قال خطيب جامع الفاتح الشيخ عدنان القطان في خطبته أمس الجمعة (20 فبراير/ شباط 2015): «إن من المعالم التي تهدي المؤمن وتعصمه من الفتن: الالتفاف حول العلماء الربانيين الثقات؛ فهم أنصار شرع الله، والذين يبينون للناس الحق من الباطل، والهدى من الضلال، فسماع دروسهم وخطبهم، وسؤالهم عما أشكل، وتوثيق العلاقة بهم؛ يقطع على أعداء الإسلام السبيل للنخر في الإسلام، وتمزيق وحدة المسلمين».
وفي خطبته بعنوان «معالم تهدي المؤمن وقت الفتن والمحن»، قال القطان: «حين يثور نقع غبار الفتن، وتدلهم ظلمات المحن، وتمر الأمة الإسلامية في بعض فتراتها، بما يضل فيه كثير من الناس ويزل، والفتنة تقبل عمياء مظلمة، يشتبه فيها الحق على كثير من الخلق، فهناك لا بد للمسلم من معالم يسترشد بها، ومنارات يستدل بها، ونجوم تهديه إلى سواء السبيل، ذلك أن أعز ما على المؤمن سلامة دينه».
وأضاف أن «الفتن هي الامتحان والاختبار والاختلاف، واشتباه الحق بالباطل، والابتلاء من الله تعالى لعباده بالخير والشر، بالنعم والمصائب، والفرار من الفتن يكون باللجوء إلى الله تعالى، ومن هنا وجه النبي (ص) إلى العبادة وقت الفتن، فهنيئاً لمؤمن يركن إلى الصلاة والعبادة بينما الناس يتهارجون، ويهرعون إلى تلقف الأخبار، وتتبع الشائعات، هنيئاً لمن يطمئن بالله حين تقلق النفوس، وتضطرب القلوب».
وبين القطان أن «العبادة ذات أسرار، ومن أسرارها أنها زاد الطريق، ومدد الروح، ونور القلب، وكان النبي (ص) إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة. وحث النبي (ص) على الطاعات؛ لتكون حرزاً من الفتن قبل وقوعها، ونجاة منها حين تقع، ومن اللجوء إلى الله تعالى، دعاؤه والتضرع إليه، ومن الدعاء: التعوذ من الفتن».
وتابع «من المعالم التي يهتدي بها المسلم ويركن إليها: الأخذ بالمحكمات وسنن الله الثابتات، ومنها: التثبت وحرمة الدماء، ولزوم كتاب الله وسنة نبيه (ص)، ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم، والنظر في العواقب والمآلات، ومعرفة المصالح والمفاسد ومراتبها على ضوء الشرع الحنيف لا على الأهواء والمصالح الدنيوية، ومنه يعلم أن الحق هو ما وافق أمر الله، وأمر رسوله، وأن الفتنة بخلافهما».
وذكر القطان أن «الله يأمر بالصلاح، وينهى عن الفساد، والرأي يصيب تارة ويخطئ تارة. ومن المحكمات: حرمة الدماء».
ورأى القطان أنه «في زمن الفتن، تتكاثر على المسلم الأخبار والشائعات، ويختلط الصدق بالكذب، وخصوصاً مع قوة تأثير وسائل الإعلام، من القنوات المرئية والمسموعة، والمطبوعات، والمواقع والشبكات، وسهولة التواصل وسرعة نقل الخبر، وانتشار الكذب، وجرأة الناس عليه بلا حياء ولا ورع، إن المنهج الحق هو التثبت والتأني، والرفق وعدم التعجل والحلم عند الفتن وتغير الأحوال، ومشاورة أهل العلم والعقل والتجربة، وعدم الانفراد بالرأي، والمعافى من كفي. فلا يلزم أن يكون لك رأي في كل نازلة، أو قول في كل واقعة، كما يجب التزام العدل والإنصاف وعدم التعصب والتحزب».
ونبه القطان إلى أنه «على النقيض من ذلك ترى في زمن الفتن من لا يتورع في الولوغ في أعراض المؤمنين، وسل لسانه وقلمه للنيل من البرآء والصالحين، والتلبيس على عامة المسلمين، وقلب الحقائق، والتأليب بما يوقع الفتنة والفرقة، وأعظمها الفتنة في الدين، وعند خفاء الأمور والتباسها فعلى المؤمن أن يجتنب ما اشتبه عليه، أما إذا استبانت له الأمور، وجب عليه أن يكون مع الحق؛ بل يجب بذل الجهد في معرفة الحق واستبانة الصواب، فلا يجوز خذلان المظلوم صاحب الحق المبغي عليه بدعوى اتقاء الفتن».
