نفى المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي، محمد حجازي المدعوم من مجلس النواب المعترف به دولياً أن تكون المؤسسة العسكرية مارست أي ضغط على مجلس النواب، ومقره طبرق، لإلغاء قانون العزل السياسي.
وكان البعض قد تكهن بأن يكون القرار الذي اتخذه المجلس أمس الأول الإثنين (2 فبراير/ شباط 2015) هدفه فتح الباب أمام تولي اللواء خليفة حفتر أي منصب سياسي بالمستقبل بما فيها منصب رئيس الجمهورية. وقال حجازي في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في القاهرة: «فليقل كل شخص ما يريد أن يقول، ولكن لم يحدث أي نوع من الضغط من قبلنا بالقيادة العامة للجيش على مجلس النواب لإصدار هذا القرار... ولكن اللواء حفتر من حقه إذا استقال من المؤسسة العسكرية وأراد أن يتوجه للحياة المدنية أن يشغل أي منصب سياسي شأنه في ذلك شأن أي مواطن ليبي».
وتابع: «ولكن هذا الحديث غير وراد الآن، فحفتر يقود معركة عسكرية ضد الإرهاب والتطرف... ولكني أؤكد أن من حقه في أي وقت أن يترشح لأي منصب سياسي بما في ذلك رئاسة الدولة».
وأردف: «قانون العزل السياسي من البداية كان قانوناً جائراً وظالماً، فرض على البلاد بقوة فوهات البنادق وقت إصداره... وتضررت شخصيات سياسية بارزة منه، كما تضرر غالب ضباط وقيادات الجيش وأوقفوا عن العمل بسببه».
في سياق آخر، حاول جنود موالون لحفتر منع رئيس الوزراء المعترف به دولياً عبدالله الثني من زيارة مدينة بنغازي في شرق ليبيا هذا الأسبوع لإظهار التأييد لقواته التي تقاتل جماعات إسلامية.
وقال وزير ومسئولون عسكريون إن أعضاء في الجيش يعملون تحت سيطرة حفتر حاولوا منع إعطاء إذن لطائرة الثني للهبوط يوم الأحد الماضي وأوقفوا قافلته لفترة وجيزة في وقت لاحق أثناء الزيارة. وقال وزير الداخلية عمر السنكي إنه بينما كانت طائرة الثني تقترب من بنغازي جاء ضابط وقال إنه لم يصدر لها إذن بالهبوط. وأضاف أنه على رغم هذا فإن الثني تمكن من الهبوط وعقد اجتماعاً لمجلس الوزراء في بنغازي بعد أن زار قادة عسكريين.
وربما يشير الحادث إلى انقسام محتمل في ولاء الجيش بين حكومة الثني وبين حفتر بعد أشهر من إطلاق هجوم ضد مقاتلين إسلاميين في بنغازي في إطار الاضطرابات التي لاتزال تعصف بالبلد المنتج للنفط بعد أربع أعوام من سقوط معمر القذافي.
في إطار متصل، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة، برناردينو ليون إن محادثات السلام بين الفصائل المتحاربة في ليبيا والحكومتين اللتين تدعمهما تلك الفصائل ستبدأ خلال أيام بعد فشل جهود لجمع ممثلين كبار من الجانبين في جنيف الشهر الماضي.
وقال ليون للصحافيين بعد اجتماع مع مسئولي المؤتمر الوطني العام في طرابلس «اتفق على عقد الجولة المقبلة من محادثات السلام في ليبيا خلال أيام». ولم يحدد مكاناً ولا تاريخاً بعينه.
العدد 4533 - الثلثاء 03 فبراير 2015م الموافق 13 ربيع الثاني 1436هـ