لم تتبق سوى جولات قليلة تفصلنا عن تحديد هوية بطل دوري فيفا لكرة القدم، إذ أصبح التنافس على اللقب مفتوحا على مصراعيه بين أكثر من 5 فرق هي الرفاع والمحرق والمنامة والحد والرفاع الشرقي.

الجولات السابقة، شهدت بعض مبارياتها مستوى مرموقا، والبعض الآخر ظل يترنح بتقديم المستوى المتذبذب والمخيب للآمال وخرجت مباريات بعض الفرق بمستوى ضعيف للغاية.

النقطة الأهم في دورينا، غابت الجماهير من جديد مع تواجد أعداد بسيطة من روابط الأندية التي وقفت وراء فريقها، لكن الأهم بشكل عام كان الغياب «المتوقع» عن منافسات دورينا.

أقول الغياب المتوقع، لأن مستوى دورينا لم يرتق إلى المستوى المطلوب حتى الآن، إذ مازالت بعض الفرق تلعب من أجل اللعب فقط وتبتعد كل البعد عن المنافسة على مراكز الوسط على أقل تقدير، والسبب يعود للبنية التحتية الضعيفة التي تعيشها بعض الأندية وعدم السير على نهج وخطط واضحة لتطوير الفريق أو المنشأة التي يعملون فيها.

شخصياً، لا ألوم الأندية فقط، إنما الدور على الحكومة أيضاً التي أصبحت مطالبة بإنعاش الرياضة من جديد من خلال دعمها ووقفتها الجادة مع الأندية، إذ تعاني غالبية الأندية من عدم وجود المنشآت الصالحة للعب عليها وأبسط الأمثلة نادي قلالي الذي «لا شتاء ولا صيف» لديه، ففي الشتاء يتحول النادي إلى «مستنقعات» بسبب الأمطار، وفي الصيف يعاني اللاعبون من التدريب على «التراب».

أنديتنا بحاجة ماسة للوقوف معها بتقديم الدعم، وخصوصاً أندية القرى التي تعتبر أكثر فقراً من الأندية الأخرى، والدور هنا على النواب، فقبة البرلمان يجب أن تحتوي على الرياضة أيضاً وليس الأمور الأخرى فقط التي لا تغني من جوع.

بالعودة إلى الجماهير، أعتقد أن أحد الأسباب الرئيسية التي جعلتها تغيب عن ملاعبنا هو عدم وجود البيئة المناسبة لها، سواء من الناحية الفنية أو التحفيزية، فمتى ما ارتقى دورينا للمستوى الفني المطلوب سنرى الجماهير تلتف حول فريقها، ومتى ما حصلت الجماهير على الجوانب التحفيزية سنراها متواجدة أيضاً.

أصبحنا نطرق باب الاحتراف الذي أعلن عنه رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم في لقاء سابق مع «الوسط الرياضي»، وأعتقد أن الاحتراف لن يأتي من دون الدعم الحكومي، فالرياضة تلم شمل الشباب البحريني وأتمنى أن نراها دائماً بخير وتتقدم إلى الأمام بدلاً من الرجوع خطوات كثيرة إلى الخلف.