علق الاتحاد الأوروبي أمس الإثنين (9 فبراير/ شباط 2015) فرض عقوبات جديدة ضد موسكو قبيل قمة لوضع خطة سلام بشأن أوكرانيا تنهي القتال المستمر منذ عشرة أشهر في شرق البلاد.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الاتحاد الأوروبي قرر تعليق فرض عقوبات جديدة ضد أفراد في روسيا وذلك لتحسين فرص نجاح القمة الرباعية بشأن أوكرانيا المرتقبة الأربعاء في مينسك.
وقال فابيوس للصحافيين في بروكسل «سنبقي على مبدأ العقوبات لكن تنفيذها سيرتبط بالوضع على الأرض» مضيفاً أن «مبادرة السلام الأخيرة تظهر أن الأمور بدأت تتحرك».
وكان يفترض أن يوقع وزراء الخارجية الأوروبيون رسمياً على قرار إضافة 19 شخصاً على لائحة العقوبات على خلفية دعم روسيا المفترض للمتمردين الموالين لها في شرق أوكرانيا.
وجاء الإعلان فيما يجتمع مسئولون من أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا لإجراء محادثات تحضيرية في برلين قبل القمة المرتقبة في العاصمة البيلاروسية الأربعاء لدفع اتفاق السلام قدماً.
وأكدت متحدثة باسم المجلس الأوروبي الذي يمثل الدول الأوروبية، على حسابها على تويتر «إرجاء التطبيق إلى 16 فبراير للإفساح في المجال أمام الجهود الدبلوماسية الجارية».
وقرر الأوروبيون في 29 يناير/ كانون الثاني توسيع اللائحة السوداء للأشخاص المستهدفين بتجميد أرصدتهم وبمنع السفر إلى الاتحاد الأوروبي، أثناء اجتماع طارئ بعد قصف الانفصاليين الموالين لروسيا لمدينة ماريوبول والذي أسفر عن سقوط 30 قتيلاً على الأقل.
وهذه اللائحة الجديدة التي تضم 19 شخصاً من روس وانفصاليين، إضافة إلى تسع كيانات، والتي تم تحديدها بعد بضعة أيام على مستوى سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ستتم المصادقة عليها أثناء اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل.
لكن في إطار قمة متوقعة الأربعاء في مينسك وتضم الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بترو بوروشنكو والفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بهدف التوقيع على اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، أرادت بعض الدول منح السلام فرصة.
لكن الرئيس الروسي حذر الأحد من أن «عدداً من النقاط» لا يزال بحاجة لتوضيح قبل إمكانية عقد القمة.
وغادرت المستشارة الألمانية إلى واشنطن لبحث مبادرة السلام الأوربية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، في إطار الجهود الدبلوماسية المكثفة لوقف تصعيد الوضع في أوكرانيا فيما يدرس البيت الأبيض احتمال تسليم أسلحة إلى كييف.
ومبادرة السلام هدفها وقف النزاع في شرق أوكرانيا الذي أدى إلى مقتل 5400 شخص منذ أبريل/ نيسان 2014.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن الاقتراح يشمل إقامة منطقة منزوعة السلام ما بين 50 و 70 كلم بشأن خط الجبهة الحالي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شيفر إن هدف محادثات مينسك سيكون «وقف إطلاق النار لإنهاء القتال وبالتالي خلق الظروف المؤاتية لمحادثات سياسية».
والمواضيع المطروحة على الطاولة تشمل مسائل بشأن مستويات الحكم الذاتي الإقليمي وانتخابات في المستقبل في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين كما أضاف.
وأعلن الجيش الأوكراني أن 1500 جندي روسي ومواكب عسكرية عبرت إلى البلاد في نهاية الأسبوع.
وأجرى القادة الأربعة، ميركل وبوتين وهولاند وبوروشنكو، صباح الأحد «محادثات هاتفية مطولة»، واعتبروا أن القمة المرتقبة هي خطوة للتوصل إلى «تسوية متفاهم عليها» تنهي النزاع، وفق ما أعلنت برلين.
وفي الولايات المتحدة يواجه الرئيس الأميركي ضغوطاً سياسية لتزويد الجيش الأوكراني بالسلاح وتعزيز قدراته الدفاعية.
وتعتقد العديد من الدول الأوربية ومن بينها ألمانيا أنه لن يكون بمقدور السلاح تغيير المعادلة على الأرض بين كييف والانفصاليين المدعومين من روسيا، بل أنه ببساطة سيساهم في تصعيد النزاع الذي أسفر في أقل من عام واحد عن مقتل 5400 شخص على الأقل.
كذلك أعلنت واشنطن أنه قد يتم فرض عقوبات إضافية على روسيا. ولكن في هذا المجال أيضاً تواجه واشنطن خلافاً مع حلفائها الأوروبيين، إذ تسعى لفرض إجراءات عقابية أقسى بحق روسيا، لكن الكرملين حذر أوروبا والولايات المتحدة من استخدام لغة التهديد بتسليح كييف في محاولة لدفع بوتين نحو توقيع اتفاق بشأن أوكرانيا.
العدد 4539 - الإثنين 09 فبراير 2015م الموافق 19 ربيع الثاني 1436هـ