أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر مساء أمس الأحد (8 فبراير/ شباط 2015) عن موافقة القوى السياسية في اليمن، ومن بينها جماعة «أنصار الله» الحوثية، على العودة إلى الحوار واستئناف المفاوضات، مضيفاً أن الحوار سيستأنف صباح اليوم (الإثنين).
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، دعا من الرياض أمس إلى إعادة شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي استقال بسبب سيطرة الحوثيين على صنعاء، معتبراً أن الوضع في اليمن «يتدهور بشكل خطير».
صنعاء - أ ف ب
وافق المسلحون الحوثيون أمس الأحد (8 فبراير/ شباط 2015) على العودة إلى طاولة المفاوضات تحت إشراف المبعوث الأممي جمال بنعمر اليوم (الإثنين)، بعد أن واجهتهم موجة إدانات واسعة شملت الداخل والخارج إزاء قراراتهم بحل الحكومة والبرلمان.
وصرح بنعمر للصحافيين في صنعاء «يسعدني أن أخبركم أنه وبعد مشاورات مع الأطراف السياسيين وتواصلنا المباشر مع السيد (زعيم الحوثيين) عبدالملك الحوثي وافقت الأطراف على استئناف المشاورات للتوصل إلى حل سياسي يخرج اليمن من الأزمة الحالية».
وأضاف «إنني أرحب بهذا التوجه الإيجابي وأعلن لكم أن الجلسات تستأنف يوم غد (اليوم) التاسع من فبراير». وحلَّ الحوثيون البرلمان في «إعلان دستوري» يوم الجمعة الماضي وشكلوا لجنة أمنية عليا لإدارة شئون البلاد أمس الأول (السبت) إلى حين تشكيل مجلس رئاسي، في خطوة قالوا إنها تهدف إلى ملء الفراغ بعد استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس وزرائه خالد بحاح الشهر الماضي.
وسعى الحوثيون إلى تصوير الخطوة بأنها تهدف إلى القضاء على تهديد تنظيم «القاعدة» الذي له وجود قوي في شرق وجنوب اليمن.
وقوبلت هذه الخطوة بإعلان معظم الأحزاب السياسية اليمنية، بما في ذلك حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي اعتبر حليفاً للحوثيين في الفترة السابقة، رفض التدابير الأحادية «الثورية» التي أعلنها الحوثيون.
ساد التوتر أمس خصوصاً في جنوب وجنوب شرق البلاد حيث أكدت السلطات المحلية «عدم الاعتراف» بالسلطة التي يفرضها الحوثيون و «رفض الإعلان الدستوري».
وفي هذه الأثناء، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «بإعادة شرعية» الرئيس اليمني المستقيل، معتبراً أن الوضع في اليمن «يتدهور بشكل خطير جداً». وقال بان كي مون في الرياض إن «الوضع يتدهور بشكل خطير جداً مع سيطرة الحوثيين على السلطة وتسببهم بفراغ في السلطة». وأضاف «يجب أن تتم إعادة شرعية الرئيس هادي». وجاءت تصريحات الأمين العام بعد إجرائه محادثات مع العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وأضاف أن الوضع في اليمن «كان موضوعاً رئيسياً» في محادثاته في المملكة حيث التقى أيضاً الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ووزير النفط علي النعيمي.
وأعرب بان كي مون عن القلق «إزاء قيام الحوثيين والرئيس السابق صالح بتقويض عملية الانتقال السياسي» في اليمن. والسبت اعتبرت دول مجلس التعاون الخليجي ما فعله الحوثيون «انقلاباً» على الدستور. وصرح مسئول في مؤتمر الأمن في ميونيخ أن واشنطن وحلفاءها في دول الخليج «لا توافق» مع خطط الحوثيين.
من ناحيته أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس «رفضه انقلاب» الحوثيين على «الشرعية الدستورية في اليمن»، محذراً من تزايد أعمال العنف في هذا البلد. ودعا العربي في بيان إلى «ضرورة احترام الشرعية في اليمن»، مؤكداً «رفضه التام لما أقدمت عليه جماعة الحوثيين من خطوات تصعيدية أحادية الجانب».
وذكرت السلطات المحلية في جنوب وجنوب شرق البلاد أن قوات الأمن والجيش في محافظات عدن وأبْيَن ولحج وشبوَة والضالع وحضرموت ترفض الإعلان الدستوري الذي فرضه الحوثيون. ويشهد الجنوب تكثيفاً للحراك المطالب بالانفصال، خصوصاً بعد سيطرة الحوثيين على زمام الأمور في صنعاء.
ويطالب قسم كبير مما يعرف بـ «الحراك الجنوبي» بالانفصال عن الشمال والعودة إلى «دولة الجنوب» التي كانت مستقلة حتى العام 1990.
وفي مأرب الغنية بالنفط بوسط البلاد (شرق صنعاء) أعلن نائب المحافظ عبدالواحد نمران لوكالة «فرانس برس» أن شيوخ القبائل تعارض بقوة الإعلان الدستوري و «يتشاورون بشأن سبل مواجهة أي تطورات». وأكدت مصادر محلية في مأرب أن القبائل المسلحة بقوة تستعد لمواجهة أي محاولة للحوثيين للتمدد نحو منطقتهم الغنية بالنفط. وأكد «مجلس شباب الثورة السلمية»، وهو التجمع الشبابي الذي قاد الانتفاضة ضد نظام صالح في العام 2011، أنه يدعو «كل اليمنيين ودول الخليج والعالم أجمع إلى عدم الاعتراف بهذا الانقلاب وإدانته، وعودة الشرعية ومؤسسات الدولة الانتقالية المدنية والعسكرية والأمنية للعمل لإنجاز ما تبقى من المرحلة الانتقالية للوصول للاستفتاء على الدستور وصولاً للانتخابات العامة».
العدد 4538 - الأحد 08 فبراير 2015م الموافق 18 ربيع الثاني 1436هـ