تُوفّي صباح السبت (7 فبراير/ شباط 2015) الأكاديمي والمفكّر التربوي جليل إبراهيم العريّض، عن عمر ناهز 82 عاماً، وما نقول إلاّ رحمك الله يا أبا إياد، وجعل قبرك نوراً كما نوّرت على أبناء البحرين العلم الذي كان سلاحاً لهم ضد الفتن والإرهاب، وإلى جنان الخلد منعّماً بإذن الله.
والعريّض لمن يعرفه، هو أحد أوائل وأبرز الأكاديميين في البحرين، إذ درس البكالوريوس في الجامعة الأميركية في بيروت، ومن ثم نال شهادة الماجستير في الستينيات والدكتوراه في السبعينيات من انجلترا. وكان الفقيد أحد الذين اختارهم المدير العام لمنظمة اليونسكو للشئون الأكاديمية في العام 1980، ليكون واحداً من 32 عالماً وخبيراً من أنحاء العالم للاجتماع في مقر اليونسكو بباريس، لوضع تصوراتهم بشأن الاتجاهات التي يُفضل إنتاجها لتطوير محتوى التعليم العام على مستوى العالم للعقدين 1980 – 2000.
وقد شغل العريض العديد من المناصب التعليمية، من بينها مدير المعهد العالي للمعلمين العام 1966، ووكيل وزارة التربية والتعليم من العام 1974 حتى 1982.
لقد برز نجم جليل العريض في الزمن الجميل من الستّينيات والسبعينيات، عندما كان للمعلّم هيبة وقوّة، وكان التعليم يمثّل أهم الأولويات في البحرين، فلا تجد خرّيجاً من ذاك الزمن، إلاّ وقد استوفى كامل المهارات والخبرات والمعارف، لتعلم بأنّك في بلد متقدّم في المجال التعليمي.
وبرحيل الفقيد يغيب جندي من جنود التعليم القدامى، الذين طالما فخرنا بهم وبمجدهم وعطائهم اللامتناهي، ونحن لا نعرف جليل العريّض معرفة شخصية، ولكن سطور التاريخ تكلّمت عنه من خلال الآباء والأجداد، ويكفينا شرفاً بأنّ هذه العائلة التي تضرب جذورها في البحرين حتّى النخاع، لا تُهدينا إلا المفكّرين والفلاسفة والأطباء والعظماء.
نريد الرجوع إلى أولوية الاهتمام بالتعليم وبما نغذّي به فكر أبنائنا، فهم اليوم في أمس الحاجة للتعليم والتربية، ويكفينا التدهور الشديد في المواد الرئيسية كالرياضيات واللغة العربية، فنحن نتفاجأ من الإحصائيات عن مدى مستوى أبنائنا في هاتين المادّتين بالذات، ولا نعلم إن كان القصور من ولي الأمر أو المعلّم، ولكننا نحمّل المعلم المسئولية كاملة في تشرّب هذه المواد، وليعذرنا المعلم في هذا الشأن، إذ أنّنا تعلّمنا ونهلنا العلم من معلّماتنا وكانت أمّهاتنا أمّيات لا يقرأن ولا يكتبن، ولكن كان صرح التعليم بيد المعلّم يشكّل به الطالب كيفما يشاء.
وبالطبع السبعينيات والثمانينيات كان المعلّم يدرّس بحبّ وشغف، لا ملل ولا كلل ولا تذمّر، وما يخرجه من البيت إلاّ حب التعليم والعطاء، أمّا اليوم فنجد في الساحة بعض المعلّمين والمعلّمات الذين لا يهمّهم التعليم ولا التربية، فما هي إلاّ وظيفة بـ 8 ساعات ليرجع إلى البيت وينسى كلّ شيء!
لا نقول الجميع على هذا المنوال، فهناك من يعمل بإخلاص، ويعطي بإخلاص، ويعلّم ويربّي بإخلاص وان تمّ إجحاف حقّه، وهؤلاء للأسف الشديد منسيّون في أغلب الأحيان، إذ لا يظهر إلاّ ذاك المعلّم الذي تراه يحصل على امتياز في أوراقه، ولكن لا نعطيه حتّى صفراً في إدارته الصفّية أو عطائه.
نطلب من وزارة التربية والتعليم أن تسمّي إحدى المدارس باسم جليل العريّض تخليداً لذكراه، كما نتمنّى منها حفر اسمه داخل كتب التاريخ هو وبقيّة عظماء البحرين، ممّن قدّموا فكرهم وأفنوا حياتهم في خدمة العلم والتعلّم من أجل الوطن الغالي. كما نطلب منها القيام ببعض التقييمات الحقيقية للمعلّم وأدائه، واتّخاذ الإجراءات الصارمة بحق كل من تسوّل له نفسه العبث بمستقبل الأبناء، لأنّهم هم المخرّبون والإرهابيون المُغفل عنهم دائماً!
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4538 - الأحد 08 فبراير 2015م الموافق 18 ربيع الثاني 1436هـ
والنعم في عائلة العريض كلهم
ويكفينا شرفاً بأنّ هذه العائلة التي تضرب جذورها في البحرين حتّى النخاع، لا تُهدينا إلا المفكّرين والفلاسفة والأطباء والعظماء.
صدقت ولهم منا كل التحية والتقدير فهي عائلة شرفت البحرين في العديد من المحافل ولكن للأسف لا نراها نالت من التقدير ما تستحقه في هذا البلد
انتين ويش دراش
ويش دراش انه راح الجنة؟
سخف
والله عيب عليك ان كنت تعرفي العيب ان تكتبي هذا التعليق السخيف عن رجل معطاء، وأمر الجنة والنار بيده سبحانه وتعالى
صقر الخليج
قف للمعلم وأوفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا