قالت صحيفة المدينة السعودية اليوم الثلثاء (17 فبراير/ شباط 2015) استيقظت ضمائر 6100 مواطن غالبيتهم من موظفي الدولة وأعادوا 27.5 مليون ريال خلال العام المنصرم، حيث سجل حساب إبراء الذمة الذي خصصته الدولة لهذا الغرض نشاطًا كبيرًا طيلة العام المنصرم واستقبل هذا المبلغ بعد أن استيقظت ضمائر الكثير من المواطنين كونهم حصلوا على تلك الأموال دون وجه حق.
ويستهدف حساب إبراء الذمة موظفي الدولة الحاصل منهم تقصير في الدوام أو في أوقات العمل أو في الانتدابات أو العمل خارج الدوام وغير ذلك وأي شخص يريد إبراء ذمته تجاه المال العام عن أموال أخذها بغير وجه حق، أو أي شخص يريد تقديم أموال على سبيل الوقف أو الهبة أو من يريد تقديم أوقاف عينية يعود ريعها إلى حساب إبراء الذمة.
ويروي بعض موظفي الدولة لـ «المدينة» قصة تأنيب الضمير حيث يقول أحدهم: كنت أعمل في أحد القطاعات الحكومية وطيلة سنوات طويلة ويتم إدراج اسمي شهريًا في مسيرات الانتدابات من خلال معرفتي بالمسئول والزملاء ولم أخرج لأي انتداب وإنما أحصل على أموال الانتداب لفترة تجاوزت 20 سنة. وأضاف: في الآونة الأخيرة راجعت نفسي وحسبت كل الأموال التي أخذتها دون وجه حقّ وقررت إعادتها لحساب إبراء الذمة.
فيما يقول موظف آخر: كنت لا أباشر عملي لفترات تصل عدة أشهر ونتناوب أنا والزملاء في التوقيع عن البعض ونحصل على رواتبنا دون عمل.
وأضاف: إن حساب إبراء الذمة هو الحلّ وأدعو جميع الموظفين إلى ضرورة أداء العمل على الوجه المطلوب وتحليل الراتب من خلال أداء كل الساعات وعدم التساهل فليس هناك أصعب من تأنيب الضمير.
ويقول أحد الموظفين بأنه طيلة 15 سنة يداوم الساعة التاسعة صباحًا وينصرف في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا،وشعرت مؤخرًا أنني سرقت أموال الدولة دون وجه حقّ وأصبحت أخاف الموت وأنا سارق لخزينة الدولة،مطالبًًا في الوقت نفسه الجميع بضرورة الحذر وأداء الأمانة على الوجه المطلوب.
وبلغ إجمالي المبالغ المودعة في الحساب من تاريخ فتحه في 2006م وحتى نهاية شهر نوفمبر الماضي ما يزيد عن (280) مليون ريال، و أن إجمالي عمليات الإيداع بلغت (34669) عملية، بينما بلغ المتوسط لقيمة عملية الإيداع السنوية (8079) ريالا.