أثار قتْل تنظيم «الدولة الإسلامية» لطيّار أردني حرقاً صدمة وغضباً عارماً في المملكة الأردنية ما سيمنح تأييداً أوسع لمشاركة عمّان في الحرب ضده بعد انقسام الشارع حولها لعدة أشهر، بحسب محللين.
ووضعت عملية قتل الطيار معاذ الكساسبة حرقاً، في الوقت الحالي على الأقل، حداً لجدل استمر أشهراً منذ الإعلان عن المشاركة في ضربات تحالف دولي ضد التنظيم لتشكل انعطافاً في رأي المعارضين، وسط مطالب بـ «انتقام شديد جداً».
وخرج مئات الأردنيين عقب ساعات من الكشف عن قتل الطيار حرقاً في تظاهرات منددين ببشاعة الجريمة ومطالبين بالثأر، فيما طالب والده صافي الكساسبة في تصريحات صحافية بـ «انتقام شديد جداً من التنظيم وفاءً لدم معاذ». وظهر في زاوية شاشة التلفزيون الرسمي شريط أسود وصورة للطيار فيما استمر منذ إعلان مقتله ببث أغانٍ وطنية وبرامج بشأن الجيش وقدراته.
ويقول الكاتب والباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية، محمد أبورمان، لوكالة «فرانس برس» إن «بشاعة مشهد إحراق البطل معاذ أعطى الأردن دفعة تزيد من الاصطفاف حول الجيش وقيادته وضرورة الانتقام». وأضاف «اليوم هناك توافق كبير في الرأي العام بشأن ضرورة الحرب ضد التنظيم والرد بقوة».
واعتبر أن «المبالغة بالأسلوب في الإعدام ولّد لدى الشارع ردود أفعال عكسية. فقبل ذلك كان هناك انقسام حيال الحرب بين من يؤيدها ومن يعتقد أنها ليست حربنا. أما اليوم، فهناك توافق على ضرورتها». وقال أبورمان إن «الأردنيين وللمرة الأولى يشعرون أنهم في حالة حرب منذ بدء الحديث عن التحالف الدولي والحرب على التنظيم».
وكان «داعش» أعلن في شريط فيديو تناقلته مواقع متطرفة على الانترنت أمس الأول (الثلثاء) أنه أحرق الكساسبة. وتضمن الشريط مشاهد مروعة للرجل الذي ارتدى زياً برتقالياً، وهو محتجز في قفص كبير أسود، قبل أن يقوم ملثم بلباس عسكري بغمس مشعل في مادة سائلة، وأضرم النار فيها.
وتنتقل النار بسرعة نحو القفص حيث يحترق الرجل في ثوان، يتخبط أولاً، ثم يسقط أرضاً على ركبتيه، قبل أن يهوي متفحماً وسط كتلة من اللهيب.
من جهته، يقول المحلل والخبير في شئون الجماعات الإسلامية، حسن أبوهنية إن «بشاعة المشاهد المروعة ستدفع الكثيرين إلى مراجعة حساباتهم وتأييد خيار الأردن مشاركته في الحلف». وأضاف أن «غضب الأردنيين وصدمتهم سيدفع كثيراً منهم إلى حسم خياراتهم باتجاه دعم وإسناد التحالف الدولي ومشاركة المملكة».
ورأى أبوهنية أن الأردن «قد يوسع مشاركته في التحالف ويطلب إعادة النظر في الإستراتيجية التي تبناها الحلف بالاقتصار على الضربات الجوية، فربما يتدخل الأردن برياً ضد التنظيم».
وتابع «هناك إدراك واضح بأن الإستراتيجية كانت بغرض الصد والاحتواء ولا يمكن القضاء على التنظيم إلا عبر التدخل البري».
وتوعد الجيش الأردني بالانتقام من قتلة الكساسبة وأكد أن «دمه لن يذهب هدراً»، فيما أعلنت الحكومة أمس الأول أن رد الأردنيين على «داعش» سيكون «حازماً ومزلزلاً وقوياً».
وأكدت الحكومة في بيان أمس أن «هذه الجريمة النكراء تؤكد بشكل واضح دقة موقف الأردن بدخوله هذه الحرب ضد الإرهاب والتنظيمات الإرهابية باعتبارها حربنا وحرب العرب والمسلمين بالمقام الأول قبل أن تكون حرب الغرب أو أي جهة أخرى».
بدوره، اعتبر الكاتب فهد خيطان أن «جريمة اغتيال الكساسبة بهذه الطريقة ستمنح مشاركة الأردن في التحالف الدولي شرعية شعبية». وأضاف أن «الأسلوب الوحشي الذي تم فيه الإعدام سيوحد الأردنيين خلف الموقف الداعي للانتقام من التنظيم الإرهابي والقصاص منه».
من جهته، استنكر حزب «جبهة العمل الإسلامي»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» الذي يعارض مشاركة المملكة في التحالف الدولي ضد التنظيم «الجريمة البشعة التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحق الأسير الطيار». وأكد أنها «جريمة نكراء... تتعارض مع حقوق الأسير في هذا الدين واحترام كرامة الإنسان».
وقرعت أجراس الكنائس في الأردن ظهر أمس بالتزامن مع صلاة الغائب في مساجد المملكة عن روح «الشهيد 2475» فيما نظمت النقابات المهنية ونقابة الصحافيين وطلاب الجامعات وقفات تضامنية متفرقة.
وأمام ديوان الكساسبة، حيث تجمع المئات للتضامن مع عائلته، قال شقيقه جودت: «نقف كأردنيين جميعاً في خندق واحد خلف القيادة الهاشمية... والجيش العربي، ولن نسمح لأحد أن يمس تراب الأردن».
العدد 4534 - الأربعاء 04 فبراير 2015م الموافق 14 ربيع الثاني 1436هـ
اهل البيت
الله يرحم الطيار معاذ والله يرحم الشهيدة ساجدة والشهيد
شاعة قتل الطيّار الأردني تقود لتأييد أوسع للحرب ضد «داعش»
الله يرحم الطيار ويصبر اهله ؟
اغلب هؤلاء الارهابيين الكفرة عبروا من الاردن لماذا لم توقفهم الدولة ؟
قاعدة سبايكر في العراق قتل منها المئات على يد هذا التنظيم وبالرصاص
والعالم شاهد على ذلك لماذا لم تقوموا لهم . ام لانهم اناس غير ؟