انتهت «القصة التي تهمك» بعد إعلان مجلس الوزراء يوم أمس الاثنين (9 فبراير/ شباط 2015) موافقته «على توصية الهيئة العليا للإعلام والاتصال بشأن وقف نشاط قناة العرب التلفزيونية»، وذلك لـ «عدم استكمال القناة المذكورة للتراخيص اللازمة والمتطلبات الفنية والإدارية قبل ممارسة نشاطها في مملكة البحرين»

وفور إعلان وقف القناة، اشتعل موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بتغريدات المتابعين مستخدمين عدة انواع من الهاشتاق، من بينها «وقف_قناة_العرب». وتنوعت التغريدات بين مؤيد ومعلق وساخر، وحتى كان من بينها الشامت بالقناة.

وتوقف بث البرامج الترويجية على قناة «العرب» في الساعة الثالثة عصراً، كما تعطل الموقع الإلكتروني للقناة، من دون أن يصدر أي بيان عن إدارتها حتى كتابة هذه السطور.

مجلس الوزراء: وقف نشاط قناة «العرب» بناء على توصية الهيئة العليا للإعلام والاتصال... وصدمة كبيرة تصيب العاملين بالقناة

المنامة - ريم خليفة، صادق الحلواجي

قالت وكالة أنباء البحرين (بنا) أمس إن مجلس الوزراء «وافق على توصية الهيئة العليا للإعلام والاتصال بشأن وقف نشاط قناة العرب التلفزيونية وذلك للمبررات التي ساقتها الهيئة المذكورة وعرضها وزير شئون الإعلام بشأن عدم استكمال القناة المذكورة التراخيص اللازمة والمتطلبات الفنية والإدارية قبل ممارسة نشاطها في مملكة البحرين».

وقال وزير شئون الاعلام عيسى عبدالرحمن الحمادي إن قرار وقف بث قناة العرب، التي تتخذ من المنامة مقرّاً لها « تم بناءً على عدم حصول القناة على التراخيص اللازمة قبل ممارسة عملها في مملكة البحرين، وإن ممارسة القناة نشاطها يجب أن يتوافق مع القوانين السارية، واللوائح المنظمة للمجال الإعلامي والاتفاقيات الخليجية والدولية، وبما يتناسب مع الوضع الراهن إقليميّاً ودوليّاً من حرب حازمة ضد الإرهاب».

واكتفى الحمادي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس الإثنين (9 فبراير/ شباط 2015) عقب جلسة مجلس الوزراء عن وقف قناة العرب بصورة «مؤقتة أم دائمة»، بالقول: إن القناة «أوقف نشاطها»، ولم يفصح عن أي معلومات إضافية.

وقال الحمادي: «سبق أن أعلنت هيئة شئون الإعلام أن هناك إجراءات إدارية وفنية يجب أن تستكمل من جانب القناة قبل استئناف بثِّها، ولذلك أوقفت، وقد تم توضيح ذلك في بيان نشرته القناة وكذلك الهيئة في وقت سابق. وما حصل حديثاً، حدوث دراسة لموضوع القناة وورود توصية من جانب الهيئة العليا للإعلام رُفعت إلى مجلس الوزراء بناء على كل المعطيات الخاصة بالموضوع، فالقرار بات واضحاً، القناة لم تحصل على التراخيص اللازمة قبل ممارسة عملها في مملكة البحرين، وقد تم اتخاذ الإجراء بوقف النشاط».

وجدد التأكيد على أن «عدم حصول القناة على التراخيص اللازمة قبل ممارسة عملها، وهو ما يعد مخالفة للقوانين السارية في مملكة البحرين، ترتب عليه اتخاذ اجراء وقف نشاط القناة». وشدد الوزير على «ضرورة حصول أية مؤسسة إعلامية على الرخص اللازمة قبل مزاولة نشاطها».

صدمة كبيرة للعاملين

خبر وقف قناة «العرب» انتشر حوالي الساعة الثانية والربع بعد ظهر أمس وتسبب في «صدمة كبيرة» لجميع العاملين في القناة، الذين يبلغ عددهم الإجمالي نحو 300 شخص، يمثل البحرينيون قرابة 20 في المئة منهم.

وفي الثالثة عصراً انقطع بث البرامج الترويجية التي كانت تعرضها القناة منذ توقيف البث في فجر 2 فبراير 2015. وحينها أعلنت القناة عبر حسابها على «تويتر» وفي اعلان على شاشتها «توقف البث لأسباب فنية وادارية» مؤكدة «سنعود قريباً إن شاء الله».

