العدد 4546 - الإثنين 16 فبراير 2015م الموافق 26 ربيع الثاني 1436هـ

لينزي: بريطانيا دعمت رؤية الإصلاح في البحرين لضمان تنفيذ توصيات «تقصي الحقائق»

البوعينين: روعي في تشكيل نيابة «الأحداث» وجود الجانب النسائي

النائب العام - السفير البريطاني لدى البحرين
النائب العام - السفير البريطاني لدى البحرين

قال السفير البريطاني في البحرين إيان لينزي: «من المشجع حقاً أن نرى هذا المستوى من الاهتمام من قبل السلطات البحرينية لموضوع العدالة الجنائية للأحداث، الذي هو جزء حيوي من برنامج الإصلاح القضائي في البحرين، والذي يحظى بالدعم الكبير من قبل المملكة المتحدة، والهدف الرئيسي من هذه الورشة هو تبادل الخبرات فيما يخص العدالة الجنائية للأحداث والممارسات بين البحرين والمملكة المتحدة، وتعزيز النقاش مع السلطات القضائية في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى بشأن أفضل الممارسات والإصلاح في هذا الجانب».

وتابع السفير «على مدى السنوات الثلاث الماضية، لعبت بريطانيا دوراً مهماً، كشريك استراتيجي للبحرين في سبيل تقديم المساعدة لدعم رؤية الإصلاح التي يقودها العاهل البحريني وسمو ولي العهد. وقد قامت بريطانيا بذلك انطلاقاً من علاقات الصداقة الحميمية، بغرض المساعدة في تنفيذ الإصلاحات الرئيسية التي أوصت بها اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق».

يأتي ذلك في كلمته في افتتاح ورشة «العدالة الجنائية للأحداث» التي انطلقت أمس الإثنين (16 فبراير/ شباط 2015)، بمقر معهد الدراسات القضائية والقانونية بضاحية السيف، بتنظيم من النيابة العامة بالتعاون مع السفارة البريطانية في البحرين، وذلك بحضور النائب العام علي البوعينين.

وأوضح السفير البريطاني أنه «نظراً لحجم المهمة التي واجهت البحرين في العام 2011، فإن الحكومة البريطانية رأت ضرورة دعم البحرين، وتمثل ذلك في دعم عمل السلطة القضائية وفي مجال حقوق الإنسان والسجون والمساعدة في إصلاح القطاع الأمني، بما في ذلك بناء القدرات والتدريب»، كما لعبت المملكة المتحدة دوراً مهماً في تأسيس الأمانة العامة للتظلمات التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة؛ فضلاً عن إعادة هيكلة المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، التي أصدرت تقريراً شديد اللهجة قبل بضعة أشهر، وفي اعتراف بأن هذه المؤسسات الجديدة إصلاحية فقد منح الاتحاد الأوروبي مؤخراً جائزة في مجال حقوق الإنسان السنوية في الخليج لهاتين المنظمتين».

وقال السفير البريطاني: «في حين انخفض معدل العنف في الشوارع على مدى السنوات الثلاث الماضية، إلا أنه لا يمكن التغاضي عن أعمال العنف هنا وهناك، والتي كان آخرها ما حدث في 14 فبراير/ شباط الماضي، وتم توقيف عدة أشخاص، وقد دفع ذلك الحكومة البحرينية لمراجعة النظام القضائي المتعلق بالأحداث».

