التزمت قناة «العرب» الصمت، ولم ترد على قرار وقف نشاطها في البحرين، بموجب القرار الصادر أمس الأول الإثنين (9 فبراير/ شباط 2015) عن مجلس الوزراء.

وحظي القرار البحريني المعني وقف نشاط القناة تفاعلاً كبيراً من مختلف وسائل الإعلام، فقد نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية في عددها، أمس الثلثاء (10 فبراير 2015)، عن مراقبين قولهم إن أسباب إيقاف عمل القناة تتعلق ببث برنامج من الرياض يتناول الشأن الداخلي السعودي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على موضوع الإخوان المسلمين، وهو ما يتعارض بشكل مباشر مع اتفاقية الرياض التي وقعتها دول مجلس التعاون، إضافة إلى تصريحات مدير عام القناة الإعلامي جمال خاشقجي بأنه لا يمانع في ظهور أبو بكر البغدادي على شاشة قناة «العرب»، مما فهم منه أن القناة قد تكون منصة إعلامية لتنظيم «داعش»، وهو ما يتنافى مع الجهود الدولية والإقليمية للحرب على الإرهاب.

وأمام ذلك قال وزير شئون الإعلام عيسى الحمادي لـ «الشرق الأوسط»: إن المخالفة الرئيسية لقناة «العرب» في المقام الأول، هي عدم حصولها على التراخيص اللازمة، والأمر الآخر عدم استكمال المتطلبات الفنية والإدارية حتى تمارس القناة نشاطها بما يتوافق مع القوانين السارية واللوائح المنظمة للمجال الإعلامي والاتفاقيات الخليجية والدولية وبما يتناسب مع الوضع الراهن إقليميّاً ودوليّاً من حرب حازمة ضد الإرهاب.

وعن عدم وجود قانون ينظم البث التلفزيوني في مملكة البحرين، قال وزير شئون الإعلام إن لدى مملكة البحرين قوانين متعددة بما فيها قانون المطبوعات والنشر بالإضافة إلى حزمة من القرارات المتعلقة بهذه القوانين، كما هناك اتفاقية قانونية تحكم عمل القناة في مملكة البحرين بما فيها التصاريح التي يتطلبها العمل.

ونفى الحمادي إغلاق القناة بسبب ظهور القيادي في جمعية الوفاق المعارضة خليل المرزوق على شاشة القناة في ساعة بثها الأولى، وقال: إن ذلك لا علاقة له بإيقاف بث قناة «العرب».

وقالت «الشرق الأوسط» إنها تواصلت مع مسئولين في قناة «العرب»، إلا أنهم اعتذروا عن عدم التعليق على قرار السلطات البحرينية، كما اعتذروا عن عدم الكشف عن الخطوة التالية للقناة أو وجهتها الجديدة.

الى ذلك، قالت صحيفة «الحياة» السعودية أمس إن فصول حكاية قناة «العرب» في البحرين انتهت أمس، مع إعلان هيئة شئون الإعلام في البحرين رسميّاً وقف نشاط القناة، «لعدم حصولها على التراخيص اللازمة قبل ممارسة عملها».

وتحدثت الصحيفة عن أن مفاوضات إدارة القناة مع الجهات الرسمية في البحرين لم تنفع في تفادي إقفال الملف، فيما يتركز الاهتمام الآن على مصير القناة بين نقلها فوراً إلى مدينة أخرى أو إنهاء المشروع برمته. وذكرت مصادر أن القناة متمسكة بطاقم عملها في وضعهم الوظيفي إلى أن يتخذ قرار النقل خلال الفترة المقبلة.

وانطلقت قناة «العرب» التي يملكها الأمير الوليد بن طلال، ويديرها جمال خاشقجي، من مقرها في مملكة البحرين في (1 فبراير/ شباط 2015) بنشرة أخبار، واستغرق بثها عشر ساعات فقط قبل أن يصدر قرار الإقفال وينفذ فوراً.

وطوى القرار تسريبات أفادت بأن القناة لم تتركز في البحرين إلا بعد تفاهم شامل بين مالكيها والجهات الرسمية البحرينية، يتناول حتى التفاصيل، ويعزز هذه التسريبات نقل المقر الرئيسي لمجموعة «روتانا» إلى المنامة.

وكان المسئولون في هيئة الإعلام في البحرين ونظراؤهم في قناة «العرب» التزموا الصمت طوال الأيام الفاصلة بين وقف البث في (2 فبراير 2015) وإعلان وقف القناة في (9 فبراير 2015)، ولم يدلِ الطرفان بمعلومات، لكن قناة «العرب»، عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عزت وقف البث - في بادئ الأمر - إلى أسباب إدارية وفنية، فيما أكد مسئولون بحرينيون دعمهم للقناة.

إلى ذلك، أثير موضوع غلق القناة أثناء المؤتمر الصحافي اليومي لوزارة الخارجية الأميركية أمس الأول. ورفضت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي التعليق في البداية، لكنها تحت إصرار سؤال لأحد الصحافيين، علقت: «قرأنا تقارير وسائل الإعلام فيما يخص وقف السلطات البحرينية نشاط قناة العرب، وكما تعلمون فإن حرية الإعلام، والقضية الأكبر فيما يخص حرية التعبير، تعتبر حجر الزاوية في مجتمع مفتوح، وهي من الأمور التي نعمل على تعزيزها بالتعاون مع الحكومات».

من جانب آخر، نشر موقع «سي إن إن» عدداً من التغريدات على موقع «تويتر» لبعض الشخصيات التي علقت على قرار إيقاف قناة «العرب»، اذ برزت تعليقات الإعلامي داوود الشريان الذي سخر من الموضوع واصفاً ما جرى بأنه «عرس مسيار».

وقال الشريان عبر حسابه على موقع تويتر، إن «من تعود يبيع سلحب، وش الله حاده يبيع فول وتميس». وأضاف في تغريدة أخرى «ابونية غلب ابونيتين»، كما كتب «ايش لك في الحرب يا صندل» وهي عبارة تقال عادة للذي يجلب الاساءة أو الضرر لنفسه.

وقد أثارت تعليقات الشريان ردود أفعال كثيرة من المغردين، بين مؤيد ومستنكر لحديثه، كما اعتبر آخرون إن اقفال القناة يؤثر على سمعة البحرين.

وفيما يأتي بعض التعليقات التي برزت على «تويتر»:

فقد قال @AklAlbahli: «مع الأسف من يفرحون بإغلاق صوت إعلامي بحجج واهية لا يمكن أن يقدموا نصحاً صادقاً لصانع القرار الخليجي». وكتب رئيس تحرير صحيفة «الوسط» @MANSOOR_ALJAMRi أن: «وقف قناة العرب يؤثر على سمعة البحرين». وعلق @mrflasho قائلا: «قصة قناة العرب وانطلاقتها واغلاقها في نفس اليوم - يبين لك كيف أن العرب يجتمعون مليون مرة مع بعض ولا يفهمون بعض ولا يتفقون». من جهته، كتب @ALGHIAMAH: «مصدوم لدرجة لا توصف وأنا أقرأ (تغريدات) فيها شماتة بإيقاف (#قناة_العرب)...! والصدمة تتضاعف؛ لأنها صادرة من إعلاميين كبار» أما @DrAl_Lawati فقال: «من انجازات #قناة_العرب أنها ربما تدخل موسوعة غينيس كأسرع القنوات الفضائية إطلاقاً وإغلاقاً!!».