أكد وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجارالله أن البلاد تأخذ التهديدات التي أطلقها تنظيم داعش ضد السياح الكويتيين على محمل الجد، مبيّناً أن الوزارة أبلغت المواطنين والعاملين لدى سفارات البلاد في الخارج بضرورة أخذ الحيطة والحذر، إضافة إلى إجراء اتصالات مع الدول المعنية لاتخاذ ما يلزم لمواجهة مثل هذه التهديدات، حسبما ذكرت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم الجمعة (13 فبراير/ شباط 2015).

وأضاف الجارالله في تصريح له على هامش مشاركته في حفل السفارة الإيرانية بمناسبة الذكرى الـ36 لانتصار ثورتها أن العلاقات الكويتية - الإيرانية متطورة ومتميزة، تجمعها مصالح مشتركة يحرص الجانبان على رعايتها، مستذكراً الزيارة التاريخية التي قام بها سمو الأمير إلى إيران، والتي شكّلت دفعة قوية للعلاقات الثنائية، والتي تخللها التوقيع على اتفاقيات عدة، والتأكيد على مواصلة العمل المشترك، ورسم آفاق المستقبل للعلاقات الثنائية والمنطقة، معرباً عن تفاؤله بمستقبل هذه العلاقات التي من شأنها خدمة البلدين والمنطقة، لا سيما في ظل الظروف العصيبة والدقيقة التي تمر بها منطقة الخليج العربي والعالم العربي بأسره.

وبخصوص الملفات التي تم طرحها خلال اجتماع اللجنة السياسية المشتركة الكويتية - الإيرانية، أخيراً، في طهران، أوضح الجارالله أن الزيارة جاءت في إطار التشاور، حيث تم بحث العلاقات الثنائية والقضايا المعلقة بين البلدين، والتأكيد على ضرورة حسم هذه المواضيع مع الجانب الايراني، لافتاً إلى أن الاجتماع تخلله نقاش مسهب وصريح ومستفيض، لا سيما في ما يتعلّق بالقضايا الساخنة والملتهبة التي تشهدها المنطقة عموماً، والعراق وسوريا خصوصاً، مبيّناً أن الجانبين اتفقا على مواصلة الاتصالات والمشاورات.

وأعلن الجارالله أن اللجنة المشتركة بين البلدين على المستوى الوزاري ستعقد اجتماعها في الكويت في مارس المقبل، مشيراً إلى توافق الجانبين في ما يخص الملفات التي يجب أن تبحث على المستوى الوزاري والتي تتعلّق بالعلاقات الثنائية، وملفات أخرى تتعلّق بأوضاع المنطقة، مضيفاً بشأن زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى الكويت «إننا نتطلع الى هذه الزيارة، ولكن لم يتم تحديد موعد لها حتى الآن، ونأمل أن يتم تحديده مستقبلاً».

أما بخصوص آخر التطورات في اليمن، لا سيما بعد إغلاق عدد من السفارات الغربية لدى صنعاء أبوابها، أكد الجارالله أن الأوضاع في اليمن تتصاعد بطريقة مقلقة ومزعجة، معرباً عن أمله في نجاح دور المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر ومحاولاته المستمر.

وعن احتمال تدخل عسكري من قبل التحالف الدولي ضد «داعش» في اليمن، قال لم أسمع بوجود نية للتدخل العسكري، وهناك معالجات على المستوى السياسي وعلى مستوى مجلس الأمن، ونأمل أن تأتي هذه الجهود بثمارها.

من جهته، أكد السفير الإيراني لدى الكويت علي رضا عنايتي أن العلاقات الإيرانية - الكويتية ليست وليدة اليوم، بل تمتد جذورها إلى قرون، مشيراً إلى أن هذه العلاقات توجت، أخيراً، بالزيارة التاريخية لصاحب السمو الأمير إلى طهران، وشهدت قفزة نوعية بين البلدين، تمثلت في تكثيف زيارة الوفود الرسمية والشعبية واللجنة السياسية، وتشكيل رابطة الصداقة الإيرانية الكويتية التي حظيت بدعم وإسناد من القيادتين الحكيمتين في بلدينا.