بث تنظيم «داعش» صوراً لأسرى من قوات «البيشمركة» محتجزين وسط أقفاص حديدية في مدينة كركوك، ما أثار القلق في الأوساط الكردية من تكرار سيناريو الطيار الأردني معاذ الكساسبة، الذي أحرقه «داعش» حياً وبث شريط قتله على شبكة الإنترنت، فيما قالت وزارة «البيشمركة» إنها لا تمتلك معلومات عن مصير أسراها، بحسب ما أفادت صحيفة الحياة في عددها اليوم الأحد (15 فبراير/ شباط 2015).
وتظهر الصور أشخاصاً يرتدون الزي البرتقالي ويقبعون داخل أقفاص موضوعة على مركبات، بينما يقول صوتٌ مصاحب للصور إن هؤلاء هم أسرى «البيشمركة» لدى «داعش». وكانت قوات «البيشمركة» أعلنت أن التنظيم تمكّن قبل نحو أسبوع من أسر 39 من المقاتلين الأكراد خلال هجومه على مدينة كركوك والاستيلاء على حقل الخباز الذي انسحب منه لاحقاً. وبث التنظيم فيلماً حمل عنوان «أسرى البيشمركة في ولاية كركوك» أظهر تجوال مركبات تحمل الأقفاص وسط تجمع لعدد من السكان، ويُعتقد أن مكان تصوير هو بلدة الحويجة.
وساد القلق الأجواء السياسية والشعبية الكردية من أن يكرر تنظيم «داعش» سيناريو إحراق أسراه مثلما فعل بالطيار الأردني معاذ الكساسبة، في سورية. وقال الأمين العام لوزارة «البيشمركة» جبار ياور في تصريحات أمس، إن «وزارة البيشمركة لم ولن تتعامل في شكل رسمي مع أي تنظيم إرهابي»، مبيناً أن «الوزارة بذلت ما بوسعها لتحرير أسرى البيشمركة لدى التنظيم وأولت اهتماماً بالغاً بالقضية إلا أنها فشلت في ذلك». وتابع الياور أن «الوزارة ليست لديها أي معلومة عن مصير الأسرى»، وأن «التنظيم يسيطر على مناطق واسعة ويقوم باحتجاز الأسرى في مناطق من الصعب الوصول إليهم».
وقال إن «داعش» من أكثر التنظيمات وحشية، وهو لا يعير اهتماماً للقانون والدولي والقوانين المتعلقة بمعاملة الأسرى. وأضاف أن «التنظيم يسعى من وراء الفيديو إلى بث الرعب بين الأهالي، وهو يعكس التفكير الوحشي له». وتظاهر ذوو الأسرى في كركوك أمس للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم.
إلى ذلك، أكد نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة كركوك محمد خليل الجبوري لـ «الحياة»، أن «الحكومة المحلية وبالتنسيق مع القوات الأمنية والبيشمركة وضعت اللمسات الأخيرة لشن عملية عسكرية واسعة ضد تنظيم داعش، كما تم البدء بتشكيل قوة مشتركة من البيشمركة والحشد الشعبي إضافة إلى 3000 مقاتل من أبناء المناطق التي يسيطر عليها داعش في جنوب وغرب المحافظة». وسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على قضاء الحويجة في حزيران (يوليو) الماضي، وطالب شيوخ القضاء بمبايعة زعيمه أبو بكر البغدادي فيما أعدم ثلاثة شيوخ من عشيرة الجبور لرفضهم المبايعة وتقديم الدعم لمقاتليه.
كلها ايام
كلها ايام قليلة وتكون داعش من الماضي