قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان: «إن تخلص بلاد المسلمين من شبح الاستبداد والقمع السياسي، وإن نجاتهم من المستوى المنحط الاقتصادي، وإن خلاصهم من انتشار التحلل والفساد الأخلاقي الاجتماعي، كل ذلك لا يكون إلا حينما تتحد كلمتهم على التعاون على الخير والإصلاح، المنطلق من الوحي الإلهي، والتعليم النبوي، وحينما يجتمع صفهم على المشاركة البناءة في سبيل الإصلاح الشامل، لكل ما يحقق لهم الرخاء والاستقرار والأمن والاطمئنان».
وفي خطبته يوم أمس الجمعة (6 فبراير/ شباط 2015)، خاطب القطان حكام المسلمين قائلاً: «اتقوا الله - جل وعلا - في شعوبكم، تفقدوا أحوالهم، راعوا مصالحهم، اعدلوا بينهم، أغنوهم عن العوز والحاجة والفقر، أرفقوا بهم، لينوا لهم، حاربوا الفساد الإداري والمالي والأخلاقي، ليكن القضاء على البطالة همكم الأكبر، وشغلكم الأعظم، فالبطالة مهلكة الشعوب، وسبب الفتن والثورات والقلاقل والتطرف والمحن... ولوا على شعوبكم أهل الصلاح والتقوى، احذروا أن تقربوا بطانة السوء، فهم سبب كل بلاء وخراب ودمار، وشواهد التاريخ أكبر عبرة».
وأضاف «اجمعوا - أيها الحكام - كلمة المسلمين على الإسلام الوسطي، ولا تفرقوا بين وحدة الصف، ولا تكونوا سبباً للتفرق والاختلاف».
وتحدث القطان عن ضرورة الائتلاف والاجتماع قائلاً: «يتفق العقلاء في كل مكان، على أن الاجتماع والائتلاف مطلب ضروري، لا غنى عنه لأمة تريد الفلاح وتبغي الصلاح، ومن هنا جاء الإسلام العظيم، بالتأكيد على وحدة الصف الإسلامي، ورعاية التعاون على الخير، والاتفاق والتآخي على جلب المنافع ودرء المفاسد».
ورأى أن «ما تعانيه الأمة الإسلامية اليوم، في بعض بلدنها، بسبب الأحداث والمتغيرات، والقلاقل والفوضى التي لا تخفى على أحد، كل ذلك يتوجب على كل مسلم مهما كانت مرتبته، وتنوعت ثقافته، أن يتقي الله جل وعلا، وأن تكون توجهاته منطلقةً من مبدأ ما يجمع ولا يفرق، وما يؤلف ولا يشتت، مهما وجد لذلك سبيلاً».
وأشار إلى أنه «في ظل حركات التغيير العاصفة بالأمة اليوم، فإنه يجب على أهل السياسة والمسئولية، أن يرحموا أمتهم وشعوبهم وبلدانهم، من شقاء التفرق والتحزب، ومن الاختلاف والتشرذم؛ فالسعادة في اجتماع الكلمة، والصلاح في وحدة الصف، والرخاء في تماسك المجتمع المسلم».
وذكر أن «الاختلاف لا يكون في الإسلام سبباً للتفرق والنزاع والشقاق، ولا سبيلاً للعداوة والكراهية والتباغض، الاختلاف لا يكون في الإسلام سبباً لتهديد الوحدة، ولا شل حركة المجتمع والحياة؛ ولا سبباً لنشر الفوضى في المجتمع، بل الاختلاف - عند الضرورة إليه - ظاهرة صحية يجب أن يقود إلى البحث عن كل وسيلة لترجيح الآراء فيما يجلب المصالح، ويدرأ المفاسد، فبذلك يتحقق رضا الله - جل وعلا - على المجتمع؛ لأنه يحصل بذلك الألفة والاجتماع، وتنبذ الفرقة والنزاع».
ونبه إلى أن «البركة في بلدان المسلمين، وظهور الخيرات في مجتمعاتهم، لا يحصل إلا بالتنازل عن الآراء والأهواء للاجتماع والاتحاد والائتلاف، محذراً من التفرق والخصام، والتحزب وعدم الوئام».
