العدد 4534 - الأربعاء 04 فبراير 2015م الموافق 14 ربيع الثاني 1436هـ

مخاطر التغيير في طبيعة الإرهاب وتحوله إلى عمل "متاح للجميع"

يبدو ان الارهاب "المتاح للجميع" الذي تطرق اليه وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الثلثاء بعد الاعتداء على جنود اثناء عملهم في مدينة نيس، ينم عن مخاطر من الصعب مواجهتها، وفق ما يرى خبراء.

لم يعد "طلاب الجهاد" بحاجة الى التدريب او السلاح او حتى التعامل مع شبكات ارهابية كلاسيكية، بل باتوا يتحركون اليوم بانفسهم مستخدمين الوسائل المتوافرة لديهم بعدما تحولوا الى متطرفين عبر الدخول فقط الى الانترنت.

هذا ما اعتبره وزير الداخلية الفرنسي أمس الأربعاء (4 فبراير/ شباط 2015) بعد اجتماع لمجلس الوزراء بانه "تغيير في طبيعة الارهاب".

وشرح كازنوف انه "في بداية التسعينات، كان هناك مجموعات منغلقة على نفسها تتحرك آتية من الخارج وتنفذ الاعتداءات. اما اليوم فان 90 في المئة من هؤلاء المنخرطين في انشطة ارهابية داخل الاتحاد الاوروبي يتورطون بذلك بعد الاستخدام المتكرر للانترنت، ان كان مواقع الكترونية او مدونات او اشرطة فيديو. لا يمكننا ان نحارب الارهاب من دون اتخاذ اجراءات لتنظيم الانترنت".

وفي حديث لوكالة فرانس برس يقر الرئيس السابق لوحدة مكافحة الارهاب لويس كابريولي انه "في الحقيقة، ما علينا ان نفهمه هو ان الارهابيين يتصرفون بحسب الظروف وبالاعتماد على ما يمتلكونه".

واضاف "لقد هاجموا صحيفة شارلي ايبدو باسلحة كلاشينكوف لانه من السهل حيازتها. واذا كانوا يستطيعون انزال سيارة تحمل مئة كيلوغرام من المتفجرات في شوارع باريس، فانهم سيقومون بذلك".

والثلاثاء هاجم موسى كوليبالي (30 عاما) ثلاثة جنود يحرسون مركزا اجتماعيا لليهود في مدينة ليل وجرح اثنين منهم مستخدما سكينا فقط. ونقل مصدر مطلع على التحقيق ان كوليبالي اكد كرهه لفرنسا والشرطة والعسكريين واليهود ايضا.

ويقول كابريولي ان "كوليبالي اراد الذهاب للقتال في سوريا وتم منعه، فعاد يحمل معه حافزا من اجل التورط في العنف هنا".

ووفق كابريولي فان "الامر شبيه بما حصل في ايار/مايو 2013" عندما هاجم شاب دورية للجيش في حي وزارة الدفاع في احدى ضواحي باريس. واعتقل الشاب البالغ من العمر 22 عاما الذي اعتنق الاسلام، بعد ثلاثة ايام على الاعتداء.

والامر لا يتوقف هنا، فهناك العديد من الامثلة الاخرى ومنها بحسب كابريولي، "حين قتل بريطانيان جنديا في احد شوارع لندن، قاما بما نصحت به مجلة انسباير (الصادرة عن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية): لقد انقضا عليه بالسيارة وقاما بذبحه".

ونفذ موسى كوليبالي هجومه بعدما نشر تنظيم "الدولة الاسلامية" فيديو يظهر مقاتلا جهاديا محاطا برجال مسلحين وملثمين، ويدعو باللغة الفرنسية المسلمين لمهاجمة عناصر الشرطة والجيش لمصادرة اسلحتهم.

بفضل الانترنت اصبح بوسع تنظيم "القاعدة" واتباعه كما تنظيم "الدولة الاسلامية" حث اشخاص لم يكن هناك يوما علاقة مباشرة معهم سوى عبر فيديوهات منشورة، على التحرك وتنفيذ هجمات.

وعلى سبيل المثال، احمدي كوليبالي الذي هاجم متجرا لليهود في التاسع من كانون الثاني/يناير، اعلن مبايعته لزعيم "الدولة الاسلامية" في تسجيل فيديو، من دون ان يكون لديه اي علاقة بهذا التنظيم.

وبالنسبة لتوماس هيغهامر، مدير الابحاث المتعلقة بالارهاب قي المؤسسة النروجية لدراسات الدفاع في اوسلو، فان ما يحصل عبارة عن "ظاهرة نشهدها منذ سنوات عدة: الارهاب الفردي. هو عبارة عن اشخاص يتحولون الى متطرفين عبر الانترنت وليس لديهم علاقات مع شبكات قائمة ولكنهم برغم ذلك يعتدون".

ويضيف هيغهامر ان "هناك العديد من الامثلة، وبامكاننا ان نطلق على هذه الظاهرة الجهاد الفردي. وهو امر يدعو له القادة الجهاديون منذ مدة. وتنشر مجلة انسباير تلك الدعوات منذ العام 2010: التنفيذ من دون استشارة اي احد".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً