ألحق المتمردون الموالون لروسيا أمس الأربعاء (18 فبراير/ شباط 2015) نكسة عسكرية جديدة بسلطات كييف وأرغموا الجيش الأوكراني على الانسحاب من مدينة ديبالتسيف الاستراتيجية شرق البلاد بعد عشرة أيام من المعارك الطاحنة.
ورغم إدانات الغربيين للانفصاليين واتهامهم بنسف عملية السلام عبر انتهاك وقف إطلاق النار، فإن الامر المهم بالنسبة للمتمردين هو أنه عبر سيطرتهم على ديبالتسيف يكونون قد أنجزوا التقدم العسكري الذي بدأ خلال الصيف.
والمنطقة الخاضعة لسيطرة المتمردين أصبحت تمتد بين معقلي الانفصاليين لوغانسك ودونيتسك. والسؤال المطروح حالياً هل سيتوقفون عند هذا الحد أو سيواصلون التقدم ميدانياً غرباً.
وأعلن الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو أمس (الأربعاء) قبيل توجهه إلى الشرق الانفصالي انسحاب قواته من ديبالتسيف.
وقال بوروشنكو متوجهاً إلى الأمة في خطاب ألقاه في مطار كييف «هذا الصباح أنجزت القوات المسلحة الأوكرانية والحرس الوطني عملية الإخلاء المخططة والمنظمة لوحداتنا العسكرية من ديبالتسيف».
وأضاف «حتى الان، خرجت 80 في المئة من قواتنا ولا نزال ننتظر موكبين».
وأوضح أن هناك «30 جريحاً فقط من أصل ألفي جندي» أوكراني رغم القصف المدفعي الكثيف.
وتابع الرئيس الأوكراني «لقد دعيت إلى اجتماع لمجلس الأمن القومي والدفاع. والآن أغادر إلى الجبهة للقاء العسكريين الذين انسحبوا من ديبالتسيف».
وفي وقت سابق، شوهدت عشرات الدبابات التابعة للجيش الأوكراني تغادر المدينة ووصلت إلى بلدة ارتيميفسك المجاورة.
وكان مسئول أوكراني كبير أعلن في وقت سابق أن الجيش يسحب قسماً من قواته المحاصرة في ديبالتسيف إثر الهجوم الكبير الذي شنه المتمردون الموالون لروسيا.
من جانب آخر أصيب رئيس جمهورية دونيتسك الانفصالية المعلنة من جانب واحد، الكسندر زاخارتشنكو بجروح خلال معارك ديبالتسيف.
وقال من المستشفى «لا زلت على قيد الحياة، لم يقتل أحد من صفوفنا».
وطلبت السلطات الأوكرانية من الغربيين توجيه تحذير «شديد» اللهجة لموسكو بعد دخول المتمردين الموالين لروسيا إلى ديبالتسيف، المدينة الاستراتيجية الواقعة بين دونيتسك ولوغانسك، معقلي المتمردين.
ودان الاتحاد الأوروبي أمس (الأربعاء)، «الانتهاك الواضح لوقف إطلاق النار» من قبل الانفصاليين في ديبالتسيف.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد، فيديريكا موغيريني في بيان إن «أفعال الانفصاليين المدعومين من روسيا في ديبالتسيف تشكل انتهاكاً واضحاً لوقف إطلاق النار».
وأعلنت الحكومة الفرنسية أن مكالمة هاتفية ستجرى الأربعاء بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني.
كما اعتبرت باريس أن اتفاق مينسك الذي تضمن وقفاً لإطلاق النار «لم ينته» مؤكدة أنه سيتم بذل كل الجهود لإحيائه.
كما دانت الحكومة الألمانية الأربعاء سيطرة المتمردين على ديبالتسيف معتبرة أن هذا الأمر «يسيئ جداً لآمال السلام».
وكان مجلس الأمن دعا الثلثاء في بيان صدر بإجماع أعضائه أطراف النزاع في شرق أوكرانيا إلى «وقف فوري للأعمال القتالية»، مطالباً أيضاً باحترام تام للاتفاقات التي وقعت في مينسك.
وحذر نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الثلثاء روسيا من «ثمن أغلى» ستدفعه إذا استمر خرق وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا من جانب الانفصاليين الموالين لها، مؤكداً إدانته «الشديدة» لهذا الخرق.
العدد 4548 - الأربعاء 18 فبراير 2015م الموافق 28 ربيع الثاني 1436هـ