العدد 4539 - الإثنين 09 فبراير 2015م الموافق 19 ربيع الثاني 1436هـ

"1965: السنة الأكثر ثورية في الموسيقى" لجاكسون

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

الوسط (فضاءات) - جعفر الجمري 

تحديث: 12 مايو 2017

في كتابه ""1965: السنة الأكثر ثورية في الموسيقى"، يوصِّف أندرو غرانت جاكسون، أهمية منتصف ستينيات القرن العشرين (1965)، باعتباره العام الأكثر ثورية في تاريخ الموسيقى في الولايات المتحدة الأميركية، وكثير من دول أوروبا.

بقدر ما أن فترة الستينيات كانت تموج بالكثير من حركات الحقوق المدنية المطالبة بوضع حدٍّ لحالات الفصل والتمييز العنصري في الغرب، (خاصة أميركا)، تزامن ذلك أيضاً مع نشوء وقيام حركات فنية متعددة التوجُّه والأساليب في تناولها لطبيعة موضوعات زمنها، باعتبارها انعكاساً لها، ومعبّرة عن حركة عصرها.

التاريخ الأميركي كان الأكثر جدلاً في ستينيات القرن الماضي. يكفي أنه كان متزامناً؛ بالإضافة إلى حركة الحريات المدنية، مع حرب فيتنام، واغتياليْن: الرئيس جون كينيدي ومارتن لوثر كنغ. كانت الموسيقى الشعبية تعبيراً حقيقياً عن طبيعة ذلك الزمن.

كانت موسيقى التويست، والأخير، رقص تم تطويره مستوحى من موسيقى الروك. انتاب جزء من العالم جنون ذلك الرقص في أواخر خمسينيات القرن الماضي، وتمتع بشعبية كبيرة، ورأى فيه بعض النقاد أنه يحوي كمَّا من الاستفزاز، وبروز موسيقى الروك أند رول أيضاً، ودخول الآلات الموسيقية الكهربائية وتحديداً في العام 1967، إلى فرقة بيتر، بول وماري، التي ظهرت أسطواناتها على قائمة الموسيقى الشعبية العشر الأكثر نجاحاً. كل ذلك كان بمثابة تحوُّل كبير في الثقافة والأساليب الفنية والتعبيرية. وعلينا هنا ألاَّ ننسى الدور الكبير الذي لعبه واحد من أهم موسيقيي ذلك الجيل، بالنقلات النوعية والكبيرة التي أحدثها بمفرده في الموسيقى الشعبية، أخذاً بها إلى العصر الحديث لموسيقى الروك. إنه بوب ديلان.

ديفيد كيربي، وتوماس دن، كل على حدة، كتبا عرضين للكتاب في صحيفة "واشنطن بوست" يوم الجمعة (6 فبراير/شباط 2015)، تورد "الوسط" أهم ما جاء فيهما.

أخبرني إحصائي ذات مرة بأن عمله بسيط جداً: أشياء توشك على الحدوث في فترات منتظمة، على رغم أن الفاصل الزمني أحياناً يكون أطول وأحياناً يكون خلاف ذلك. وهذا ما يفسر لماذا تبرز هنالك أنواع من السيطرات من حين لآخر تبدو أعمق وأشمل من غيرها، على رغم أنه من المفيد دائماً أن يكون لديك رفقاء أذكياء، ممن يمكنهم أن يُظهروا لك الأشياء التي قد فاتتك.

هذا ما يفعله أندرو غرانت جاكسون هنا. إذا كنت ممن عاش في العام 1965 وأنت تنظر إلى تلك الفترة في صورة استرجاعية، ستقف على أهمية الدقة والوضوح لديه، ومن المحتمل أن يشكِّل ذلك بعضاً من التداخل من قبيل "أنا لا أتذكر ذلك. النوع الأول من يتذكر ذلك، وهل فعلاً حدث ذلك في ظرف 12 شهراً؟".