من جانبه، قال النائب العام علي البوعينين إن «المجتمع الدولي تنبه للطفل باعتباره النموذج الأضعف في المجتمع وضحية صراعاته، فعمد إلى حمايته وتقنين حقوقه بمواثيق وعهود دولية تلتزم بها الدول كافة، إلى أن صدرت اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل التي اعتمدتها الجمعية العامة في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1989، والتي تضمنت كل ما يتعلق بالطفل من حقوق وحماية، بما فيها المعاملة الجنائية لمن ينتهك القانون من هذه الفئة العُمرية»، منوهاً إلى أنه «تماشياً مع حرص مملكة البحرين على حماية الأطفال وصون حقوقهم، فقد انضمت إلى تلك الاتفاقية في شهر سبتمبر/ أيلول 1991 بموجب المرسوم بقانون رقم 16 لسنة 1991، وكانت البحرين سباقة في حماية الطفل، متهماً كان أم ضحية، فقد أصدرت المرسوم بقانون رقم 17 لسنة 1976 بشأن الأحداث والذي تضمن حماية الحدث من كل الحالات التي قد تعرضه للانحراف، ونص على عقوبة رادعة لكل من يتسبب في تعريض الحدث للانحراف، كما تضمن القانون المعاملة الجنائية للأحداث بإنشاء جهة متخصصة في وزارة الداخلية لمتابعة قضايا الأحداث والإشراف عليهم، وإفراد تدابير خاصة بهم، تتنوع تلك التدابير بين التوبيخ، وتسليم الحدث لذويه، والالتحاق بتدريب مهني، أو الإلزام بواجبات معينة، والاختبار القضائي، وصولاً إلى أقصى هذه التدابير وهو الإيداع في إحدى المؤسسات العقابية التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية».

وذكر البوعينين أن القانون نص على انتهاء التدبير حتماً أياً كان نوعه أو الجريمة المعاقب عليها بمجرد بلوغ الحدث الحادية والعشرين من عمره، كما حظر القانون حبس الحدث احتياطياً، ونص على تشكيل محكمة خاصة لمحاكمة الأحداث بإجراءات معينة، حيث لا يجوز فيها لغير أقارب الحدث ومحاميه والمختصين حضور المحاكمة، بل وأجاز، مراعاة لنفسية الحدث، إعفاءه من حضور جلسات المحاكمة إذا رأت المحكمة ذلك.

وأفاد أن «النيابة العامة بادرت بإنشاء نيابة متخصصة لنظر قضايا المتهمين الأحداث روعي في تشكيلها الجانب النسائي باعتبارِهن الأقدر على فهم نفسية الحدث والتعامل معه، وذلك بمساعدة أخصائيات اجتماعيات متخصصات في مجال التعامل مع الأحداث، كما روعي في تجهيزها وتأثيثها أن تكون ملائمة ومتناسبة مع نفسية الطفل، باعتبار أن الحدث ولو كان متهماً بانتهاك القانون مهما كانت درجة جسامة ذلك الانتهاك، فهو مازال طفلاً غير ناضج بدنياً وفكرياً وبحاجة للمعاملة النفسية والتهذيب أكثر من حاجته للعقاب والتشديد، وقد تم تغيير مسمى هذه النيابة في الآونة الأخيرة من نيابة الأحداث لنيابة الطفل، فضلاً عن تغيير اختصاصها لتكون معنية بكل القضايا التي يكون فيها الطفل متهماً أو ضحية، فكلاهما بحاجة إلى معاملة خاصة من أجل الوصول إلى وجه الحقيقة في القضية بما يخدم العدالة مع ضمان حقوق الطفل».

وأوضح في كلمته خلال افتتاح ورشة العمل أن «أهمية هذه الورشة تأتي لتعلقها بشريحة مهمة من مجتمعاتنا، ألا وهم الأطفال، الذين حرصت الأديان والمعاهدات والمواثيق الدولية على حمايتهم ورعايتهم لتنشئتهم تنشئة صالحة، وإعدادهم خير إعداد باعتبارهم قادة المستقبل ونواة كل أمة وذخيرتها، وحتى من انحرف منهم عن الطريق القويم وانزلق إلى مدارك الجريمة ومخالفة القانون، فكان لابد من تنظيم معاملة خاصة بهم، وعدم مساواتهم في ذلك بأقرانهم البالغين، لكون الأمل في تقويمهم مازال متاحاً، وتأسيساً على أن ما يهم كل مجتمع من تقرير العقوبة، هو التقويم قبل العقاب، والتهذيب قبل الحساب، فلئن نصلح من انحرف خير من تركه في طريق الانحراف والجريمة ولو مع عقابه».

