رأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن إهمال أمر الأسر والأبناء أحد أسباب انتشار الجريمة ورواج سوق المسكرات في المجتمع، وانضمام الشباب إلى الجماعات الإرهابية والمتطرفة، داعياً أولياء الأمور إلى تربية أبنائهم على الإيمان والقرآن.
وأكد القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (13 فبراير/ شباط 2015) أن طريق الخير وبر الأمان يبدأ بإصلاح الأسر وتربيتها على الإيمان.
القطان تحدث في خطبته عن «تربية الأسرة المسلمة»، وقال: «إن الأسرة في النظام الإسلامي الحنيف، أساس المجتمع، واللبنة الأولى في بناء كيان الأمة، والنواة الكبرى في تشييد حضارتها، بنجاحها تقاس سعادة المجتمع، وبفشلها وسيرها في مزالق الضياع ومهاوي الردى، يقاس إخفاق المجتمع وتقهقر الأمة».
وبيّن أن «دين الإسلام رغَّب في بناء كيان الأسرة المسلمة، وإقامة صرحها، وتكوين قواعدها، وإشادة أركانها، والحفاظ على جوها الصافي وظلها الوارف، من أن تشوبه غوائل الشر والبغضاء، وبوائق النزاع والشقاق، والشقاء والخلاف والعناء، وعوامل الشقاق والشحناء، فكان أن عُني الإسلام أول ما عُني في تكوين الأسرة، بأن شرع الزواج وحث عليه، ورغب في اختيار الزوجة الصالحة ذات الدين والخلق والمنبت الحسن لكونها دعامة الأسرة المؤمنة».
وأضاف «حث على إنكاح من تتحقق فيه الكفاءة في دينه وخلقه وأمانته، وما ذاك إلا لتنشأ الأسرة في كنف حياة رغيدة، وظل أسرة صالحة سعيدة».
وذكر أن «الأسرة الصالحة نعمة من نعم الله على عباده، يجد فيها المسلم راحة باله، وهدوء نفسه وقلبه، وأنس فكره وضميره، وطمأنينة خاطره وفؤاده. يجد فيها السكن والراحة والمودة والرحمة، في خضم مشاغل الحياة وأعبائها».
واعتبر أن «التذكير بمكانة الأسرة في الإسلام وأهمية العناية بها يعد من الأمور الضرورية، لما تمثله الأسرة من منزلة سامية في هذا الدين، ولما تتمتع به من ثقل ومسئوليات، ولما للعناية بها من أثر في صلاح المجتمعات، وتثبيت دعائمها، وتقوية بنائها، ولما للتفريط فيها من عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع، إذا أهملت وأصبحت عرضة للسهام المسمومة، والأعاصير المدمرة، ولاسيما نحن نعيش في عصر أصبحت فيه الأسرة المسلمة هدفاً لكيد أعداء الإسلام، وغاية لهجومهم الكاسح لأنهم يدركون أنه إذا فسدت الأسر، تحقق لهم ما يصبون إليه من القضاء على قلب الأمة النابض، ومحور تربية الأجيال، من الأبناء والبنات، وبالتالي القضاء على الأمة بأسرها، ولكن مهما تتالت الطعنات، وتتابعت الهجمات من كل حدب وصوب على النظام الأسري الإسلامي فسيبقى نظاماً بالغ الدقة والإحكام، جديراً بالعناية والاهتمام، فلم يعرف العالم بأسره نظاماً للأسر أسعد ولا أكمل، ولا أفضل ولا أعدل من نظام الإسلام».
وتساءل: «هل بقيت أمة الإسلام على مرِّ العصور، قوية الشوكة، مرهوبة الجانب، واستعصت على الفناء والاضمحلال رغم النوازل والمحن، وخلدت أمجاداً، وأنجبت أجيالاً يفخر بهم التاريخ إلا لما عنيت بهذا الجانب، فصلح أبناؤها وبناتها واستقامت أجيالها؟!».
