ترتبط ثقافتنا الشرقية في كثير من الأحيان بين علاقتنا بـ (شخص) وبين (الخسارة)، ولعل هذا الأمر هو ما يجعلنا نستهلك الكثير من طاقتنا ويعرضنا لعدد من الأزمات النفسية، على رغم أن أي أمر في هذه الدنيا يحمل النقيضين (الربح والخسارة).

ولعل ما يجعلني أتحدث هنا عن مبدأ (مكسب الخسارة)، هو ما أشهده من حالات يومية من التخبط والاكتئاب والقلق في أغلبها تكون ناتجة عن خسارة (شخص)، ولا أنكر هنا حق الشخص في الضيق البسيط فنحن كتلة مشاعر يصعب علينا في كثير من الأحيان التحكم بها ولكني أتحدث عن الحالة التي تجعلنا في دائرة ضيقة ومحكمة.

ولهذا سأذكر لكم بعض الشخصيات التي تعتبر خسارتها مكسباً لاستمرارية حياتك، وأول هذه الشخصيات هي من تريدك (منزوع الدسم)، أي خالياً من المشكلات والانفعالات، وتطلب منك أن تكون كاملاً وهذا أمر غير موجود. كذلك من الشخصيات التي تندرج تحت مبدأ مكسب الخسارة هي الشخصية التي تريدك ملكية فردية، ولكنها في المقابل ترفض أن تعطيك الأولويات نفسها التي تطلبها منك، والأصل في الموضوع أن يعلم كل منا «موقعه» من الآخر أو مساحته الملكية بحيث لا يشاجر الآخرين على مساحة يعتقد أنها ملكه. فهناك من يريدك أن تكون «له وحده» حتى وأنت تحرص على أن تعطيه حقه وتسعى لأن تراضيه بما تستطيع، كذلك أنصحك بخسارة الشخصية التي لا ترى خطوات اجتهادك، بل تراك وتعرفك عندما تحقق أهدافك، ومن الشخصيات التي من الممكن أن تلتقي معها في حياتك سواء كصداقة، أو حب أو زواج وستربح الكثير إن خسرتها هي من ترى نفسها نعمة من الله عليك وبالتالي لو منحتك أقل القليل فإن من الواجب عليك أن تكون شاكراً لها.

وهناك الكثير من الشخصيات أو الأفراد الذين ينتهجون أموراً سلبية على حياة الآخرين ولا يدركونها هم أنفسهم، أو حتى إن أدركوها فإن الطرف المقابل هم من يسمح لهم بزيادة وتيرتها، ولهذا أعتقد شخصياً أنك الحكم الرئيسي في وجود بعض الأنماط الشخصية وخسارتها لتربح حياتك وتربح أشخاصاً يستحقون أن نطلق عليهم (معرفتهم مكسب وليس خسارتهم مكسباً لنا).

فاطمة _السيكولجست: شخص لا يحب نفسه... لا تتوقع أن يحبك.. اخسره لتكون أنت الرابح.