أكاد أجزم كمتتبع لمباريات البطولات الرياضية وبالأخص لعبة كرة القدم التي تحظى بشعبية جارفة، بعد مشاهدتي للبطولة الآسيوية لكرة القدم التي أقيمت في استراليا والبطولة الإفريقية التي اختتمت في غينيا الاستوائية بأن هناك فارقا فنيا كبيرا بين منتخبات هاتين القارتين وبقية منتخبات قارات العالم، على رغم التطور الواضح الذي طرأ على بعض المنتخبات الآسيوية مثل منتخب الإمارات العربية الذي قدم أفضل عروضه الفنية بفضل السياسة التي ينتهجها الاتحاد في الاعتماد على كفاءات وطنية في تدريب المنتخب، اثبتت انها تملك مقدرة على قيادة المنتخب بصورة أفضل من بعض المدربين العالميين، وهو الأمر الذي أطالب به جميع اتحاداتنا الرياضية المحلية كوننا لا نملك الاموال الطائلة التي تؤهلنا لاستقدام خبير عالمي في اللعبة، في حين نملك كفاءات فنية وطنية يعتمد عليها متى ما أتيحت لها على الفرصة الكاملة.

الحقيقة بأن القارة الآسيوية تفوقت على القارة الإفريقية من حيث التنظيم الفني للبطولة واختيار أفضل العناصر التحكيمية لإدارتها بعكس ما شاهدناه للمنتخب العربي التونسي الذي أطيح به ظلما خارج المسابقة بسبب تحيز تحكيمي فاضح منح ركلة جزاء في الدقيقتين الأخيرتين من عمر المباراة ليمنح منتخب غينيا البلد المنظم بطاقة التأهل إلى الدور قبل النهائي، وكأن الاتحاد الإفريقي أراد أن يكافئه كبلد منظم ويقدم له هدية ثمينة بعد ان وافق على تنظيم الدورة بعد انسحاب المغرب من تنظيمها خوفا من تفشي مرض ايبولا القاتل.

وأقول بصدق إن احد أسباب تراجع الكرة الآسيوية أو عدم قدرتها على مناطحة الكرة الأوروبية حتى الان رغم الامكانات الكبيرة التي وفرت للعبة هو عنصر اللاعب، فالمواهب الكروية جدا قليلة، وان وجدت فإنه ينقصها عزيمة الإصرار للوصول إلى العالمية لذلك تجد منتخبات هذه القارة الكبيرة تبرز وتتألق حينما يظهر عندها جيل ذهبي مثل جيل جاسم يعقوب في الكويت وجيل ماجد عبدالله في السعودية.

لكن تخلف الكرة الإفريقية في نظري يكمن في إدارة اللعبة نفسها، كما شاهدنا من تخبط فاضح في البطولة الأخيرة. فالقارة السمراء تزخر بالمواهب الواعدة وروح الإصرار عند اللاعبين، وهو ما نشاهده اليوم في الدوريات العالمية من لاعبين أفذاد ينحدرون من أصول افريقية. فهولاء اللاعبون يستطيعون قيادة منتخباتهم ومقارعة أعتى المنتخبات العالمية.