العدد 4540 - الثلثاء 10 فبراير 2015م الموافق 20 ربيع الثاني 1436هـ

زيديون عراقيون ينتقمون مع الكشف عن فظائع "داعش"

 انقلب بعض أعضاء الأقلية اليزيدية في العراق على جيرانهم العرب ونفذوا عمليات انتقامية دموية ضد سكان قرى سنية يعتقدون أنهم كان لهم دور في الفظائع التي ارتكبها مقاتلو تنظيم داعش بحق طائفتهم.

ويكشف اليزيديون العائدون إلى المنطقة التي كانوا يعيشون فيها في الشمال عن مقبرة جماعية تلو الأخرى تمثل أدلة على ما حدث خلال حكم "داعش" منذ أغسطس/ آب الماضي حتى تم طرد مقاتلي التنظيم في أواخر العام الماضي.

والأن بدأ البعض يثأر لهذه العمليات. وقال أكثر من عشرة سكان من السنة لـ"رويترز" إن جماعات مسلحة من اليزيديين شنوا أربع غارات على قراهم في سنجار قبل أسبوعين وقتلوا 21 شخصا على الأقل. واختفى 17 شخصا آخرين وأصبحوا في عداد المفقودين.

وقال ظافر علي حسين البالغ من العمر 41 عاما وهو من سكان قرية سيباية إحدى القرى التي تعرضت للهجمات "كان عملا انتقاميا من جانب اليزيديين." وأضاف "الهدف هو طرد العرب من المنطقة حتى لا يبقى سوى اليزيديين. فهم يريدون تغيير الخريطة".

وعانى اليزيديون بشدة بعد الهجوم السريع لـ"داعش" في العراق العام الماضي. وقتل مئات بأيدي المتشددين السنة الذين يعتبرون اليزيديين من عبدة الشيطان ووقع آلاف في الأسر واستبيحت النساء.

والذين أمكنهم لاذوا بالفرار في حرارة الصيف في نزوح جماعي وهو ما ساعد في الإسراع بحملة ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة ضد الجماعة الجهادية في كل من العراق وسوريا.

لكن العمليات الانتقامية كشفت كيف خلقت هجمات "داعش" انقسامات بين الطوائف الدينية التي تعايشت معا على مدى عشرات السنين وقلبت قرية على الأخرى وصنعت أعداء من الأصدقاء السابقين. كما أنها تبين مخاطر العنف عندما تتمكن جماعات أخرى أجبرتها "داعش" على النزوح مثل التركمان والشاباك الشيعة والمسيحيين من العودة إلى أوطانهم.

وفي الأسبوع الماضي تم اكتشاف رفات أكثر من 40 يزيديا في حفرتين مخضبتين بالدماء في شمال غرب العراق.

ويقيم سكان قرية سيباية الأن في قرية أخرى على بعد نحو 45 كيلومترا ويقولون إنهم ساعدوا اليزيديين على الهرب في أغسطس وخبأوا حاجياتهم لحمايتها رغم أن المتطرفين عاقبوا الذين اكتشفوا أنهم يفعلون ذلك.

لكن اليزيديين من مجمع كوهبل القريب يقولون إن العرب في القرى المحيطة انحازوا إلى تنظيم داعش ونهبوا ممتلكاتهم وشاركوا مشاركة نشطة فيما وصفوه بأنه محاولة إبادة جماعية.

وأقر سكان سنة بأن عددا من الرجال من سيباية انضموا إلى المتشددين لكنهم قالوا إنهم إما قتلوا أو فروا إلى سورية عندما طردت قوات البشمركة الكردية مقاتلي "داعش" من المنطقة في ديسمبر/ كانون الأول.

وبعد استعادة السيطرة صادرت قوات البشمركة أسلحة من سكان قرى عربية بدأوا يتلقون تهديدات من اليزيديين بلغت ذروتها في الهجوم على سيباية وشيري يوم 25 يناير/ كانون الثاني.

وفي اليوم التالي نهب مسلحون يزيديون قريتي خازوكة وصاير العربيتين القريبتين اللتين كان سكانهما قد فروا بالفعل وأشعلوا فيهما النار.

"يوم الحساب"

وكان معظم سكان سيباية البالغ عددهم 1000 نسمة نياما عندما دوت طلقات الرصاص في إشارة على وصول قافلة عسكرية ترفع العلم الكردي. في البداية اعتقدوا أن قوات البشمركة أو الشرطة السرية الكردية التي تعرف باسم الأسايش وكلاهما يجند يزيديين محليين تقوم بعملية تفتيش روتينية.

وجاء اثنان من اليزيديين أحدهما يرتدي الزي العسكري إلى منزل نواف أحمد البالغ 31 عاما وأمره بتسليم مفاتيح سيارته وبطاقة هويته.

