بالإذن من ليوتشاوشي، المفكر الصيني وعنوان كتابه: «من أين تأتي الأفكار السديدة»، عنونت مقالي معكوساً «من أين تأتي أفكار التكفير»، والتطرف، والتعصب الأعمى، حيث آخر نتاجاتها «داعش» على امتداد الأرض العربية في ليبيا واليمن والشام والعراق مشهرة، وتمتلك الجيوش والسجون، وتمارس التنكيل علناً بكل من يخالفها من أصحاب الديانات المسيحية والآشورية والايزيدية وغيرهم، ومن أصحاب العقائد الإسلامية المخالفة لهم من سنة وشيعة وإسماعيلية وغيرهم، ومن القوميات الأخرى أكراداً وأمازيغ وتركماناً وغيرهم، تقتل رجالهم وتسبي نساءهم وتدمر ممتلكاتهم، وتمارس ذبح الأسرى من المدنيين والعسكريين كالخراف.
لكن «داعش» موجودة بأشكال متعدّدة، بتنظيمات معلنة ومبطنة، وفي العديد من البلدان العربية، بما فيها تلك المنخرطة في التحالف الدولي للحرب على «داعش»، حيث لهم دور مرسوم، وهو التصدي لمعارضي الأنظمة من دينيين وعلمانيين، ثوريين وإصلاحيين لا فرق. كما أن فكر «داعش» التكفيري له جذوره العميقة في الفقه الإسلامي والثقافة العربية الإسلامية، وفي الكتب والمناهج الدراسية، القائمة على تكفير أتباع الديانات والمذاهب الأخرى غير مذاهب الحكام السياسية.
وقد رأينا على شاشات التلفزيون من يستعرضون هذه الكتب المقررة في مدارس الأزهر مثلاً على سبيل المثال لا الحصر، وبالطبع في المدارس والجامعات الإسلامية في أكثر من بلد عربي، وهي معتمدة في التعبئة المعنوية للقوات المسلحة والأمن في أكثر من بلد عربي.
أما وسائط الإعلام وخصوصاً الفضائيات، فحدِّث ولا حرج، فالتكفيريون من رجال الدين والنخب الثقافية، الموالية يمطرون الشوب العربية بالفتاوى والأحاديث، وآيات قرآنية مختارة خارج سياقها، في تكفير الآخر المختلف معهم، وتسويغ إطاعة الحكام المستبدين، وإقامة الحرابة على المعارضين، ووصمهم بالعلمانية الكافرة، أو عصيان أولياء الأمور، أو العمالة للخارج وغيرها.
هذه الدول التي تكرّس فيها مناهج تعليم تكفيرية، وإعلام تكفيري، وقوانين تمييزية ضد الآخرين والمرأة خصوصاً، وأجهزة قضاء منحازة، وبنية دولة برمتها وعقيدتها تقوم على تسويغ الاستبداد والتمييز والإخضاع، وجدت نفسها مكرهة في الالتحاق بالتحالف الدولي لمحاربة «داعش»، بعد أن غدرت «داعش» بها، وطمعت في مزاحمتها على الحكم.
إنها لا تستطيع أن تخرج من جلدها، ولا تستطيع تغيير عقيدتها وبنيتها ونهجها، ولذلك فخيارها الإسلام الموالي بدلاً من الإسلام التكفيري، الإسلام الانتقائي بدلاً من الإسلام الإنساني. وتريد أن تسوق شعوب المنطقة سوقاً إلى مهرجانات التطبيل والتزمير لمعركتها ضد خصم خرج من رحمها.
بالطبع فالفكر والحركات التكفيرية المتطرفة مثل «داعش»، هي خصم الشعوب العربية، ووحدتها وتعايشها مند قرون، لكن لا يمكن كسب المعركة ضد «داعش» وأخواتها، والشعوب مقيّدة وتعامل كالرعايا أو القطعان، والحرب ليست عسكرية بحتة، وإن كانت الحرب ضرورة، لكنها معركة حضارية ثقافية سياسية، ولا يمكن هزيمة «داعش» إلا بفكر إنساني، وعقيدة وطنية وقومية، ودولة لكل أبناء الشعب، ونظام ديمقراطي يقوم على العدل والمساواة والسيادة للشعب، وعدم التمييز.
نسمع صخباً كثيراً، وستعمل الأجهزة على رفع المنخرطين في الحرب على «داعش» إلى مصاف الأبطال، الغيورين على دينهم والحريصين على مصلحة شعوبهم، لكن مادام هناك مواطنون في السجون والمنافي جريمتهم المطالبة بحقوق مشروعة، ومادام هناك تمييز بين المواطنين، ومادامت هناك مناهج دراسية تكفيرية، وإعلام يشيع الكراهية والخرافات، وما دام هناك استبداد، فستلد «داعش» دواعش أخرى... كما ولدت «القاعدة» قواعد... ولا عزاء للساذجين.
إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"العدد 4550 - الجمعة 20 فبراير 2015م الموافق 01 جمادى الأولى 1436هـ
كل اسلام سياسي يرفع شعار "الاسلام هو الحل" و من هنا تبدأ الصراعات
شكلة الاسلام السياسي محاولة اجبار الناس على اتباعهم أو البديل هو الهلاك و التهميش، و هم يصلون للحكم عن طريق خداع الناس بشعار "الاسلام هو الحل" كما حدث في مصر أو ايران و تركيا ، هؤلاء مسخوا كل شيء جميل حتى المشاعر الانسانية اصبحت مأدلجة و ممذهبة.
شكراً أبو منصور
حالش و داعش
حابش و داعش كلهما جماعات ارهابية يجب القضاء عليها
كل العالم فهم وعرف من أين يأتي التكفير
مصدر التكفير المذهبي معروف اين مصدره ومعرفتنا لهذا المصدر متأخرة انما هناك من الدول الغربية من درس الاسلام جيدا وعرفوا اين يكمن التكفير وما هي المذاهب التي يمكن الاستفادة منها لمصالحهم الخاصة
من تاتى
فى الواقع تأتى من الفكر المغالى والتكفيرى والتى جاءات من اصحاب قلوبه حاقده على الاسلام والمسلمين لإرضاء .................. تدرس وتطبع فى مدارس وجامعات الدول العربيه والاسلاميه وفيها من الكذب والأفتراءات على النبي الأعظم ص وهذه بعض من نتائجها وتطبيقاتها فى العالم وفى هذا الزمن زمن الفتاوى الكادبه.
الله
الله يهديكم بس ماتعرفون من وين بسهل عليكم داعش والنصره والقاعده وبوكو حرام شنو مذهبهم?? يحتاك اكثر??
شكرًا
شكرًا للكاتب
للأسف هذه الحقيقة
ممارسات التكفيريون تعبير صريح لمعتقدهم الديني
ما يسمون بالمشايخ المعتدلين لا ينفون صحة النصوص الدينية التي يستند عليها التكفيريون في ارتكاب المذابح و الحرق و الاغتصاب باسم الله و الدين و انما يناقشوهم في حدود التطبيق و الملائمة الزمانية وكأنهم يقولون لا خلاف على الذبح و القتل ولكن نختلف في بعض التفاصيل
لعلها حكمة من رب العباد لينهي حكم التسلط
مايحدث هو انقلاب الصورة معمل له من ربط المؤسسة الدينية بمؤسسة الحكم لكي لا تكون هناك مطالب يتقدم بها الناس في إدارة شؤونهم وكان طريقة التنفيد هي الاستبداد والبطش هاهي الامور تنقلب قد تكون نهايتهم بأيديهم فالله لايظلم عباده وانما الانسان خلق عجولا
بعنا الجوهر واشترينا الأغبر
تم استلاب الدين منذ وفاة الرسول الأعظم بتحويل الخلافة آلى وراثة...فتمدد اصحاب الفتاوى بتثبيت ذلك من خلال رجال يقولون انهم رجال دين...استملكوا الدين فكفروا كل من يخالفهم مع ان الدين هو دين التسامح والمحبة،لا بل فرقوا المفرق وجزأوا المجزأ بإشعال الفتن الطائفية والدينية وكفروا كل من يخالفهم وخرج عن طاعة ولي الأمر الذي ابتدعوه...اما هذه الدول المصطنعة التي ذكرتها فهي تعاني من عقدة الشيزوفرينيا التي هوت ان تكون بيدقا في يد لاعبيها.
اكمل تعليقي
نحن اليوم نعيش ما جنته ايدينا من تعصب اعمى جعل كل فئه تنظر الى نفسها بالفرقة الناجيه .. و الغريب ان كل الاختلاف ليس في القران بل في الاحاديث الذي للاسف الشديد كبار العلماء يعتبرونها قران فان قالوا هذا سنده صحيح فذلك يعني هو كالقران !
اكبر ديانه في العالم و هي المسيحيه نقول ان دينهم محرف و هو كتاب الله ! فكيف باحاديث الرسول ! الله حفظ القران و سواه معرض للتحريف
يا ليت ان يقف كل شخص و يفكر ماذا لو ظلم شخص او اخطا بسبب تلك الاحاديث ! يا ترى يوم القيامه كم دم برئ في ارقابنا ؟ بسبب هذا التعصب
ليست داعش فقط
التعصب المذهبي الذي نشهده اليوم هو وليد الدين السياسي و اكثر الطوائف المتشدده حاليا هم الشيعه و السنه ، ربما يقول البعض ان الشيعه لا يقتلون او لا يحللون قتل من يختلف معهم و لكن واقع الحال يختلف
هناك الكثير من الشيعه يسبون الصحابة الكرام و هذا وجد مؤخرا بكثره، و لا يدرون ان بالسنتهم يجعلون اذن القتل مباح فيهم ، و لو رجعنا لكبار علماء الدين سابقا امثال الوائلي و فضل الله و كيف كانوا ياكدون مساندة الامام علي للصاحبه و ارسال حتى ابناءه للحروب معهم لوجدنا ان تلك الافكار التي تزرع عدنا خاطئه