رفض يهود الدنمارك أمس الإثنين (16 فبراير/ شباط 2015) دعوة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لهم بالهجرة إلى اسرائيل عقب الهجوم الدموي على كنيس في كوبنهاغن ليل السبت/ الاحد.
وقال المتحدث باسم الجالية اليهودية في الدنمارك، جيب جوهل «نحن ممتنون جدا لنتنياهو على قلقه، ولكن مع ذلك فنحن دنماركيون -نحن يهود دنماركيون ولكننا دنماركيون- ولن يكون الإرهاب هو السبب الذي يجعلنا نذهب إلى إسرائيل».
واضاف لوكالة فرانس برس «نحن نتفهم قلقه على راحتنا، ونحن نقدر له قلقه ولكننا دنماركيون وسنبقى في الدنمارك. واذا انتقلنا الى اسرائيل فان ذلك سيكون لاسباب اخرى».
من جهته، رفض كبير حاخامات الدنمارك يائير ملكيور أمس الإثنين أيضاً دعوة نتنياهو اليهود لمغادرة أوروبا والهجرة إلى إسرائيل.
وقال ملكيور في إذاعة «راديو إسرائيل» العامة: «لسنا خائفين».
وأضاف: «لن نسمح للإرهابيين... بأن يجعلونا نغير حياتنا اليومية ونعيش في خوف ونهرب إلى أماكن أخرى. بوجودنا هنا نريهم أننا لن نفعل ذلك وأننا نواصل حياتنا هنا كما هي».
وتابع أن اليهود الذين يفكرون في هذه الخطوة يجب أن يفعلوا هذا لأسباب إيديولوجية وحباً في إسرائيل «وليس لأنهم خائفون من العيش في الدنمارك».
وقال ملكيور الذي له جذور في الدنمارك ولكن والديه هاجرا إلى إسرائيل، إنه سوف يعود إلى اسرائيل في مرحلة ما ولكن بعد قضاء سنوات عدة مع عائلته في الدنمارك.
وأضاف ملكيور: «بالطبع ليس الآن. هذا حرفياً ليس الوقت. الآن وقت تعزيز الجاليات (اليهودية) أينما كانت. لأن اليهود يمكنهم ويجب أن يبقوا ويعيشوا في أي مكان حيثما هم».
ورد غاضباً على التصريحات التي تقارن الأوضاع في أوروبا بتلك السابقة على الحرب العالمية الثانية ووصف مثل هذه التشبيهات بـ «المثيرة للغضب وغير الملائمة».
ويعيش نحو سبعة آلاف يهودي في الدنمارك وهي دولة يبلغ تعداد سكانها 5,6 ملايين شخص.
في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أمس أن فرنسا لا تريد رحيل اليهود إلى إسرائيل وعبر عن «أسفه» لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي دعا اليهود الأوروبيين للهجرة إلى إسرائيل.
وقال فالس لإذاعة «ار تيه ال» غداة تدنيس مئات المدافن في مقبرة يهودية شرق فرنسا، «إن رسالتي إلى اليهود الفرنسيين هي التالية: فرنسا جريحة مثلكم وفرنسا لا تريد رحيلكم. إنها تؤكد مرة أخرى حبها ودعمها وتضامنها».
وافاد بأنه لا يوجد «خيوط في الوقت الراهن» بشأن مرتكبي العملية التي ندد بها الرئيس فرنسوا هولاند بشدة الأحد.
وكان نتانياهو قال الأحد مخاطباً يهود أوروبا في بيان «إسرائيل هي موطنكم. نحن مستعدون لاستيعاب هجرة جماعية من أوروبا» مضيفاً «لكل يهود أوروبا أقول: إسرائيل تنتظركم بذراعين مفتوحتين».
وفي وقت سابق قال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف في باريس إن مئات القبور في مقبرة يهودية في شرق فرنسا تم تدنيسها.
وجاء الحادث الذي وقع في بلدية سار يونيون في أعقاب هجوم إرهابي في التاسع من يناير الماضي على متجر أطعمة يهودية في باريس من قبل متشددين إسلاميين، كما جاء وسط موجة من حوادث معاداة السامية وزيادة في هجرة اليهود من فرنسا.
وقال كازنوف، الذي قدم أيضاً تعازيه لأسر ضحايا هجوم إرهابي في كوبنهاغن كان من بين أهدافه كنيس يهودي إن العنف والتعصب الديني لن يدمرا إرادتنا في العيش معاً في حرية.
وأعلن رئيس الوزراء مانويل فالس أن الأضرار التي لحقت بالمقبرة تعد عملاً معادياً للسامية وتعهد بأن الحكومة ستبذل كل ما في وسعها لتقديم الجناة للعدالة.
وفي ألمانيا ناشد المجلس المركزي لليهود في ألمانيا الجهات الأمنية في بلاده بتوخي الحذر عقب الهجمات الإرهابية التي وقعت بالعاصمة الدنماركية.
ودعا رئيس المجلس جوزيف شوستر لفحص الإجراءات الأمنية المخصصة لحماية المؤسسات اليهودية مجددا على نحو دقيق.
وقال شوستر إنه يمكن مواصلة حياة اليهود في ألمانيا عند تحقيق هذا الشرط.
إلى ذلك، قضت محكمة دنماركية أمس بالحبس الاحتياطي عشرة أيام لرجلين ألقي القبض عليهما للاشتباه في أنهما ساعدا المسلح الذي نفذ هجمات إرهابية في العاصمة كوبنهاغن مطلع هذا الأسبوع
ونفى المتهمان ضلوعهما في جرائم القتل والشروع في القتل والعنف.
وقد ألقت الشرطة الدنماركية القبض على الرجلين في كوبنهاجن عقب الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الدنماركية.
وأعلن محققون أن الرجلين متهمان بمساعدة الجاني في التخطيط والتنفيذ.
العدد 4546 - الإثنين 16 فبراير 2015م الموافق 26 ربيع الثاني 1436هـ