وقال: «من المعالم التي تهدي المؤمن وتعصمه من الفتن: الالتفاف حول العلماء الربانيين الثقات؛ فهم أنصار شرع الله، والذين يبينون للناس الحق من الباطل، والهدى من الضلال، فسماع دروسهم وخطبهم، وسؤالهم عما أشكل، وتوثيق العلاقة بهم؛ يقطع على أعداء الإسلام السبيل للنخر في الإسلام، وتمزيق وحدة المسلمين».
وتحدث القطان عن أنه «في خضم الخلافات والنزاعات السياسية الدائرة في بلاد المسلمين، وفي ضباب شبكات التواصل الاجتماعي، التي لا يعرف من يكتب فيها - لا مقصوده ولا حقيقته - قد يغيب سلطان العدل والإنصاف، وينجرف الناس إلى التهارج بلا ضابط من شرع أو قيم، فلا بد من التثبت، لقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، وقد حذر النبي (ص) من التعرض للفتن، فقال: (ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومن يشرف لها تستشرفه (أي من تصدى لها قلبته وصرعته)، ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به) قال بعض السلف: (إذا وقعت الفتن عرج بالعقول، ونكست القلوب، والفتنة إذا أقبلت اشتبهت، وإذا أدبرت تبينت)».
وبين أن «الصبر عدة للمؤمن من الفتن، فعن أبي ثعلبة الخشني (رض): عن النبي (ص) أنه قال: (إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيه مثل قبض على الجمر، للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله، قال يا رسول الله: أجر خمسين منهم، قال أجر خمسين منكم) وعن أبي الشعثاء جابر بن زيد رحمه الله قال: خرجنا مع أبي مسعود الأنصاري (رض)، فقلنا له: اعهد إلينا، فقال: (عليكم بتقوى الله، ولزوم جماعة محمد؛ فإن الله تعالى لن يجمع جماعة محمد على ضلالة، وإن دين الله واحد، وإياكم والتلون في دين الله، وعليكم بتقوى الله، واصبروا حتى يستريح بر ويستراح من فاجر)
عباد الله: قد بقي في الدنيا بلاء وفتنة، فأعدوا للبلاء صبراً، وإن الصبر لا يعني الرضا بالنقص والاستسلام للضياع، وإنما يعني الصبر على التمسك بالدين، وعلى فعل ما يوجبه الشرع، فهذا هو المحمود».
وأوضح القطان أن «من المعالم المهمة في هذا الزمن: التفاؤل والأمل وعدم اليأس، والإيمان بأن العاقبة للمتقين، واستحضار حكمة الله ورحمته، في سنة الابتلاء. لا بد من أحداث لها لهيب تسوق المؤمنين إلى دينهم، بقدر ما ابتعدوا، وسياط مقادير تلجئهم لخالقهم بقدر ما غفلوا، وفجائع دهر تناديهم، أن هلموا لما عز به سلفكم، واستقوى به أوائلكم، وإن بعد العسر يسراً. وبشائر النصر في الأفق تلوح، وأسباب التمكين تغدو وتروح، والأمل في الله عظيم لا يحده شيء. ثم إنه يجدر التنبيه على أن أحاديث الفتن والملاحم، تورد للاعتبار والتحذير، كأحاديث الدجال والخسف والحروب، ولا يجزم بانطباق أخبار معينة على وقائع حادثة؛ فإن ذلك من علم الغيب، ولا يجوز القول على الله بغير علم».
العدد 4550 - الجمعة 20 فبراير 2015م الموافق 01 جمادى الأولى 1436هـ
النهي عن المنكر
قد يكون النهي عن المنكر والأمر بلمعروف هو الأهم أما اتباع عالم متستر ومتخادل ويحرف الحقوق العامة عن الناس كيف يري مصلحتة فيها ومن يأمرة هناك علماء بس في الأصل جهلاء في الطرح العام والعقيدة وتراهم كل يوم على منطق وهناك علماء كا الجبال صامدة لا تزحزحها اهوال الدنيا من الناس ومع الناس في همومهم
ومن هم الثقات يعني؟
التربية الصالحة والأخلاق الحميدة لا تحتاج لثقات....أزيلوا هيمنتكم عن عقول الضعفاء وان كان كلامكم حميدا....زلة التسلط تشترى وتباع مع او دون ثقات....الدين لله أحد أحد لا غير.