وسأله الشخص الذي يرتدي الزي العسكري وهو يشير إلى مولد كهرباء "من صاحبه؟" ورد أحمد قائلا أن صديقا يزيديا عهد إليه به. وقال الشخص الاخر وهو يضع المولد في سيارة أحمد ويقودها بعيدا "أنتم جميعا داعش".

وبدأت سيارات مدنية تتوافد من اتجاه مجمع كوهبل ونهب رجال قال سكان القرى العربية إنهم يزيديون من المنطقة ما استطاعوا من الأجهزة المنزلية والسيارات والماشية.

وقالت نساء ان المهاجمين الذين كان بعضهم يرتدي الزي العسكري والبعض الآخر الملابس المدنية أخذوا عنوة الخواتم من أصابعهن وسرقوا الأشياء الثمينة من جيوبهن. وفر كثيرون اختبأ بعضهم في واد قريب. وقال من بقوا إنهم شاهدوا الرجال ينتشرون في سيباية ويسكبون البنزين قبل أن يشعلوا النار في القرية وأحرقوا عدة مسنين في منازلهم.

وكان خضر أحمد وهو راع عمره 35 عاما يعاني من إعاقة عقلية يرعى قطيعه على مشارف سيباية عندما أسرعت سيارة نحوه. وراقب شقيقه الأكبر إدريس من على بعد رجلا خرج من سيارة وأطلق الرصاص على خضر وهرب بأغنامه.

واصطحب إدريس شقيقه خضر في وقت لاحق إلى المستشفى في مدينة دهوك الكردية حيث يرقد مصابا بجرح في جانبه الأيمن منذ الأسبوع الماضي.

وفي نفس الجناح بالمستشفى يرقد ستة آخرون من سكان القرية أصيبوا في الهجوم بينهم رداد البالغ 11 عاما الذي ضرب بالرصاص مرتين. وقال والده "كأن يوم الحساب جاء".

وبينما كانت سيباية تحترق انتقل مسلحون إلى شيري التي تبعد كيلومترين إلى الجنوب حيث راقب عبد الله محمد (60 عاما) الدخان المتصاعد من القرية المجاورة. ووجه أحد المتشددين ماسورة بندقية آلية نحو صدر محمد وأمره بالخروج. وقال محمد وهو يتذكر إنه سأله "أين أذهب ؟" ورد عليه قائلا "إلى جهنم". وقال محمد "نحن الدولة اليزيدية" مضيفا انه نجا لان أحد المهاجمين كان يعرفه شخصيا وسمح له بالفرار.

وكان جمعة مرعي أقل حظا فقد قتل بالرصاص أمام زوجته. وقالت "شاهدت ما حدث بعيني."

وعندما حل الليل وانسحب المسلحون عاد سكان من القريتين لانتشال قتلاهم في حماية البشمركة.

وقال سكان لـ"رويترز" انه من بين 10 جثث تم انتشالها من سيباية ثلاث منها لنساء مسنات. وكانت أربع جثث محترقة أحداها لأحد المسنين المقعدين. وعثر على 11 جثة في قرية شيري.

ما بعد الكارثة

اتهم القرويون الذين تحدثت إليهم "رويترز" المقاتل اليزيدي قاسم شيشو بالتورط في الهجمات. وشيشو القريب من الحزب الديمقراطي الكردستاني أكد انه كان في سيباية وشيري لكنه نفى ان رجاله هم المسؤولون عما حدث.

وقال لـ"رويترز" بالهاتف "تقاليدنا لا تسمح بهذا النوع من السلوك" وحمل "متطرفين" يخدمون أجندة أجنبية المسؤولية وذلك في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني المنافس وكذلك الفصيل المنبثق عنه في سوريا الذين يقاتلون في سنجار وشكلوا ميليشيا يزيدية هناك.

ويقول حزب العمال الكردستاني إنه ليس له علاقة بما حدث.

وحمل المدنيون اليزيديون السلاح أثناء الحصار الذي فرضه مقاتلو الدولة الاسلامية واستمر عدة شهور لجبل سنجار في العام الماضي. ولقوات البشمركة الكردية وميليشيا الاسايش وجود في المنطقة.

ويتفق العرب واليزيديون أن سنجار لن تكون أبدا كما كانت قبل مجيء "داعش" عندما كانوا أصدقاء يزرعون الأرض معا. ولم يعد كثير من اليزيديين يثقون في البشمركة للدفاع عنهم بينما العرب الذين نزحوا حديثا وجميعهم من عشيرة الجحيش قالوا انهم سيعودون الى قراهم فقط إذا فصلت قوات كردية فعليا بينهم.

وقال رجل يزيدي عمره 60 عاما من كوهبل كان يجلس داخل خيمة في معسكر بإقليم كردستان "لم يعد ممكنا بالنسبة لنا أن نعيش معا بعد الان." وأضاف "لا يمكن الثقة في العرب وخاصة الجحيش: الجحيش أعداؤنا."

