قال الكاتب والصحافي المتخصص في الشئون الطبية والعلمية نيفيل هوجكنسون، إن علينا أن نتحدث كمجموعة من خلال التعرف على الأمور الطبية والعلمية، وأن يتم توظيفها بشكل إيجابي.
وتحدث خلال لقاء صحافي على هامش المؤتمر الدولي الثالث لتطوير الذات «الطريق إلى السلام» الذي نظمته جمعية البحرين للتأمل وتطوير الذات بمقر غرفة تجارة وصناعة البحرين «بيت التجار الذي أقيم في (10 - 12 فبراير/ شباط 2015)، عن تجربته خلال الثلاثين عاماً الماضية في الكتابة العلمية للصحافة: «إنه كان يخشى التحاور مع أي مجموعة من الناس، وكان يفضل عدم الدخول في أي نقاش»، مضيفاً «ولكن من خلال تجربتي الصحافية ومن خلال الاحتكاك بالآخرين استطعت أن أجد الشجاعة والتحفيز والقوة في أن أدخل في أي نقاش ثنائي أو أكثر».
وذكر هوجكنسون: «هناك علاقة متكاملة بين الجسد والجانب الروحي والعقلي، فعندما تكتب عن موضوع طبي أو علمي أو تتحدث عن هذه المواضيع تكون هناك علاقة متوازنة بين العقل والجسد».
وتابع «عن طريق عملي اكتشفت أهمية النقاش مع آخرين وكيف يكون له الأثر الإيجابي، فعندما ترى نفسك في دور محرر شئون علمية عليك أن تكشف الحقائق التي من ورائها أن يستفيد الآخرون من كتاباتك».
وعن سؤال عن تجربته إن كانت هناك صادفته أي معوقات، قال: «هناك كثير من المعلومات المغلوطة التي تدور في عقول الناس، فعندما تتحدث عن أي موضوع لابد لك أن تضع في توقعاتك ربما تكون هناك معلومات مغلوطة وبالتالي التأكد من أي معلومة قبل النشر».
وأضاف: «أن تستخدم عقلك في علاقاتك مع الآخرين بطريقة إيجابية هو ما نسعى إليه من خلال التثقيف العلمي والطبي، فالعلاج ليس هو أن تستخدم الدواء وإنما هناك علاج بأن تستخدم عقلك في التعامل مع الآخرين بإيجابية».
وتابع «إن الشيء الغريب هو في كيفية التغيير، وأن يبدأ التغيير بالشخص نفسه أيضاً ومع مرور الوقت سيجد الشخص نفسه متغيراً نحو الأفضل».
وقال: «تكمن أهمية العقل في تغذيته، فإذا أصبح العقل سليماً انعكس ذلك على حياة الشخص نفسه ويكون جسده سليماً». وأضاف «من خلال تجربتي العملية كمحرر في الشئون الطبية والعلمية يجب علينا أن نغذي العقل بمعلومات تجعله يتنشط دائماً».
ونوه هوجكنسون إلى أنه «يجب أن لا يكون التركيز يتفوق على الجانب الطبي أو على الجانب النفسي، ولكن يجب أن يكون التركيز متوازناً بين الجانبين الطبي والنفسي، وأن نتقبل الحياة حتى لو أصبحنا أكثر انشغالاً، وعلينا التكيف مع مجريات الحياة ونتقبل بحقائق الحياة بشكل صحيح».
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين للتأمل وتطوير الذات، إبراهيم الدوسري: «من المؤسف أن نرى أن عالمنا اليوم قد تحول إلى فوضى، فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن عمليات قتل وإرهاب، أو موت مجموعات بشرية كبيرة نتيجة الأمراض والأوبئة، كما أنه من المحزن أن نتابع مشاهد لأطفال مشردين وهم يبحثون عن قطعة خبز تكفيهم شر الفاقة والجوع. إن تلك الأحداث المؤسفة تزيد الوضع تعقيداً وتناقضاً، ففي الوقت الذي تستجيب فيه أعداد من البشر للعمل لخدمة العالم والبشرية بطرق متنوعة، يتجه آخرون إلى أنشطة تقود إلى الدمار والتخلف وإلى تدمير نسيج المجتمع، سعياً منهم لمحو مفهوم البشرية برمته».
وأضاف «نريد أن نعيش في سلام في الشرق الأوسط، طارحاً تساؤلاً على الجمهور، بأن الجميع متوافق أن يعيش الكل بسلام دائم سواءً محلياً أو دولياً».
وتابع «أؤمن بأن نبدأ التغيير من أنفسنا من الداخل وإذا استطعنا التغيير، بعدها نستطيع أن نغير العالم».
ونوه إلى الابتعاد عن مشاهد الصور الوحشية وقال: «إنني في منصب يتطلب مني متابعة الأخبار باستمرار ولكن أحاول الابتعاد عن الصور ذات الطابع العنيف أو الوحشية». وتابع «أنا أشجع السلبيين أن يتغيروا وإن أكبر سلاح في وجه الغضب هو قوة الصمت».
وقال: «أطلب من الناس عدم التفكير في الأمور السلبية، كما أشجع التفكير على الجانب الإيجابي والإنساني».
وطالب الدوسري «بالابتعاد عن الخوف من استباق النتائج والابتعاد من العيش في دوامة الخوف، وعليهم تدريب أنفسهم على الإيجابية وتجديد القوة الكامنة الخفية الداخلية».
يذكر أن المؤتمر تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء، الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، الذي قال: «إن البحرين تعد واحدة من دول العالم الراعية للسلام والداعمة للجهود كافة على المستوى الفردي أو الجماعي لنشر مبادئه وقيمه، كونها سمة أصيلة متجذرة في شعبها المتسامح.
وقدمت المدربة المعتمدة في اليوغا وإدارة الحياة بالأسلوب الاريوروفيدي، فاطمة المنصوري فقرة خاصة باليوغا.
وتحدثت المنصوري عن تجربتها وعن كيفية دخولها في اليوغا، وقامت بعمل بعض التمارين في رياضة اليوغا مما تفاعل معها الجمهور.
واستهدف المؤتمر جميع المتطلعين إلى العيش بسلام أكثر، وبطريقة هادفة وذات معنى باختلاف أعمارهم وتوجهاتهم، كما أنه موجه لأولئك الذين يتمنون أن يكونوا أكثر فاعلية في أعمالهم وعلاقاتهم الإنسانية والطامحين إلى إحداث فرق في العالم.
من جانبها، ألقت المحاضرة الرئيسية في المؤتمر المسئولة الإقليمية لجامعة براهما كوماريس العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا - ومقرها لندن - ب. ك. جيانتي، عرَّفت خلالها الحضور بأهمية تحقيق السلام الداخلي الذي ابتعد الكثيرون عنه لانغماسهم بالماديات، مؤكدة أن تحقيق السلام مع الذات يعد طريقاً إلى تحقيق السلام في مفهومه الشامل، داعية الجميع في تطبيق عملي أجرته خلال حديثها إلى استخدام التأمل عبر إيجاد لحظة صمت مع الذات كل يوم لخلق حالة من التوازن والثبات مع العقل، مؤكدة أن أثر هذا التدريب تنعكس نتائجه على الشخص نفسه ومحيطه الخارجي.
العدد 4542 - الخميس 12 فبراير 2015م الموافق 22 ربيع الثاني 1436هـ
تغذية العقل
صحيح عندما نغذي العقل يتغذى الجسد فالتوازن مطلوب في الحياة، موضوع جميل