العدد 4541 - الأربعاء 11 فبراير 2015م الموافق 21 ربيع الثاني 1436هـ

سعوديون «دواعش» بحثوا عن الموت في «محرقة» عين العرب

قالت صحيفة الحياة اليوم الخميس (12 فبراير/ شباط 2015) إن اندحار عناصر «داعش» عن مدينة عين العرب (كوباني)، بعد فشلهم في السيطرة على المدينة القريبة من الحدود السورية – التركية، كشف عن حجم الخسائر الكبيرة في صفوف مقاتليه، وبخاصة السعوديون، الذين شكلوا «ظاهرة» غريبة في معركة التنظيم للسيطرة على المدينة الكردية. إذ توافدوا عليها بكثافة بحثاً عن «الموت». فيما أكد عضو في هيئة كبار العلماء السعودية أن الوجود في المواقع الخطرة، التي تشهد صراعاً «محرم شرعا»، مشدداً على أنه «أكثر سوءاً من الانتحار». وعزا خبير أمني إقبال السعوديين على هذا النوع من القتال إلى «خلل فكري حول مفهوم الجهاد».

وأكدت مصادر سورية أن عناصر سعودية من تنظيم «داعش» الإرهابي تسلمت المواقع الأكثر خطورة في منطقة عين العرب، التي يكثر ويشتد فيها القصف رغبة في الموت، أو الموجهات مع قوات الحماية الكردية». وقال المصدر لـ «الحياة»: «بعد زيادة وتيرة ضربات التحالف الدولي على عين العرب، ازداد وجود السعوديين من «داعش» في المنطقة، حتى أطلق التنظيم عليها «سوق الجنة».

وأضاف المصدر: «يوجد السعوديون غالباً في المناطق والمواقع التي يشتد القصف عليها، والتي يكون الموت فيها أمراً محتملاً جداً، حتى أن مقاومتهم فيها تقل، رغبة في الموت». وتابع: «زرع قادة التنظيم في عناصره، وبخاصة الجدد منهم، أن هذه المناطق وبخاصة كوباني، التي فقد التنظيم الكثير من مقاتليه فيها، تُعد «سوقاً للجنة»، وهي أقصر الطرق المؤدية إليها، ما دعاهم لتولي مناصب قتالية تجبرهم على الوجود في مواقع القصف بشكل مباشر».

وذكر أن «الآلية الإدارية للتنظيم، وبخاصة في عين العرب، فرضت على الجميع الوجود في نقاط يسمونها «الرباط» والقتال والجبهات، ولا توجد استثناءات. لكن اختيار النقاط يعود إلى رغبة المقاتل الشخصية، أي أن وجود الشخص هناك في النقاط الأكثر خطورة هو قرار من قناعة شخصية بالفكر الجهادي، والرغبة في الموت»، لافتاً إلى أن السعوديين من عناصر «داعش» يعتبرون «قدوة لغيرهم، فأفعالهم أقرب للشرعية، بحكم كونهم قادمين من بلاد الحرمين الشريفين».

وكانت مصادر تحدثت سابقاً لـ«الحياة»، ذكرت أن «داعش» دفع بالسعوديين إلى «محرقة» في معركة عين العرب، مع ارتفاع وتيرة القتلى، وسط تكتم شديد عن أعدادهم. وقام «داعش» بوضع عناصر سعودية كقادة عسكريين لهذه المعارك التي راح ضحيتها مئات، أبرزهم السعودي عثمان آل نازح.

بدوره، قال عضو هيئة كبار العلماء السعودية علي الحكمي في تصريح إلى «الحياة»: «إن الطريق الذي دخله عناصر هذا التنظيم (داعش) خاطئ من الأساس، سواءً أكان بالوجود في المناطق الخطرة أو الأكثر خطورة»، مضيفاً: «إن المنهج الذي سلكوه والفكر في حد ذاته خطير وضال، فإذا انزلق الإنسان إلى الطريق الخطأ، ولم يجد رادعاً دينياً صحيحاً، ولا فكراً يغيّر هذا المسار، يتمادى إلى أن يصل إلى هذه المرحلة من التهاون في النفس».

وأضاف الحكمي: «إن مجرد دخول الشاب إلى هذا المنهج مخاطرة بنفسه، ولا يعتبر جهاداً أو دفاعاً عن الحق، فهو هالك لا محالة، ويعتبر أنه أودى بنفسه إلى التهلكة، وهو فعل محرم وأسوأ وأعظم من الانتحار»، لافتاً إلى أن «ضرر المنتحر، الذي يقتل نفسه بنفسه، على نفسه. لكن هؤلاء يضرون أنفسهم، ويطاول ضررهم غيرهم، فجريمتهم مركبة».

من جهته، أوضح الخبير الأمني الدكتور محمد الثقفي لـ «الحياة»، أن «السعوديين من عناصر «داعش» يعتقدون أن وجودهم في هذه المواقع فرصة، لتقديم خدمة أو عملية إيثارية للتنظيم»، لافتاً إلى أنهم وغيرهم من عناصر التنظيم من الجنسيات الأخرى يعانون من «خلل فكري حول مفهوم الجهاد، ولكن ليس بالضروري أن يكونوا موجودين في تلك النقاط برغبة شخصية».

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً