة وطنية خارجية كي يُمثلوا البحرين خير تمثيل، لا أن يكونوا (تحت الضغط) ويصبحوا في وضعية ذهنية مُشتتة، فلايفيدون فرقهم أو منتخباتهم، لأن (عصا العقاب) ستنتظرهم بعد عودتهم وكأنهم خرجوا من أعمالهم لغرض السياحة والترفيه عن النفس.
ماعاناه نادي الحد في الفترة الأخيرة وبخصوص مشاركته في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي يُعد آخر الأمثلة هذه الفترة وإن ظلت الأمور على حالها فإننا سنشاهد تواصلاً لهذا المسلسل في الاستحقاقات المقبلة لكل الأندية والمنتخبات، وأيضاً حصل لنادي المنامة في مباراته مع النصر الإماراتي خليجياً الاثنين الماضي، فمن غير المعقول أن (يداوم) اللاعب في جهة عمله يوم المباراة وقبلها بيوم كذلك بينما فريقه في معسكر داخلي استعداداً لمباراة (خارجية) وكأن الدنيا ستتوقف والأعمال ستتعطل إذا منح هذا اللاعب أو ذاك إجازة رسمية مُعتمدة وبراتب كامل بحسب التوجيهات، والأدهى من ذلك ان بعض هؤلاء اللاعبين يعملون في جهات حكومية!، فما بالكم باللاعبين (الهواة) ممن يعملون في الشركات الخاصة!، فالكثير من اللاعبين يتم رفض منحهم الإجازات وإن حصل ذلك فيكون بلا راتب ويؤثر على وضعه الوظيفي من ناحية الحوافز والترقيات.
هذا الأمر بحاجة لقرار واضح وصارم من القيادة الرياضية لدينا، ويجب أن يتم إلزام كل الجهات الحكومية والخاصة بالتعاون في هذا الأمر بدلاً من التعامل بحسب (أمزجة المسئولين)، لأن هؤلاء يمثلون البحرين لا أنفسهم، فإذا كنا لانستطيع حل أبسط الأمور لرياضيينا، فكيف لرياضتنا أن تتطور؟.
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 4550 - الجمعة 20 فبراير 2015م الموافق 01 جمادى الأولى 1436هـ