أنهى المركز الطبي الجامعي لمدينة الملك عبدالله الطبية، في قصة نجاح جديدة للقطاع الصحي البحريني، معاناة مواطن أجرى عملية لزراعة العدسة خارج البحرين، ولكن لم يكتب لها النجاح، وحولت حياته إلى مأساة بسبب المشكلات المتعددة في النظر. إلا أن مهارة واحترافية الفريق الطبي بالمركز برئاسة استشارية طب وجراحة العيون البحرينية الطبيبة ندى اليوسف أسهمت في علاج تلك المشكلة، وبعد رحلة علاجية طويلة أصبح يتمتع بنظر حاد وبقوة 6/6.
المواطن حسن أكبر يقول: بدأت هذه التجربة منذ فترة طويلة بعد سفري لخارج البحرين بهدف إجراء عملية زراعة عدسة بالعين، وبعد إتمام العملية والعودة لأرض الوطن بفترة بدأت تظهر مشكلات متنوعة في البصر، حيث اتضح أن العدسة التي تمت زراعتها غير مناسبة لحالتي.
واستطرد قائلاً: «بدأت في مراجعة عدد من الأطباء للوصول إلى حل طبي للتدهور الحاد في الإبصار الذي بدأت أعاني منه، وبعد استشارة عدد كبير من المختصين نصحوني بمراجعة استشارية العيون ندى اليوسف وهو ما تم بالفعل. حيث أكدت اليوسف في البداية ضرورة إزالة العدسة القديمة وإجراء عملية زراعة لعدسة جديدة، ولكن عند إجراء الفحوصات تم رصد تضرر القرنية بشكل كبير، وهو ما يستدعي بدوره إجراء عملية زراعة قرنية».
وتابع أكبر سرد قصته بقوله: «كنت أعلم أن عملية زراعة القرنية من العمليات الدقيقة والتي تحتاج لفريق طبي مؤهل ومركز متخصص، فسافرت إلى الخارج لإجرائها ولكني لم أجد الرعاية أو الاهتمام من جانب الأطباء كما هو الحال في البحرين، فعدت لمراجعة اليوسف وتم التواصل مع بنوك العيون العالمية لتوفير قرنية تتناسب مع عيني».
واكد أكبر أن من أكثر ما نال استحسانه هو حرص الطاقم الطبي على دقة الفحوصات والحصول على قرنية ذات جودة عالية من ناحية عدد الخلايا المبطنة لها قبل إجراء الزراعة، وإخضاعه لعدد من الفحوصات الدقيقة على العين، وهو ما استدعى الانتظار فترة وصلت لثلاثة شهور حتى تمت العملية.
ونوّه الى أنه خضع لعملية إزالة للعدسة القديمة ثم زراعة عدسة صناعية وزراعة قرنية جديدة، وبدأ يشعر بالتحسن في الرؤية تدريجياً حتى وصلت القدرة البصرية لديه حالياً إلى 6/6 من دون نظارات طبية أو عدسات لاصقة، وهي نتيجة مبهرة بعد عملية زرع القرنية، ووصف ذلك بأنه بفضل دقة واهتمام الطبيبة اليوسف، مشيراً إلى أن كثيرا من الأطباء المتخصصين كانوا يؤكدون له مراراً عدم تأكدهم من وصول مستوى بصره إلى تلك الدرجة بعد التدخل العلاجي.
وعن تلك الرحلة العلاجية قال أكبر: «اكتشفت من خلال تلك التجربة أنني لم أعد بحاجة لطلب العلاج خارج البحرين على الأقل في مجال أمراض العيون، لأننا أصبحت لدينا كفاءات طبية وطنية مؤهلة وعلى قدر عال من الخبرة مثل اليوسف، إضافة إلى وجود مراكز صحية مجهزة بشكل متميز لا يقل عن كبرى المستشفيات والمراكز العالمية مثل المركز الطبي الجامعي». معرباً عن بالغ شكره وتقديره للفريق المعالج بالمركز الطبي الجامعي، مشيداً بتميز وخبرة أطباء التخدير والكادر التمريضي على ما قدموه من رعاية واهتمام خلال رحلته العلاجية.
ونصح أكبر المرضى بعدم التسرع في السفر إلى الخارج لطلب العلاج، والبحث عن الطبيب الكفوء والمركز المجهز وخاصة أن البحرين أصبحت حالياً بها مستشفيات ومراكز تضاهي نظيراتها العالمية.
يشار هنا إلى أن المركز الطبي الجامعي لمدينة الملك عبدالله تشغله مجموعة «د.سليمان الحبيب الطبية» وتشرف عليه جامعة الخليج العربي.
العدد 4534 - الأربعاء 04 فبراير 2015م الموافق 14 ربيع الثاني 1436هـ