العدد 4533 - الثلثاء 03 فبراير 2015م الموافق 13 ربيع الثاني 1436هـ

في اليوم العالمي للسرطان..قصص الانتصار .. مقابل الارقام المرعبة.. أيهما يربح؟

المنامة ـ جامعة الخليج العربي 

تحديث: 12 مايو 2017

تقف قصص نجاح محاربة مرض السرطان والانتصار عليه على مسافة قريبة من ارقام مرعبة على الصعيد المحلي والعالمي عن عدد المصابين سنويا.. ووحده الأمل ومعه العلاجات الأخذة بالتطور تلعب الدور الفاصل في هذه المواجهة.

محليا.. تسجل البحرين أكثر من 500 إصابة جديدة بالسرطان سنوياً، ليفوق عدد مصابي السرطان هنا في هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة 20 ألف مريض. آما عالمينا فالارقام تتضاعف حتى تبدوا وكانها لا تعرف حد التوقف.

الارقام المرعبة ذاتها تقول أن السرطان هو أكبر مسبب للوفاة في أرجاء العالم، فقد تسبّب هذا المرض في وفاة 7.6 مليون نسمة (نحو 13% من مجموع الوفيات)، وتقف سرطانات الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدي وراء معظم الوفيات التي تحدث كل عام.

يقول الدكتور زياد النائب رئيس قسم الجراحة بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي إن السرطان يحتل المرتبة الأعلى من ضمن أربعة أسباب رئيسية للوفاة في "إقليم شرق المتوسط". ومن المتوقع أن يتضاعف معدل الوقوع خلال العقدين القادمين، حيث يرتفع العدد التقديري للحالات الجديدة المصابة بالسرطان من 456 ألف في العام 2010 إلى ما يقرب من 861 ألف في العام 2030، وهي أعلى زيادة نسبية بين جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية، على مستوى العالم.

أمام حيرة الارقام، يؤكد الدكتور النائب أن التطورات التي طالت علاجات السرطانات بأنواعها المتشعبة، وارتقاء تقنيات العلاج والأدوية في السنوات القليلة الماضية ـ ربما ـ لا تقدم ضمانات كافية تحد من نسبة الإصابة بالسرطان، لكنها تطرح تقنيات حديثة يمكنها محاصرة المرض في بدايته واكتشافه باكرا، مما يعني ارتفاع احتمالية الشفاء، وبالمقابل تقليل عدد الوفيات.

ويقول: " من الممكن استعمال تقنية الـ -ALA 5 الحديثة في الكشف عن أورام كثيرة كأورام المسالك البولية كسرطانات المثانة الكلية والبروستات وكذلك اورام القولون والمعدة والدماغ وعنق الرحم والرحم عند النساء، إذ يعتمد الجهاز على المسح الضوئي باستخدام الأشعة فوق البنفسجية، بعد تناول المريض جرعة من مركب الـ 5-ALA، وهو احد أنواع الأحماض الامينية غير الأساسية، وتعتمد طريقة الكشف على فكرة ان الخلايا السليمة تأخذ ما تحتاجه من هذا المركب الاميني وتطرد الباقي خارجها لتكوين الهيموكلوبين في الإنسان، فيما تجمع الخلايا السرطانية غير سليمة هذه الماد، مما يسهل الكشف عليها بالاشعة فوق البنفسجي، حتى في بداية تكونها، والتي يصعب الكشف عليها بالطرق التقليدية، مما يسهل على الطبيب الجراح استئصال كافة الخلايا السرطانية، لأنها تعطي "وهجا ورديا غامقا" بما فيها تلك الخلايا السرطانيه التي لا ترى بالعين المجردة، مما يُمّكن من استئصال الورم السرطاني كاملا وبخلاياه الانتشارية، وهو الأمر الذي يعطي المريض فرصة اكبر في الحياة الطبيعية دون الخوف من عودة الورم مرة أخرى أو على الأقل في فترة قريبة من إجراء عملية الاستئصال، وهذا تحديدا ما لا يتوفر في التقنيات التقليدية الراهنة".

ويشير النائب إلى إن سرطان الثدي هو السرطان الأكثر تسيّدا في الشرق الأوسط، ويليه سرطان المثانة، ثم سرطان الرئة، فالفم، فالقولون، ويقول: "الحقيقة المؤسفة هي أن الغالبية الكبرى من مرضى السرطان في منطقة الشرق الأوسط لا تراجع طبيبا إلا بعد فوات الأوان، أي عندما يصبح العلاج الجراحي غير ذي جدوى.. لذا نؤكد أهمية الفحص الدوري واكتشاف المرض بشكل باكر حتى يسهل علاجه"، لافتا إلى أن المرضى في دول الخليج لديهم فرص جيدة للحصول على الرعاية الصحية وأجراء الفحوصات المبكرة وتشخيص طبيعة الورم في الوقت المناسب، قياسا بدول كثيرة لا يجد فيها المرضى الرعاية الصحية بالجودة ذاتها المتوفرة في بلدان دول مجلس التعاون الخليجي.

في ظل ذلك، تُحيّ منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان اليوم العالمي للسرطان هذا العام تحت شعار "ليس خارج نطاق قدراتنا"، لتحذر من أن عدد ضحايا مرض السرطان سيصل إلى نحو 84 مليون شخص بحلول عام ،2015 إذا لم يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات للحيلولة دون ذلك.

وتشير التنبؤات العلمية إلى أن عدد الوفيات من جراء السرطان سيرتفع من حوالى 8,2 مليون حالة وفاة سنوياً إلى 13 مليون حالة سنوياً، ويتصدر التحول السريع في أنماط المعيشة في العالم النامي لائحة الأسباب الرئيسية لهذه الزيادة، وينعكس ذلك أيضا بصورة أكبر على البلدان الصناعية، بالإضافة إلى زيادة معدلات التدخين والسمنة وارتفاع معدلات التقدم في العمر.

وعادة ما تحدث معظم إصابات ووفيات السرطان بسبب عوامل خطر سلوكية وغذائية رئيسية مثل ارتفاع معدل كتلة الجسم والسمنة، وعدم تناول الفواكه والخضروات بشكل كاف، وقلّة النشاط البدني، والتدخين بكل أشكاله، بالإضافة إلى عوامل أخرى كالنمو السكاني والشيخوخة، والنظام الغذائي غير الصحي، والتلوث البيئي سيؤدي إلى ارتفاع أكبر في عبء السرطان، ومن المرجح أن يزداد انتشار عوامل الخطر نتيجة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مما يضع ضغوطاً ثقيلة على البرامج الصحية ويتسبب في معاناة بشرية جسيمة.

ما يدعوا النائب إلى تاكيد الحاجة الماسة إلى مزيد من الالتزام بالوقاية والكشف المبكر لتكميل العلاجات المحسنة والتصدي للتزايد المقلق في عبء السرطان على الصعيد المحلي والخليجي والعالمي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً