أعلنت مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي أن نائب وزير الخارجية الأميركي السابق، وليام ج. بيرنز، سيتولّى ابتداءً من اليوم الخميس (5 فبراير/ شباط 2015) رئاسة المؤسسة. وهو سيكون الرئيس التاسع للمؤسسة في تاريخها البالغ 105 أعوام.
قبل الانضمام إلى كارنيغي، شغل بيرنز منصب نائب وزير الخارجية لأكثر من ثلاثة أعوام، وهو الدبلوماسي المحترف الثاني فقط الذي يتولّى هذا المنصب. يحمل بيرنز أيضاً رتبة سفير من داخل الملاك الدبلوماسي، وهي الرتبة الأعلى في جهاز الخارجية الأميركي. من بين المناصب الأخرى التي تسنّمها خلال السنوات الثلاثة والثلاثين التي أمضاها في السلك الدبلوماسي: مساعد وزير للشؤون السياسية بين 2008 و2011، وسفير الولايات المتحدة في روسيا بين 2005 و2008، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بين 2001 و2005، وسفير الولايات المتحدة في الأردن بين 1998 و2001.
قال بيرنز، وهو يعلن عن قبوله هذا المنصب: "يسرّني أن أنضمّ إلى كارنيغي، ويشرّفني أن أسير على خطى جيسيكا ماثيوز. منذ أن أعلنت عن تقاعدي من وزارة الخارجية في نيسان/أبريل، فكّرت ملياً في ما أريد أن أقوم به بعد ذلك. وأعتقد أن كارنيغي، مع مراكزها الخمسة حول العالم وموظّفيها وباحثيها الرائعين، تقدّم فرصةً استثنائيةً للاستمرار في الاضطلاع بدور مهم وبنّاء في الشؤون العالمية من خارج إطار الخدمة الحكومية".
وفي هذه المناسبة، قال هارفي فاينبرغ، رئيس مجلس أمناء كارنيغي: "نحن جميعاً متحمّسون جداً لآفاق قيادة بيل لكارنيغي. ففي حوزته فهم لايُقارَع بالشؤون الدولية، وهو يحظى باحترام مختلف ألوان الطيف السياسي، ناهيك عن شبكة العلاقات والاتصالات التي تربطه مع أعلى المستويات الحكومية حول العالم.
تنحّت جيسيكا تاكمان ماثيوز عن رئاسة كارنيغي، بعد أن شغلت هذا المنصب لمدة ثمانية عشر عاماً. وستواصل ماثيوز العمل في مؤسسة كارنيغي بصفتها باحثة أولى متميّزة، مكرّسةً وقتها للبحث والكتابة حول السياسة الخارجية الأميركية والأجندة العالمية.
وفي حفل وداع أُقيم على شرفها مساء الاثنين في واشنطن، وحضرته شخصيات مرموقة في دوائر السياسة الخارجية، قال وزير الخارجية الأميركية جون كيري: "لا أعرف أحداً من جيلنا قادراً على أن يضاهي جيسيكا في مدى اتساع رؤيتها وقدرتها على التقاط الصورة كاملةً – فهي تأخذ في الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والتكنولوجية والثقافية والسياسية والأمنية لأي مشكلة، وتوجزها في سردية واحدة ذات مغزى. إنها ستيفن هوكينغ السياسة العامة، ولطالما كانت متقدّمة على الجميع بأشواط".
مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي هي شبكة عالمية فريدة تتكوّن من مراكز أبحاث تُعنى بالسياسات العامة، مقارُّها في روسيا والصين وأوروبا والشرق الأوسط والولايات المتحدة. مهمّتنا، التي تعود إلى مايزيد عن قرن من الزمن، هي ترقية قضية السلام عن طريق التحليلات وطرح أفكار جديدة في السياسات العامة، والانخراط والتعاون مباشرةً مع صانعي القرار في الحكومات والمؤسسات والمجتمع المدني. مراكزنا، التي تعمل يداً بيد، توفّر فوائد جلّى وثمينة، من خلال وجهات النظر المحلية المتعدّدة التي تقدّمها حول القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية.
أدرج تصنيفُ جامعة بنسيلفانيا الأخير لمراكز الأبحاث في العالم مؤسسةَ كارنيغي في المرتبة الثالثة في العالم وفي المرتبة الأولى لأكثر الأفكار ابتكاراً في مجال السياسات العامة"، من أصل 6800 مؤسسة حول العالم. وقد احتلّ مركز كارنيغي في موسكو ومركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت المرتبة الأولى في منطقتَيهما.