العدد 4536 - الجمعة 06 فبراير 2015م الموافق 16 ربيع الثاني 1436هـ

المخرج محمد جاسم... أفلام قليلة وإبداع كبير

رحل بعد صراع مع «الهودجكن»

عن عمر ناهز 34 عاماً، وبحصيلة أفلام بلغت خمسة، لم يرَ خامسها النور لوفاة مبدعه، رحل المخرج البحريني الشاب محمد جاسم الذي تألق في السنوات الأخيرة، وهي في الواقع سنوات مرضه، في تقديم أفلام أنيميشن مميزة، أعلنت ولادة موهبة بحرينية فذة سرعان ما فقدت.

بعد صراع مع مرض «الهودجكن» السرطاني، توفي محمد جاسم محمد في أحد مستشفيات لندن، تاركاً سجلاً وبصمة سينمائيين مميزين على مستوى السينما البحرينية والخليجية.

ربما تسبب مرضه الذي داهمه العام 2011 بتدمير خلايا جسده، لكن معاناته مع ذلك المرض ولّدت موهبة فذة ومميزة، ومخرجاً بارعاً متخصصاً في أفلام الأنيميشن القصيرة.

فكرة الدخول في مجال كتابة وإخراج الأفلام جاءت في فترات علاجه الأولى في الأردن، وحين كان يخضع لعلاج كيماوي قاسٍ ينهك جسده. كان لديه متسع من الوقت، يمر عليه بألم شديد. رفض محمد الاستسلام لآلامه تلك، واتته فكرة تقديم فيلم أنيميشن. وضعها. أطلق على فيلمه ذاك «سلاح الأجيال... السلام» The Power of Generations الذي تدور فكرته حول السلام وهو السلاح الوحيد الذي يحفظ الأجيال.

بمجرد عودته إلى البحرين صوره مع الممثل يحيى عبدالرسول. في يوم واحد وفي منطقة الصخير انتهى من تصويره رغم وهن جسده بفعل العلاج الكيماوي الذي تعرض له لشهور أثناء فترة علاجه في الأردن.

حصد فيلمه ذاك عدداً من الجوائر، من بينها جائزة أفضل فيلم للمؤثرات البصرية «الجرافيك» في مهرجان العائلة السينمائي الدولي في هوليوود، وجائزة ثالث أفضل فيلم قصير من مهرجان الخليج السينمائي، وجائزة التميز (Award of Merits) للأفلام التجريبية من مهرجان «Best Shorts» في كاليفورنيا.

شفي محمد نسبياً من مرضه، فتوجه لفيلمه التالي حياة شخص (A Person Life) الذي صوره العام 2012 حول حياة عامل آسيوي في البحرين. كان فيلماً ذا رسالة إنسانية راقية، لكن لم يكتب له كثير من الانتشار.

محمد عاد إلى الأنيميشن في العام نفسه وقدم «آخر قطرة نفط» The Last Drop of Oil، وهو فيلم Stop Motion Animation قدم من خلاله تصوراً لما قد يحدث في حال نضوب النفط من العالم. وتتبع محمد في فيلمه مصير آخر برميل نفط في العالم. شاركه العمل في الفيلم ابراهيم البوعينين كمساعد في التأليف والإخراج، وعبادة الحسن في التصوير.

استغرق العمل على الفيلم فترة طويلة، كان لابد من تجهيز الدمى ثم تصويرها بعد تحريكها في جميع الأوضاع، وتصويرها بالشكل الذي يجعل حركتها طبيعية. استغرق ذلك وقتاً طويلاً وتطلب صبراً ومثابرة، وكان محمد خير من يقوم بذلك، تعود الصبر أثناء مرضه وأثناء تلقيه جلسات العلاج الكيماوي.

حصل الفيلم على جوائز عديدة، من بينها جائزة التميز لأفضل فيلم انيميشن من مسابقة اكوليد كومبيتشن Accolade Competition في كاليفورنيا، والمركز الأول لأفضل فيلم قصير من مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية في دورته الثانية.

العام 2013 هاجم «الهودجكن» محمد ثانية. عاد للعلاج، لكن المرض كان أقوى هذه المرة. على رغم ذلك لم يستسلم محمد، قاوم المرض بالإبداع. تحداه وقرر توثيق صراعه المرير معه عبر فيلم توثيقي. هكذا جاء فيلم «الهودجكن: كيف تجعل المرض صديقاً» العام 2014 ليشرح محمد من خلاله معاناته مع المرض.

بشجاعته البالغة وتمكنه، استطاع محمد من أن يلفت انتباه مشاهدي فيلمه من جمهور عادي ولجان تحكيم في مختلف المهرجانات التي شارك فيها الفيلم.

حصل الفيلم على جوائز دولية وعربية، أهمها جائزة تميز (Award of Merits) من مهرجان «Best Shorts» في كاليفورنيا وجائزة فئة الفيلم المتوسط في الدورة العاشرة لمهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية وجائزتا مهرجان نقش للأفلام القصيرة لأفضل فيلم وأفضل ممثل. كذلك حصل الفيلم على جائزة التميز لإفضل إخراج وجائزة التميز لأفضل فيلم توثيقي في مسابقة اكوليد بالولايات المتحدة الأميركية.

آخر أفلام محمد كان فيلم «اميلون» Amilon، صوره العام 2015، لكنه فيلم لم يرَ النور، ولايزال في مرحلة المونتاج.

العدد 4536 - الجمعة 06 فبراير 2015م الموافق 16 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:53 ص

      رحمك الله

      الله يرحمه ، سيره رائعة مؤسف ان لم نرى وسمعنا لبداعته الا بعد رحيله
      اين تلفزيون و الإعلان عن تغطية مثل هذي الأعمال الفنيه رائعه بدل مايصورن دراما خليجيه من 30 حلقة لقصص حب وفيها مافيها من الكإباه والحزن ، خله يعرضون هذي الأعمال لتبث روح الأمل وتفاؤل في المجتمع ...
      رحمتك الله عليك يافنان إدت نقل رسالة نبيله لمتجمع ، واتمنى انه تصل لجميع كما وصلت لي

اقرأ ايضاً