ودعا العرب والمسلمين في جميع بلدان المسلمين، التي أصابتها القلاقل، وأحاطت بها الفتن والمحن، وانتشرت فيها الفوضى والقتال، إلى العودة إلى «وحدة الصف واجتماع الكلمة، احذروا التفرق بكل أشكاله، والتنازع بشتى صوره، تصافوا وتحاوروا، عن طريق القنوات الدستورية المشروعة من المجالس والبرلمانات التي توافقتم عليها، افتحوا جسور التواصل لحل كل مشكلة توجب التنازع؛ فالإسلام جعل الشورى مبدأً من المبادئ التي تصلح بها حياة الجماعة، وجعل أسلوب الحوار سبباً للوصول للنتائج الطيبة».
وشدد على أن «الواجب على وسائل الإعلام وأهل الإعلام: السعي بما يطفئ الفتن، ويجنب إغارة الصدور، والبعد عما يسبب العداوة والبغضاء والكراهية والأحقاد بين أبناء أمة محمد (ص)؛ فلا خير في الجدل الباطل، ولا نفع في اللغط والكذب والتشويه واللغو والتحاليل التي لا تبنى على براهين عقلية، ولا نقول صحيحة، ولا أدلة شرعية».
ولفت إلى أنه «لا معصوم من حاكم ومسئول إلا الأنبياء؛ فالبشر معرضون للجهل وللهوى وللزلل، ولكن مع التشاور بنوايا حسنة، يجعل الله بعد الفرقة ألفةً، وتصلح الأحوال، وتسعد المجتمعات؛ فالنقد الهادف مطلب حضاري، والبيان الناصح ضرورة دينية، وعلى أمة الإسلام أن تستلهم من مبادئ دينها ونصوص شريعتها، ما ينشر بين أبنائها ثقافة الإصلاح، ثقافة احترام الأكابر من حكام وعلماء ووجهاء».
كما حذر إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي من «الخلاف الذي يفضي إلى عداوة وبغضاء وانتقام، فذلك مما يفتح على الأمة شراً عظيماً، ويولد فساداً عريضاً، وما أعظمه عند الله، وما أقبحه في شرعه، أن يتولد بين أبناء المسلمين عند الاختلاف في أمور الدنيا، سفك الدماء وإزهاق الأرواح، وكثرة الجراح، وإفساد الأموال والمقدرات».
وأكد أن «على العقلاء من الحكام والعلماء والمثقفين والمفكرين وأهل السياسة، أن يسعوا بكل وسيلة للإصلاح ورأب الصدع، وتذكروا واجبكم، فما الذي يجعل المسلمين أمام العالم متفرقين ومتنازعين، وقد فرض عليهم في دينهم فرضًاً جازماً، أن يتوحدوا على كتاب الله وهدي رسول الله (ص)».
وقال: «لم يكن العنف بأشكاله المتعددة القولية والفعلية سبيلاً لإدارة حوار، أو طريقاً لإنهاء اختلاف أو فرض مطالب؛ فأساليب الفحش والدهاء والتآمر، لا تولد إلا شراً ودماراً وفساداً لا يقره الإسلام البتة».
وأفاد بأن «أي مجتمع إسلامي لابد أن يقع له من الأزمات والمشاكل والصعوبات ما يستوجب اختلاف وجهات النظر، ولكن عندما يحل الانفعال والتعصب محل العقل الراجح؛ فإن أي حوار حينئذ سيسير به الهوى إلى تهاتر وسباب واتهامات، وتراشق بالشعارات، وانتصار للاتجاهات والأحزاب والجماعات، والمكونات، فحينئذ تقع داهية التفرق والتنافر، فتنطلق وقتها حملات التشهير والافتراق؛ فيصبح الخلاف في الرأي حينئذ انشقاقًاً مذموماً في الإسلام، يستحيل حينئذ معه الحوار البناء المثمر صلاحاً وإصلاحاً».
العدد 4536 - الجمعة 06 فبراير 2015م الموافق 16 ربيع الثاني 1436هـ
سمعتوون
سمعتوون يا مسؤلوون هاده واحد منكم ينصحكم بالعدل بين الناس شيعة وسنه ليش هاده الظلم الشعب يريد حقه المسلووب ليش تعتقلونه وتحكمونهم بسنين هل هاده يرضى الله الى تشبعوون من ظلم الناس هاده الخير الي فى البلد من عند الله للجميع وليس لفئة معينه والله ياخد الحق المسلوووووب
ههههههه
شكلك ولا قريت شي يقول لك بالتعاون والإصلاح تفهم