وبحسب مصادر «الوسط»، فإن الصدمة التي أصابت العاملين، أمس الإثنين (9 فبراير 2015)، كان سببها موجة التفاؤل التي سادت قبل يوم من الإغلاق عندما انتشرت أنباء داخل القناة عن احتمال حل الموضوع، وعليه استمر العاملون جميعاً في العمل، كما لو أن البث مستمر على الهواء. غير أن انتشار الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهر أمس تسبب في احباط كبير واكتئاب وذهول لهول المفاجئة.

وقد اجتمعت الإدارة مع العاملين بعد انتشار الخبر، وطلبت من الجميع التوجه الى منازلهم، ووعدت بالتعامل الحسن مع العقد المبرم معهم في وقت لاحق، وبحسب التطورات والترتيبات التي يجب على القناة اتخاذها بعد تحديد خياراتها النهائية.

بيان هيئة شئون الإعلام

وكان البيان الذي وزعته هيئة شئون الإعلام، بعد ظهر أمس عبر «بنا»، وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة مدهشة، ذكر أن وقف نشاط قناة «العرب» جاء لـ «عدم حصولها على التراخيص اللازمة قبل ممارسة عملها في مملكة البحرين».

وقالت الهيئة في بيانها إنها «سعت لدعم القناة في استكمال المتطلبات الفنية والإدارية، وأن تمارس القناة نشاطها بما يتوافق مع القوانين السارية واللوائح المنظمة للمجال الإعلامي والاتفاقيات الخليجية والدولية، وبما يتناسب مع الوضع الراهن إقليميّاً ودوليّاً من حرب حازمة ضد الإرهاب، وجاء هذا السعي من منطلق أهمية دعم النشاط الإعلامي وتعدديته وحريته المرتكزة على قيم المهنية والموضوعية، إلا أنه لم يتم استيفاء تلك المتطلبات؛ ما استدعى الهيئة العليا للإعلام والاتصال اتخاذ الإجراء المناسب والتوصية لمجلس الوزراء بشأنه».

وأوضحت الهيئة أنها «حريصة على التزام جميع المؤسسات الإعلامية بالقوانين والأنظمة واللوائح والاتفاقيات ذات الصلة لتمارس دورها وأنشطتها بما يحافظ على حقوق جميع الأطراف».

وأكدت هيئة شئون الإعلام «استمرارية دعمها لكل المؤسسات الإعلامية الخاصة لممارسة عملها في مملكة البحرين وفق القوانين السارية»، وجددت «ترحيبها بمساهمة المؤسسات الإعلامية الخاصة في قطاع الإعلام والاتصال بما يساهم في رفد التوجهات الوطنية لزيادة فرص العمل النوعي للمواطنين والنمو الاقتصادي المستدام».

نفي العلاقة بين وقف قناة «العرب» باستضافتها قياديّاً في المعارضة

من جانب آخر، نفى وزير شئون الإعلام لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) العلاقة بين قرار وقف قناة «العرب» وبين استضافة القناة عند بدء بثها في (1 فبراير 2015) القيادي بالمعارضة البحرينية خليل المرزوق، مشدداً على أن القرار «جاء لعدم حصول القناة على التراخيص اللازمة قبل ممارسة عملها في البحرين».

وشدد الوزير على أن «الموقف الحالي هو إغلاق القناة نظراً إلى عدم استكمال المتطلبات الفنية والإدارية».

وكانت قناة «العرب» التي يملكها الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، تم تعليق بثها بعد ساعات محدودة من انطلاقها في الأول من فبراير/ شباط الجاري، وذكر حينها أن قرار تعليق البث جاء لأسباب فنية وإدارية.

وربط بعض المتابعين بين قرار الربط وبين استضافة القناة القيادي بجمعية «الوفاق» المعارضة خليل مرزوق حيث قام الأخير علناً بانتقاد قيام السلطات البحرينية بسحب الجنسية من 72 شخصاً... في حين ربط عدد آخر من المتابعين القرار بالمحتوى الذي ستقدمه القناة وخاصة فيما يتعلق بالحرب الدائرة ضد الإرهاب في المنطقة، حيث إن مدير القناة جمال خاشقجي صرح بإمكانية استضافة أبو بكر البغدادي، قائد ما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش)، إذا ما أراد الظهور الإعلامي، وهو ما يعني إعطاء منصة إعلامية للحركات الإرهابية.