وبين أن «البحرين بلورت في قانون الطفل رقم 37 لسنة 2012 كل ما يتعلق بالطفل من حقوق وأوجه حماية، بدءاً من لحظة الميلاد وحتى بلوغه السن القانونية وكفلت لهم الأولوية القصوى من الرعاية والاهتمام، وعلى نفس هذا النهج من الاعتناء بكل ما يتعلق بالأطفال، كان اهتمامنا بعقد هذه الورشة التي حرصنا على توفير سبل النجاح لها، بتوسيع قاعدة الاشتراك فيها لتشمل كل المعنيين بحقوق الطفل والمهتمين بأمره، وبمشاركة هذه الكوكبة المتميزة من الخبراء الدوليين للاستفادة القصوى من خبراتهم».

الحضور في افتتاح ورشة «العدالة الجنائية للأحداث» أمس - تصوير أحمد آل حيدر
الحضور في افتتاح ورشة «العدالة الجنائية للأحداث» أمس - تصوير أحمد آل حيدر

العدد 4546 - الإثنين 16 فبراير 2015م الموافق 26 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 5:26 ص

      برم

      ريحوا انفسكم لو تصبغون جميع البيوت الغير مصبوغة بالبحرين مايصدقكم الا ؟ الإنجليز هم سبب فقر وظلم وقهر الشعوب العربية ويوما ما اعتقد ستصبح دويلات ان شاء الله

    • زائر 7 | 3:00 ص

      هذا يتكلم عن البحرين ؟؟!

      من وافقت الحكومة على ان تبنى قاعدة لبريطانيا يعني صار تضارب في المصالح, وعلى اساس مبدأ تضارب المصالح انا اقول وفرو علينا رايكم لانه ما يسوا شي.
      و اذا انت تتكلم عن العداله والقضاء. انا ما برد ليك بشكل عام بل بشكل خاص, انا انفصلت في الازمة و تعدت عليي الشرطة لفظيا و جسديا (مع العلم ان ما عليي اي تهمة او جناية مسجلة في تاريخ حياتي) سرقت ممتلكاتي الشخصية وتلف في سيارتي في نقطة تفتيش. سجلت عند بسوني كل شي, و اشتكيت و سجلت في وزارة العدل هذي الاشياء كلها. لاكن ما حصلت ولا تغويض ولا عدالة.
      نقطة عالسطر

    • زائر 6 | 2:42 ص

      نوعية الدعم

      كما تم دعم الالتفاف على المطالب الشرعية للشعب
      والالتفاف على توصيات لجنه تقصي الحقائق
      للاسف كان دعمكم سلبي ومضاد للحراك الشعبي وعلى اصعدة كثيرة مثل الاعلام ، المعدات والتجهيزات والخبرات الامنية

    • زائر 5 | 2:41 ص

      ..

      انتهت تقصي الحقائق بدون تنفيذ

    • زائر 3 | 2:06 ص

      مواطن ثائر

      قال السفير البريطاني في البحرين إيان لينزي: «من المشجع حقاً أن نرى هذا المستوى من الاهتمام من قبل السلطات البحرينية لموضوع العدالة الجنائية للأحداث، الذي هو جزء حيوي من برنامج الإصلاح القضائي في البحرين!!!!!!! وهذه العائلة لا تعرف لما اعتقل عائلهم !! شكرلدعمك سعادة السفير البريطاني

    • زائر 2 | 2:00 ص

      الشعب الاصلي

      لو انكم فعلا تدعمون القضاء اذا لماذا قانون محكمة امن الدولة مازال قائم! الدولة التي وهبة امة اليهود ارضا ليست لها و قبلت بتشريد سكانها الاصيين الفسطينيين دولة مستعدة لقبول تهميش شعبا بحرينيا اصليا لتستوطن مجن..... ليتم استراد شعبا و يسحق الشعب الاصلي و انتم تدمون القضا

    • زائر 1 | 12:11 ص

      في كل عقد بريطانيا تذيق بعض الشعوب الويلات ثم يعتذرون

      قبل فترة شهدنا اعتذار بريطانيا عن ما صدر منهم في حق الشعب الهندي ووضع نصب تذكاري للمناضل السلمي غاندي. ورغم ان هذا العمل نفاق لكنهم يعيدون الكرّة المرّة تلو الأخرى والآن يسومون الشعب البحريني سوء العذاب ثم بعد فترة سيقفون معتذرون عن ما حصل وماذا ينفع الاعتذار

اقرأ ايضاً