حسناً، ماذا حدث في العام 1965؟ بالنسبة إلى المبتدئين، كان ذلك عام بوب ديلان، جيمس براون، وفيه اخترع الفانك، وهو نوع من الموسيقى الأفرو - أميركية ظهرت في الولايات المتحدة نهاية ستينيات القرن الماضي. استوحي الفانك من موسيقى السول والجاز وهو يختلف عنهما بسيطرة الجزء الإيقاعي (غيتار، البيس والدرمز) مصحوباً بتوقفات موسيقية مع تواجد آلات النفخ النحاسية والساكسوفون، كما ظهرت psychedelia، وهو الاسم الذي يطلق على ثقافة فرعية لمجموعة من الناس تستخدم عقاقير الهلوسة، وأسلوباً من الأعمال الفنية والموسيقى التي تبعث على الخدر، مستمدة من تجربة عملت على تغيير الوعي باستخدام صور مشوهة للغاية وسريالية، ومؤثرات صوتية وكثير من الصدى، والألوان الزاهية، والأطياف والرسوم متحركة (بما في ذلك اللوحات) في محاولة الاستحضار والنقل إلى المشاهد أو المستمع تجربة الفنان أثناء استخدام هذه العقاقير، تجارب فيها شيء من نفحات التصوف الشرقي، إضافة إلى تجذر الموسيقى الشعبية الريفية. لكن المشهد الموسيقي بأكمله كان مضاء بواسطة رشقات نارية من الابتكارات التي تم إطلاقها مثل قنابل مضيئة من قبل الجميع، ابتداء من البيتلز مروراً بـ "بردس"، وبيتش بويز وفناني موتاون، وعلى ما يبدو كل فنان وفرقة تراوح أعمالهم، وبمثابة مزيج من كل أولئك.

بطبيعة الحال، حراك الناس كان أكثر من إنجاز الموسيقى في تلك الأيام، وجاكسون أوجد سياقاً يضع الموسيقى بين بقية الفنون ورهن المجتمع ككل. على سبيل المثال، في العام 1965، أشار جاكسون إلى أن "الأفلام هي دائماً وبالتقريب ذات نهايات سعيدة، إلا إذا كانت مصنوعة من قبل أجانب". لكن الحرب في فيتنام كانت تحتدم، والمعركة من أجل الحقوق المدنية أصبحت أكثر عنفاً، ومن جانبهم، سعى المتظاهرون إلى إلغاء الفصل العنصري في المرافق العامة وإلغاء اختبارات محو الأمية التي صُمِّمتْ لإبقاء السود بعيداً عن التصويت (يقول جاكسون كان هناك سؤال واحد يطرح على الناخبين المحتملين، "كم عدد الفقاعات في لوح من الصابون؟!").

الأمر الرئيسي بالنسبة إلى العام 1965، وبكلمات جاكسون، هو "لم يكن في وسعك أن تفتح الراديو، دون الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية الجديدة".

الآن، أصبحت الموسيقى الجديدة وبإيقاع سريع شكلاً من أشكال الفن للكبار، ولهذا السبب يبدو سيمون وغارفانكيل بمثابة "أصوات الصمت" تظهر في هذه القائمة جنباً إلى جنب مع مارفين غاي في "الناس تتأهب" والأغنية المؤرقة لسام كوك "التغيير سيأتي".

يشار إلى أن "الرولينج ستونز"، فرقة روك موسيقية إنجليزية تشكَّلت في مدينة لندن العام 1962، من الأعضاء: ميك جاغر، وكيث ريتشاردز، وبرايان جونز، وبيل وايمان، وتشارلي واتس. تأثرت الفرقة بفنانيْ البلوز والروك الأميركييْن: تشك بري ومدي ووترز.

يُذكر، أن المغني والملحن والشاعر والفنان الأميركي بوب ديلان، من مواليد 24 مايو/أيار 1941. شخصية مؤثرة في الموسيقى والثقافة الشعبية لأكثر من خمسة عقود. عرفت كلمات أغنياته بالمزاوجة بين الحكمة والاحتجاج، حفَّزه على ذلك أنه كان من الطبقة العاملة والمضطهدة. وجدت حركة الحقوق المدنية للأفارقة الأميركيين في بعض كلماته وأغانيه نشيداً للحركة، والحركة المناهضة لحرب فيتنام. كموسيقي, باع ديلان أكثر من 100 مليون أسطوانة في جميع أنحاء العالم؛ ما يجعل منه واحداً من الفنانين الأكثر مبيعاً. تلقى ديلان وسام الحرية الرئاسي من الرئيس باراك أوباما.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:17 ص

      الحل بسيط

      والله غربلتونا وما عارفين ويش تسون..والحل بسيط وسهل تطبيقة وتنحل كل مشاكل المرور من مخلفات وازدحامات وكل شي .مقترحي سحب رخص السياقة من النساء وجعلها خاصة فقط لرجال حالنا مثل المملكة العرببة السعودية وراح تنحل كل مشاكل المرور واغلب مشاكل البحرين والدليل جارتنا السعودية احد سمع عندهم المشاكل الي عندنا

    • زائر 2 زائر 1 | 2:45 ص

      متخلف

      الله يهديك.. الظاهر ما رحت السعودية عشان تعرف سياقة السعوديين!

اقرأ ايضاً