العدد 4535 - الخميس 05 فبراير 2015م الموافق 15 ربيع الثاني 1436هـ

الشهيد حمد يوسف جناحي

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تخرّج الشهيد حمد يوسف جناحي من جامعة العلوم التطبيقية في المملكة الأردنية الهاشمية، ورجع إلى البحرين ليعمل في جامعة العلوم التطبيقية، وقد تمّ توظيفه رئيساً للعلاقات العامة في الجامعة، وكانت له أهداف وخطط وحياة يحلم بها.

إلاّ أنّه لم يعرف بأنّ ذلك اليوم الذي سافر فيه لحفل زواج صديقه هو آخر أيّامه في الحياة، ففي مساء التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2005 حضر جناحي رحمه الله حفل الزواج، ولم يدرِ بأنّ هذا اليوم هو اليوم الذي ستنتهي فيه حياته بالشهادة، ولم يعرف أهله بأنّ حياته ستنتهي بلا رجعة.

يد الخبث والكراهية اندّست باسم الدين والدين منها براء، وهاهو أبو مصعب الزرقاوي يُرسل ساجدة الريشاوي وزوجها وغيرهم من أجل تفجير 3 فنادق في عمّان، وكان في أحد الفنادق ابن البحرين حمد، وما هو إلاّ حبل يشدّه هؤلاء الإرهابيون وينفجر معه الشريط الذي وضعوه حول بطونهم، وما هي إلاّ لحظات حتى تتحوّل قاعة العرس إلى قاعة دم وأشلاء متناثرة هنا وهناك.

ما ذنب حمد جناحي في هذه الأفكار المتطرّفة من قبل مرتزقة كهؤلاء؟ وما ذنب أهله ليفقدوه وهو في ريعان شبابه آنذاك؟ ابن الـ 24 ربيعاً زُفّ شهيداً بعد أن حلم والداه بزفّه معرساً! من سلب حلمه وحلم والديه وإخوته؟

عادل جناحي هو الابن الثاني ليوسف جناحي، مازال قلبه جريحاً لفقدان أخيه، وإلى اليوم لم يتزوّج، فلقد كان والده يريد تزويجه بمعيّة أخيه حمد في ليلة واحدة، وكان ينتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر، ولا نعتقد بأنّه رجع كالسابق، فباستشهاد حمد مات شيء كبير في قلب عادل، ولا نسأل الله إلاّ أن يصبّره، فقناع الابتسام الذي يحمله معه يخذله دائماً، لأنّ الحزن وتذكّر موت أخيه في قلبه كلّ لحظة.

أيضاً لا ننسى في هذه الأيام ابنةً من بنات البحرين، أمل عبدالغفّار، التي كانت تدرس الطب في الأردن، وقد كتب الله لها أن تتأثّر بالجراح التي أقعدتها جرّاء القنابل الناسفة في الفنادق، وغيّرت حياتها وحياة أهلها، وبعزيمتها استطاعت التغلّب على ما صنعه الإرهابيون في جسدها، وما نقول إلاّ أنّ الله هو المنتقم الجبّار الذي سينتقم لها ولحمد ولغيرهم من الأبرياء على ما صنعه دعاة الدين والتديّن، الذين لا دين لهم ولا مذهب.

ونشكر في هذا المحفل سفير البحرين بالأردن ناصر بن راشد الكعبي، الذي قام بالواجب وأكثر، فأهل الشهيد وكثير من العوائل البحرينية إلى يومنا هذا تشكره وتشهد على مواقفه العظيمة معهم، فلقد كان ومازال إنساناً قبل أن يكون سفيراً، وهذه هي الروح الطيّبة والأصيلة لأهل البحرين، التي لا تدع المكانة تحول بينهم وبين أهليهم، بل يثبتون عند المواقف بأنّهم رجال يتحمّلون المسئولية الملقاة على عاتقهم.

57 شهيداً وعشرات الجرحى في تلك الليلة، بسبب فكر شاذ متطرّف ينافي الأخلاق والإنسانية والدين. 57 شهيداً تغيّرت حياة أهلهم، وكانوا ينتظرون العدالة بعد القبض على ساجدة الريشاوي، لأنّها الوحيدة التي لم تمت، فالحمد لله بأنّ حزامها الناسف كان معطّلاً ولم تفجّر نفسها.

وبعد استشهاد معاذ الكساسبة هذا الأسبوع، تمّ إعدام ساجدة التي طالب بها الدواعش، ولكن هذا الانتقام لا يكفي، فهم خدعوا الناس باسم الدين، وقتلوا الأنفس البريئة باسم الدين كذلك، والانتقام منهم يجب أن يكون عسيراً، فلابدّ لنا من الالتفاف من أجل محاربتهم في قعر دارهم، حتّى لا يصلوا إلى ديارنا، وهذا هو الهدف الذي يريدونه.

رحمك الله يا حمد جناحي ألف رحمة، وجعل قبرك روضة من رياض الجنّة، وجعلك مع الشهداء والنبيّين والصالحين والصدّيقين يوم القيامة، فقد كنت ابناً باراً وأخاً باراً، ومع أنّ فقدك صعبٌ جدّاً إلاّ أنّ لك أهلاً يذكرونك في كل صغيرة وكبيرة ولكأنّك لم تمت، وليصبّر الله قلب والديك وإخوتك، فهم مازالوا يذرفون دموع الحرمان والبعد عنك. اللهم آمين.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4535 - الخميس 05 فبراير 2015م الموافق 15 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 1:58 ص

      الإرهاب

      الله يرحم جميع الشهداء ونسأل الله ان ينزل السكينة على ذويهم .. الإرهاب لن ينتهي ما دام هناك من يغذيه ويوفر له الحماية من اجل افكار شيطانية .. الدواعش هم نتاج فكر متطرف .. هم عبدة الشيطان بحسب افكارهم وطقوسهم المنافية للإسلام وللأسف الشديد هم من بيننا خرجوا وآخرون أيضاً سينضمون لهم لاحقاً.

    • زائر 16 | 3:24 م

      السفير المميز والإنسان الطيب

      فعلاً أنا أشهد أن سفير البحرين بالاردن ناصر الكعبي .. إنسان طيب وشهم وسفير مميز جداً بتواضعه وببساطته وخدمته للطلاب البحرينيين ولكل البحرينيين الذين يزورون الأردن للعلاج وغيره .. ألف شكر و أطيب تحية و تقدير لسعادة السفير ناصر الكعبي
      الدكتور خالد أحمد حمود

    • زائر 13 | 6:16 ص

      كربستان

      عرب يقتلون عرباً
      والإسرائيليون يضحكون
      هل رأيتم إسرائيليين يقتلون إسرائيليين ؟

    • زائر 12 | 4:36 ص

      لنكن صريحين و واقعيين

      الارهابي لا يفرق بين سني او شيعي ...
      لكن هل لاخي السني ان يعي؟
      والد الكساسبة لم يتهم داعش الذي احرق ابنهم حيا ... بل اتهم الطيارة الاماراتية !!!!!! في نظرية مؤامرة غريبة و عجيبة
      الى متى ينضج فكر الاخ السني ؟

    • زائر 9 | 1:38 ص

      إلى رحمة الله أخي العزيز

      رحمك الله أخي الغالي حمد جناحي، لازالت تفاصيل تلك الليلة الثقيلة ماثلة في عقلي،تخرجت معه في نفس الدفعة ولكن من جامعة مختلفة، تابعت أخبار التفجيرات الغاشمة منذ حدثت وكنت على أتصال بأصدقائي الطلبة للإطمئنان عليهم، الحمد لله كانوا بخير، وبعد منتصف الليل جائني أتصال أيقظني من النوم وأعلن في مسمعي الخبر الثقيل، تسمر الزمان و كانت الصدمة سيدة الموقف، كان الشهيد لا يعرف من دنس الطائفية شيء فلم يكن حاجز المذهب موجوداً في علاقاته وكان منفتحا ومحبا للجميع
      ملاحظة: المصابة أسمها إيمان وليست أمل

    • زائر 8 | 1:26 ص

      الله يرحم جميع الشهداء

      الله يرحم جميع الشهداء فهم احياء عند ربهم

    • زائر 7 | 1:16 ص

      رحمك الله ياحمد

      عرفته أيام الدراسه بالاردن كان نعم الشاب الخلوق لقد افجعنا رحيله المبكر ونحتسبك شهيد عند الله

    • زائر 6 | 1:04 ص

      رحمة الله عليه

      الهم العن كل من أسس أساس الظلم والجور و اخر تابع لهم علي ذالك و حرفو دينك الذي ارتضيته لعبادك حق انه لفاجعة اليمه .
      الهي انزل علي قلبهم الصبر والسكينة والسلوان أمين وأَلْعَن أعداء دينك الي يوم الدين .

    • زائر 5 | 11:47 م

      زميلك : محمد معتوق الحداد

      الله يرحمك يا حمد... كنت مثالاً للأخلاق النبيلة..عشنا معك في الاردن أيام دراستنا فلم نشهد منك إلا كل الإحترام والمحبة والإبتسامة المشرقة في وجه الجميع..
      رحمك الله يا حمد ..ومسح الله على قلب والديك وإخوتك،وتغمدك الله بواسع رحمته ونحتسبك مع الشهداء إن شاءالله

    • زائر 4 | 11:41 م

      رحمك الله ياحمد جناحي

      وصدق ......لايفرقون بين حمد جناحي وكريم فخراوي والعشيري وصقر والموالي رحمكم الله جميعا.

    • زائر 3 | 11:15 م

      رحمه الله

      حادثة مؤلمة لا تنسي.
      يجب تغيير الثقافة العامة و المغرسات في اللاوعي لأجل الخلاص من هذه الأفكار الهدامة.

    • زائر 2 | 10:55 م

      نعم

      الاسرة التى تحتضن فيها شهيد او تفقد معيلها تتغير حياتها ويتغير اتجاه البوصلة بها لانها اختبرت اكثر الأحداث المؤلمة وبالخصوص حين تبصر الانتهاك لحرمة الجسد الطاهر لأحد ابناؤها او اخوتها فصبرا جميلا والله المستعان

    • زائر 1 | 10:43 م

      الله يرحمه

      الله يرحمه ويصبر اهله
      الدواعش وغيرهم كلهم من صنع وانتاج مصنع واحد وهو صناعة غربية وبادارة ........وهم بعيدين كل بعد عن اسلام وهم مجرمين والله ياخذهم الى جهنم انشاء الله للاسف اكثريتهم مغرين بهم او عمل لهم غسيل مخ للاسف شديد هاي حال المسلمين قليلي فهم بالدين وتعصب

اقرأ ايضاً