قال نائب رئيس مجلس الوزراء، الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، إن البحرين تعدّ واحدة من دول العالم الراعية للسلام والداعمة لجميع الجهود على المستوى الفردي أو الجماعي لنشر مبادئه وقيمه، كونها سمة أصيلة متجذرة في شعبها المتسامح.
وأكد لدى قيامه مساء أمس الأول الثلثاء (10 فبراير/ شباط 2015)، برعاية حفل افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الثالث لتطوير الذات «الطريق إلى السلام»، الذي تنظمه جمعية البحرين للتأمل وتطوير الذات بمقر غرفة تجارة وصناعة البحرين «بيت التجار»، أن البحرين بفضل قيادتها أدركت منذ قديم الأزل أهمية إرساء السلام المجتمعي الذي يقود إلى مشاركة العالم في تحقيق السلام الدولي والعمل على رعايته وتطوير مفاهيمه بما يواكب متطلبات العصر، وذلك بهدف تحقيق الأمن والتنمية المستدامة للإنسان البحريني، لافتاً إلى أن ذلك النهج القويم والسياسة الحكيمة تنبعان من روح الشعب البحريني الأصيل المتسامح والمحب للسلام.
واستذكر الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة بكل فخر واعتزاز ما جاء في ميثاق العمل الوطني الذي يصادف يوم السبت المقبل (14 فبراير الجاري) الذكرى الرابعة عشرة لإقراره والتصويت عليه بإجماع شعبي منقطع النظير، من تأكيد أن البحرين تعتبر أن «السلام العالمي والإقليمي هدف أساسي واستراتيجي ينبغي أن تهون دونه كل الجهود، وهي طبقاً لذلك، تتمسك بالمبادئ الأساسية التي تقرر ضرورة تسوية المنازعات الدولية كافة بالطرق السلمية، وتحظر استخدام القوة للنيل من سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة».
وبهذه المناسبة، حيَّا نائب رئيس مجلس الوزراء الجهود التطوعية والأهلية التي تبذلها جمعية البحرين للتأمل وتطوير الذات لإحلال السلام والعمل على تكريسه في المجتمع، وذلك من خلال استضافة المؤتمر الدولي لتطوير الذات للمرة الثالثة على التوالي على أرض مملكة البحرين بالاستعانة بالخبرات العالمية والمتمرسة في هذا المجال، موضحاً أن تلك الجهود تعد مكملة للمساعي الرسمية التي تبذلها الدولة على الصعيد المحلي عبر تعزيز هذه القيمة مجتمعياً والحرص على تنشئة الأجيال وفقها وضمان حفظ حقوق الإنسان المدنية والسياسية والاجتماعية، أو على الصعيد الدولي عبر تشجيع الجهود الدولية المبذولة لنشر الأمن ومكافحة التطرف والإرهاب.
وخلال الحفل، ألقى رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين للتأمل وتطوير الذات، إبراهيم الدوسري، كلمة أكد فيها أن عقد المؤتمر هو بمثابة مساهمة من متطوعين يسعون إلى نشر المحبة في العالم، حتى يتيقن العالم بأسره أن البحرين كانت ولاتزال مهداً للمحبة والسلام والتعايش السلمي، وهي قيم خالدة في هذا الشعب المتسامح ورثها أباً عن جد، وبخاصة أن العالم يعيش في وقت بالغ الحساسية من الاضطرابات وعدم الاستقرار والتعقيدات.
وقال: «من المؤسف أن نرى أن عالمنا اليوم قد تحول إلى فوضى، فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن عمليات قتل وإرهاب، أو موت مجموعات بشرية كبيرة نتيجة الأمراض والأوبئة، كما أنه من المحزن أن نتابع مشاهد لأطفال مشردين وهم يبحثون عن قطعة خبز تكفيهم شر الفاقة والجوع. إن تلك الأحداث المؤسفة تزيد الوضع تعقيداً وتناقضاً، ففي الوقت الذي تستجيب فيه أعداد من البشر للعمل لخدمة العالم والبشرية بطرق متنوعة، يتجه آخرون إلى أنشطة تقود إلى الدمار والتخلف وإلى تدمير نسيج المجتمع، سعياً منهم لمحو مفهوم البشرية برمّته».
وفي ختام كلمته، جدد الدوسري ترحيبه بالمشاركين في المؤتمر الذين بلغ عددهم نحو 200 مشارك من دول الخليج العربي والشرق الأوسط، مرحباً في الوقت نفسه بالمتحدثين في المؤتمر الذين قدموا إلى البحرين من أوروبا وأميركا وكندا لإثراء المشاركين بخبراتهم الواسعة في مجال إحلال السلام، وليقدم كل منهم نموذجاً عن كيفية وضع السلام في موضع الفعل والتنفيذ عبر المناقشات وورش العمل والحلقات النقاشية والتجارب التأملية.
بعدها تمت دعوة نائب رئيس الوزراء لتوجيه رسالة محبة وسلام وتعليقها على شجرة السلام التي ابتكرتها الجمعية وخصصتها للحضور ليسجلوا رسائلهم تعبيراً عما يجول في خواطرهم، كما دُعي لمشاركة المصممة الجرافيكية والفنانة الكندية ميشيل فايفر في وضع لمسة فنية إلى اللوحة التي صممتها الفنانة عكست من خلالها معاني السلام، كما قام بتكريم رعاة المؤتمر، وتسلم هدية تذكارية من المحاضرة الرئيسية في المؤتمر ب.ك. جيانتي.
العدد 4541 - الأربعاء 11 فبراير 2015م الموافق 21 ربيع الثاني 1436هـ