وأضاف «وهل غُزِيَ المسلمون في عقر دورهم وكثرت بينهم الفتن والمشكلات، ودبت البغضاء والخلافات، وفسد كثير من الناشئة، وتمرد كثير من الأبناء والأجيال، وعمت الخلافات الزوجية، والمشكلات الأسرية، وارتفعت معدلات نسب الطلاق في كثير من المجتمعات، وبلغت مؤشرات خطيرة تنذر بأخطار داهمة، وكثرت المشكلات الزوجية، والخصومات الأسرية في المحاكم وغيرها، وأصبحت حياة كثير من الأسر جحيماً لا يطاق؛ إلا لما أهمل كثير من المسلمين أمر الأسرة، فانشغل الآباء عن تربية أسرهم والحفاظ على أبنائهم من قرناء السوء لا كثرهم الله، الذين يفسدون في الأرض ولا يُصلحون. فكم زجوا بأبناء المسلمين في مهاوي الرذيلة والفساد، وأودية الضياع والدمار؟!».
كما تساءل: «ما الذي سبب انتشار الأفكار الضالة والمنحرفة لدى الشباب، وانضمامهم إلى الجماعات الإرهابية والمتطرفة؟ وما الذي سبب انتشار الجرائم، ورواج سوق المسكرات والمخدرات، وانحراف الأحداث؟ لم يكن ذلك ليحدث إلا لما أهمل أمر الأبناء والأسر، وترك الحبل لهم على الغارب، يفعلون ما يشاؤون، ويصاحبون من يشاؤون، دون رقيب ولا حسيب».
وأكد أن «انشغال من بأيديهم القوامة على الأسرة عن تسيير دفتها، وقيادة سفينتها، ومتابعة أعضائها، يقود إلى غرقها وتعرضها لأمواج الفساد وطوفان الضياع والدمار، وخصوصاً في هذا الزمان الذي اشتدت فيه غربة الإسلام، وتلاطمت فيه أمواج الفساد، وكثرت الفتن، حتى لكأن الولد فيه حمل وديع في أرض مسبعة، إن غفل عنه تخطفته السباع الضارية، والوحوش الكاسرة، والله المستعان... كيف ونحن نعيش اليوم في زمن طغت فيه وسائل الإعلام الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي، والشبكات المعلوماتية على اختلاف أنواعها والتي أصبح لها تأثير كبير في تفكير الأبناء وتوجهاتهم السياسية والطائفية وغيرها؟». مضيفاً «ماذا جنى المسلمون لما انشغل أولياء أمور الأسر عن متابعة أبنائهم وبناتهم، والقوامة على أزواجهم ونسائهم؟».
وأشار إلى أن «إفراز أجيال لا تحمل رسالة، ولا تعي هدفاً ولا غاية من الجنايات العظيمة التي مردَّها إهمال التربية، وغفلة الأبوين عن القيام بواجب الإصلاح والعناية والوقاية».
ورأى القطان أن «طريق الخير والصلاح والفلاح، وسبيل النجاة والعز والنجاح الموصل إلى بر الأمان وشاطئ السلام إنما يبدأ - أول ما يبدأ - بإصلاح الأسر وتربيتها على الإيمان والقرآن، ومنهج الإسلام وسنة سيد الأنام لتكون صماماً للأمان في المجتمع، محبة للخير والهدى، دارئة للشر والفساد والردى، قائمة بحقوق الله وحقوق عباد الله، راعية لحق الكبير والصغير والقريب وولي الأمر والعالم ومن له حق عليها».
وأردف قائلاً: «إذا كانت الأسر أوكاراً للشياطين، وبؤراً للفساد والمفسدين، لا يسمع فيها ذكر الله، ولا يتلى فيها كتاب الله، وإنما يعمرها اللهو واللغو والباطل والفساد، فقل على الأمة السلام».
وشدد على أن «المسئولية في تربية الأسر لتقع على كل فرد من أفراد المجتمع الإسلامي، فيجب على كل مسلم ومسلمة أن يعرف دوره، ويقوم بواجبه في الإسهام في صلاح الأسر والبيوت، وإبعاد وسائل الفساد عنهم».
وخاطب القطان الآباء والأمهات والأزواج والزوجات والأبناء والبنات، قائلاً: «اتقوا الله في أنفسكم وفي مسئولياتكم وفي تربية أولادكم، فأنتم محاسبون عن ذلك، مسئولون أمام الله، فعليكم بتحقيق التعاون والتكاتف في تحقيق الجو الأسري الرشيد، وتكوين العش الزوجي الرغيد، والبيت الإسلامي السعيد».
وذكر أن «بعض الآباء لينشغلون بالدنيا عن أبنائهم، فيا أيها الآباء! كفى انشغالاً بالمادة عن أسركم وبيوتكم وتربية أبنائكم وبناتكم، وإن مما يؤسف له - أشد الأسف - أن بعض الآباء - هداهم الله - لا يعرف أسرته إلا في مواعيد الطعام والنوم دون توجيه ولا تربيه، وبعضهم يحسب أن إسعاده لأسرته إنما هو بالمسكن والمطعم والمشرب والملبس، وإشباع رغباتها المادية، وتحقيق طلباتها الدنيوية، وهيهات هيهات! أن تخرج هذه التربية المادية جيلاً صالحاً أو نشئاً مستقيماً في غياب التوجيه السديد، والتربية السليمة! وإننا لنتساءل: لمن تترك تربية الأبناء إذا تخلى عنها المربون والآباء؟ لمن تترك تربية فلذات الأكباد، ومهج النفوس، وثمرات الفؤاد إذا تخلى عنها البيت والأسرة؟».
ودعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي إلى رعاية الأمور الأسرية بنهج الإسلام الحق، وطريقة السنة المطهرة، والسيرة العطرة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، «وليقم كل واحد في المجتمع - ولاسيما المعنيين بشئون التعليم والتربية والإعلام، والقائمين على وسائل التوجيه في المجتمع، وكذلك أهل العلم والدعوة والإصلاح، على الجميع أن يقوموا - بالتركيز على جوانب صلاح الأسر، فإنها المجتمع المصغر، وإذا صلحت صلحت المجتمعات كلها بإذن الله، ويومها لا نشكو من تمرد الأبناء، وكثرة الخلافات الأسرية، والمشكلات العائلية، ولا نشكو من تطرف وإرهاب وانحراف للأبناء في المجتمعات».
العدد 4543 - الجمعة 13 فبراير 2015م الموافق 23 ربيع الثاني 1436هـ
الخطب يا شيخ
الخطب المنتشرة في المساجد الغير مراقبه من الحكومة بسبب ولائها المطلق هي من تنشر الافكار الارهابية والتشجيع عليها
ابو التراب
يعني الي راحوا من الشباب وغيرهم يقاتلون شنوي شكلهم غير سنه سلفيين تخرجوا علي يد المنهج بن تيميه من المساجد مراكز حفظ القرآن كلهم لحيه طويله وثوب قصير ماشفنه لوفريه راحوا يقاتلون غير المتشددين في الدين من التيار السلفي ومن تخرجوا غير المساجد للقتال والي تنظيم القاعده من قبل لما شافوا ماكوا فائده من اسقاط النظام السوري قالوا ارهابيين الي راحوا ومن قبل ائمة المساجد وانت منهم تدعوا وتسبون النظام السوري شلي غير الان صاروا ارهابيون وقتله غير الانشقاق من السلف ان الجهاد السلفي بس علي الي اعارض السلف.
الفقر والحاجة
قبل إصدار الحكم يجب عليك معرفة الأسباب التي جعلت من هؤلاء الأبناء الاتجاه إلى الجريمة وبعدها لك الحق بأن تقرر من هو المذنب في هذا الشئ لا إصدار الحكم قبل معرفة الأسباب في ذلك
كلمة
صدقت ياشيخ... الأفكار المتطرفة... الارهابيه يجب ان تحارب وتقطع جذورها المتمثلة في كل من داعش والقاعده ومن يدعمهم
سؤال يطرح نفسه!!!
لماذا الحكومة لا تصلح نفسها؟؟؟