وفي رده على سؤال لـ «د ب أ»، عن سبب سماح السلطات البحرينية بالأساس لقناة العرب بالانطلاق والبث قبل استكمال التراخيص، قال الوزير: «لقد كان البث لساعات محدودة، وعندما اتضح عدم حصولها على تراخيص كانت مطلوبة منها ولم تحصل عليها، جاء قرار تعليق البث، وقلنا حينها ان هناك اشتراطات وتراخيص غير مكتملة».

وتابع «لقد سعينا إلى دعم القناة في استكمال التراخيص والاشتراطات حتى تمارس نشاطها بما يتوافق مع القوانين واللوائح المنظمة للعمل الإعلامي في البلاد... إلا انه لم يتم استيفاء تلك الشروط، ومن ثم جاءت توصية هيئة الإعلام لمجلس الوزراء بالإغلاق».

وردّاً على سؤال عن الموقف اذا ما قام ملاك قناة العرب والمسئولون عن إدارتها باستكمال التراخيص والاشتراطات المطلوبة، اكتفى الحمادي بالقول: «الموقف الحالي هو وقف نشاط القناة».

واستبعد الوزير البحريني أن يؤدي قرار إغلاق القناة إلى «إثارة أي نوع أو درجة من الخوف لدى القائمين على صناعة الإعلام في المنطقة، من ضخ استثمارات ضخمة في البحرين مجدداً»، لافتاً إلى وجود «عدد غير قليل من المؤسسات الإعلامية المحلية والإقليمية والدولية، تمارس جميعاً عملها ونشاطها في البحرين بكل حرية ومن دون رقابة مسبقة».

وشدد الوزير على أن بلاده «تحرص وتشجع كل الأنشطة الاستثمارية الخاصة»، مشيراً إلى «وجود آلاف المؤسسات الخاصة ما بين دولية وإقليمية، تعمل في البحرين في مختلف المجالات، وتمارس نشاطها بلا مشاكل تذكر، وخاصة مع استكمال تلك المؤسسات التراخيص والاشتراطات المطلوبة كل في مجاله».

زيارة وزير الإعلام لقناة «العرب» قبل بدء البث

وكان وزير شئون الإعلام عيسى عبدالرحمن الحمادي زار قناة «العرب» يوم الأربعاء (28 يناير/ كانون الثاني 2015) قبيل انطلاقها.

ونقلت حينها وكالة أنباء البحرين (بنا) تصريحات للوزير قال فيها «إن انطلاق قناة العرب الإخبارية قريباً من البحرين سيشكل إضافة جديدة، ونقلة نوعية في مسيرة العمل الإعلامي العربي وتميزه».

وأضاف لدى زيارته المقر الرئيسي للقناة في مركز البحرين التجاري العالمي بالعاصمة المنامة أن «انطلاق هذه القناة الإخبارية من أرض البحرين يضاف إلى سلسلة الإنجازات والمكتسبات الحضارية التي تشهدها مملكة البحرين».

وأعرب حينها عن «شكره الجزيل لرئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة ومالك قناة العرب صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود على ثقته باختيار مملكة البحرين لانطلاق هذه القناة، والتي تعكس ما تتميز به البحرين من أجواء الانفتاح الإعلامي والشفافية والتطور الديمقراطي، والإمكانات التقنية والبشرية التي تزخر بها البحرين».

وأكد الوزير، خلال تلك الزيارة أن «البحرين بإمكانياتها البشرية والمادية وانفتاحها الاقتصادي تعد مصدر جذب للكثير من الشركات العالمية ومنها الشركات الإعلامية المرموقة، ولاسيما أن البحرين مقبلة على تطورات مهمة في مسيرتها الإعلامية».

وخلال زيارته المذكورة التقى بمدير عام القناة جمال خاشقجي والمدير التنفيذي للموارد البشرية والشئون الإدارية سلطانه الرويلي، واستعرض معهما مجالات التعاون والتنسيق بين وزارة شئون الإعلام وقناة «العرب» في الشئون الإعلامية والإخبارية وتبادل الخبرات بما يخدم المصلحة المشتركة للجانبين».

وأشاد حينها خاشقجي بـ «أجواء الحريات الإعلامية والانفتاح والتقدم التي تتميز بها مملكة البحرين، والمزايا والتسهيلات التي تقدمها إلى جميع المستثمرين في الميادين كافة».

وأكد أن «اختيار العاصمة البحرينية المنامة يأتي انسجاما مع إيمان القناة والقائمين عليها بأن البحرين يمكنها أن تمثل منصة إعلامية قوية في العالم العربي».

وأكد خاشقجي لوكالة «فرانس برس» في وقت سابق أن «العرب» ستكون على مسافة واحدة من الجميع. وقال: «لن نقوم بالاصطفاف الى جانب أي طرف».