أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، أخيرا، حكما ابتدائيا بالسجن لسعوديين حتى 29 سنة، لإدانة أحدهما بالتستر على مخطط لعمليات إرهابية تستهدف المملكة، كان ينوي القتيل أبو مصعب الزرقاوي، قائد تنظيم القاعدة بالعراق، تنفيذه، وإرسال تقارير مشبوهة عن أبرز علماء المملكة إلى القتيل أسامه بن لادن، وأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الأم في أفغانستان، وكذلك قادة «القاعدة» بالعراق، بحسب ما أفادت صحيفة الشرق الأوسط في عددها اليوم الأربعاء (11 فبراير/ شباط 2015).
وأقر المدان الذي حكم عليه بالسجن 29 سنة، والمنع من السفر مددا مماثلة لسجنه، بكتابة تقرير عن أبرز العلماء بناء على طلب أحد قاده تنظيم القاعدة في أفغانستان، ويدعى عطية الله، إذ قام الأخير بإيصاله إلى القتيل أسامة بن لادن، زعيم التنظيم (آنذاك)، وكذلك أيمن الظواهري الزعيم الحالي، كما قام المدان بإرساله إلى قادة تنظيم القاعدة في العراق، وذلك لتحقيق أهداف مشبوهة. وأضاف في إقراره: «تسلّم المدان رسالة كسب تأييد عدد من رجال الدين في السعودية، ودعم التنظيم الإرهابي في أفغانستان، وذلك من القيادي عطية الله، إذ كان المدان ينوي القيام بنشرها على رجال الدين». واعترف المدان بتستره على معلومات تفيد بعزم القتيل أبي مصعب الزرقاوي، قائد تنظيم القاعدة في العراق، القيام بعمليات إرهابية في داخل المملكة، وذلك على غرار العمليات الإرهابية التي نفذها الزرقاوي في الأردن والعقبة، لا سيما أن المدان كان على تواصل عبر شبكة الإنترنت مع القسم الإعلامي لتنظيم القاعدة في العراق إبان تولي الزرقاوي القيادة هناك، وذلك بهدف دعم تنظيم القاعدة في داخل المملكة.
وأدين بالتواصل مع عطية الله القيادي في «القاعدة» بأفغانستان، وذلك من أجل إيصال رسالة إلى بن لادن، مفادها طلب المساعدة لعناصر تنظيم القاعدة في السعودية، وذلك بعد مقتل عدد من قيادات «القاعدة» وعناصرهم في الداخل، نتيجة تضييق الخناق الأمني، وإحباط كثير من المخططات الإرهابية، التي كانت على وشك التنفيذ، كما وجهت إليه تهما باستقبال رسالة بريدية من أحد قادة تنظيم القاعدة وكنيته «غريب الديار»، وهي تمثل المجموعة الإرهابية التي نفذت تفجيرات سيناء، الذين أبلغوا المدان بأنهم في حالة ضعف بسبب مقتل أميرهم.
وتولى المدان مهمة المدير التنفيذي لما يسمى بـ«الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية»، التي تهتم بفكر التنظيم الإرهابي ومنهجه، والدعوة إليه، والتستر على جميع المسؤولين والعاملين بالجبهة بعدم الإبلاغ عنهم، وكان يستقبل مواد إعلامية عن تنظيم القاعدة عبر المعرف «أبو أسيد الفلوجي» العائد له بقصد نشرها عبر شبكة الإنترنت وتمريرها لأحد مسؤولي الجانب الإعلامي للتنظيم الإرهابي في الخارج، ونشرها في منتديات التنظيم وهي (الحسبة، والبراق، والإخلاص).
وانضم المدان إلى مركز التوحيد الإعلامي (مركز الفجر للإعلام)، الذي يعنى بالتنسيق بين الجهات الإعلامية الرئيسية العاملة على شبكة الإنترنت، التابعة لتنظيم القاعدة، بقصد توحيد الجهود لتحقيق أهداف التنظيم الإرهابي داخل المملكة وخارجها، ومعرفته بالعاملين بالمركز، وعلاقته بهم وتستره عليهم بعدم الإبلاغ عنهم.
وشارك المدان في تمرير معلومات إلى المسؤول الإعلامي لتنظيم القاعدة بالسعودية عن وجود أجانب ورجال مخابرات، في أحد الفنادق بمحافظة جدة بقصد استهدافه من قبل التنظيم القاعدة، كما أصدرت المحكمة حكما ابتدائيا بالسجن 12 سنة، والمنع من السفر مددا مماثلة لسجنه، لسعودي أدين بالتخطيط على تهريب عدد من الموقوفين بسجن المباحث العامة برأس تنورة (شرق المملكة)، وإخراجهم بطريق التهريب إلى العراق، للمشاركة في القتال الدائر هناك، والتستر على بعض المنفذين لعملية التفجير الذي وقع في مصفاة بقيق النفطية، كما تسلل إلى الأراضي السعودية نحو اليمن بطريقة غير مشروعة.