وقال إن القرى العربية تستحق أن تهاجم "لقد دمروا منازلنا ولذلك نريد أن تدمر منازلهم أيضا".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 7:53 ص

      المهمشين

      ما يروح فيها الا الفقاره الله ينعل داعش اقصد ثوار العشائر والمهمشين !

    • زائر 17 | 6:33 ص

      أنتم من جيتم على أنفسكم

      ....... .. .....هم من تحالفوا مع داعش ويستحقون أكثر من ذلك .. ....

    • زائر 15 | 6:10 ص

      مع الأسف

      في العراق مع الأسف شارك الطائفيون من أ..........داعش في جرائمهم ضد بقية المكونات ظنا منهم بأنهم سيكونون دولة ....
      ولكن بعد تمكن داعش بدأت نفسها داعش تنتقم منهم وكل الأطياف التي حاربها داعش بدأت تنتقم من مواقف السنة المتعاطفين مع داعش
      هل سبي النساء والقتل المجاني والسلب والنهب وتشريد الناس سينساه الإنسان العراقي
      كل نفس بما كسبت رهينة
      وجاء يوم الحساب
      ولا ننس كيف أشعلوا الطائفية في المدن ذات الأغلبية.....تحت مسمى العشائر ثم نرى ................غيرهم يجوبون مناطق العراق ويقتلون أهل العراق

    • زائر 13 | 4:50 ص

      ألحين صار إيران

      مو من قبل كلكم تئيدون وترسلون مساعدات، و تصفقون لهم، ولما إنتقموا صارت إيران. مو >>> راز وجهه في سوريا و مصور مع أطفال الدواعش. إحنا ما نرضى باللي يصير بس هذه ردة فعل طبيعية، >>>> ولكن راح ضحيتها الأبرياء.
      الله يجنب الأمة الإسلامية هول الحروب

    • زائر 11 | 4:17 ص

      لكل فعل ردة فعل

      لان داعش ما قصروا فيهم من جدي بينتقمون من السنة لانهم وقفوا لأسف مع داعش
      طبعاً مو كل السنة.
      مثل ما تدين تدان.

    • زائر 9 | 4:11 ص

      بنت عليوي

      يستاهلون لأنهم هم من بدأ، يوم دخلو داعش عشان يصيدون اليزيديين العرب السنه هم اول من دل على اليزيديين كونهم ساكنين في نفس المنطقة، لدرجة حتى الأصدقاء اليزيديين ماسلموا من اصدقائهم السنه والجار ما سلم من جاره السني، من بدأ بالغلط فليتحمل نتائج أفعاله، شاب وشيوخ ونساء سبيت واغتصبت بسبب تشهير السنه العرب بالأيزيديين وهناك فيديو عرض في احدى القنوات عن يزيديين ناجون يحكون عن صدمتهم من العرب السنه كونهم يعيشون مع بعض ولهم منهم أصدقاء وأنساب وجيران، الأنتقام ناتج طبيعي لما حصل لهم من غدر

    • زائر 7 | 3:31 ص

      لا للتفرقة بين المسلمين كلنا أمة واحدة

      بالعكس هناك عدو واحد فقط عدو أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله
      هم الصهاينة والتكفيرين احذروهم

    • زائر 5 | 3:22 ص

      ايزيديين

      الايزيديين وليس اليزيديين وحاشا هم ان يكونوا يزيديين

    • زائر 3 | 3:14 ص

      .......التعليقات

      ايران والشيعة هم مسمار جحا اللي يعلقون فيه افعال داحش الفضيعة ومن يؤيدهم . الله ينتقم من اعداء الاسلام وكل الاديان بريئة مما يفعلوه سواء بالمسلمين وبغير المسلمين .

    • زائر 2 | 2:40 ص

      ابراهيم الدوسري

      مساكين اهل السنة اذا فروا من انتقام الشيعة وقعوا في جور اليزيدين ناهيك عن ظلم الحكومة الشيعية في العراق وسوريا

    • زائر 4 زائر 2 | 3:15 ص

      شكلكم ماتقرون الموضوع

      يقول لك انتقاما لان اللي تبكي علشانهم قتلوا المئات من الايزيدين ، صار لينا كم شهر واحنا نسمع ان داعش بمساعدة اللي تبكي عليهم قتلوا المئات وهجروا الألوف وحاصروهم في سنجار وسبوا نساء الايزيدين واطفالهم وباعوهم واللي تزوج منهم اربع والحين نشوف تعليقك البرئ ، ليش ما كتبت شي عن مايفعلة داعش ومن يتبع داعش من قبل ؟ هل هؤلاء في نظرك لايستحقون العيش والحياة بكرامة؟

    • زائر 8 زائر 2 | 3:33 ص

      المشكلة

      المشكلة بان ولي الامر هو من يرسل الطائرات لقتل اهل السنة والجماعة

    • زائر 1 | 2:28 ص

      ايران المشكلة

      ايران تود ابادت سنة العراق

اقرأ ايضاً