القى متظاهرون معارضون للحكومة قنبلة حارقة على حافلة مليئة بالركاب النائمين في شرق بنغلادش اليوم الثلثاء (3 فبراير / شباط 2015) ما اوقع سبعة قتلى، في حين تشهد البلاد اضطرابات سياسية متفاقمة بهدف الاطاحة برئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد.
كما اسفر الهجوم الذي ادى إلى وفاة الضحايا حرقا عن عدة اصابات بحروق بالغة، ووقع في بلدة شدوغرام ونسب الى ناشطين في حزب المعارضة الرئيسي، حزب بنغلادش القومي برئاسة رئيسة الوزراء السابقة لولايتين خالدة ضياء.
وصرح قائد شرطة المنطقة توتول شاكرابرتي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "سبعة ركاب احترقوا احياء في الحافلة بعد القاء القنبلة الحارقة عليها عند الساعة الرابعة فجرا".
واضاف ان "خمسة من الركاب بين الحياة والموت اذ اصيبوا بحروق بنسب تتراوح بين 40 و80% ونقلوا الى مستشفى في العاصمة".
واكد "هذه جريمة قتل وسنتعقب مرتكبيها".
وتوفي شخص اخر متاثرا بحروق اصيب بها الثلثاء من الهجوم على عربة ليل الإثنين الثلثاء في العاصمة، بحسب ما افاد طبيب في مستشفى كلية دكا الطبية.
وبهذا يرتفع عدد قتلى الاحتجاجات المستمرة منذ شهر إلى 54 شخصاً - معظمهم من ضحايا هجمات قنابل حارقة تلقى على حافلات او شاحنات - فيما يحاول نشطاء المعارضة شل حركة النقل.
وزادت السلطات الضغوط على ضياء (69 عاماً) لحث انصارها على عدم استخدام العنف، مع العلم انها تخضع للاقامة الجبرية في مكتبها منذ الثالث من كانون الثاني/يناير.
وكانت زعيمة المعارضة حثت مؤيديها الشهر الماضي على قطع الطرق والسكك الحديد والقنوات المائية في محاولة لحمل رئيسة الحكومة الشيخة حسينة واجد على تنظيم انتخابات عامة جديدة.
وقاطعت المعارضة وحلفاؤها الانتخابات السابقة في كانون الثاني/يناير 2014 وزعمت ان النتائج ستكون مزورة.
كما امرت محكمة في بنغلادش الإثنين بفتح تحقيق بتهمة التسبب بالقتل مع زعيمة المعارضة اثر مقتل عشرات الاشخاص خلال هجمات بالقنابل الحارقة، فيما تم توقيف احد اقرب مساعديها وهو قطب اعلامي.
وافاد ناجون من هجوم الثلثاء ان الحافلة كانت مليئة بسياح محليين عائدين ليلا من منتجع كوكس بازار الى العاصمة داكا.
وصرح احد الناجين لتلفزيون ايكاتور الخاص "استيقظت على صراخ ورايت ركابا يحترقون في الحافلة. قفزت من النافذة ووجدت صديقا يحترق. أطفأت النيران لكن وضعه حرج".
واصيب حوالى 15 شخصاً بجروح طفيفة بعد ان قفزوا من نوافذ الحافلة هربا من النيران بحسب رئيس الشرطة.
وقال مفتش الشرطة محفوظ الرحمن لفرانس برس ان السلطات تشتبه في وقوف ناشطين قوميين وراء الهجوم، مؤكدا اجراء مداهمات في بلدات قريبة من موقع الهجوم من دون اي توقيفات.
وفي هجوم آخر الثلثاء اصيب اربعة اشخاص بحروق بعد القاء قنبلة حارقة على قطار كان يمر في منطقة على مشارف دكا، بحسب الشرطة.
وادت التظاهرات إلى اعمال عنف في مختلف انحاء البلاد واصيب المئات بجروح منذ انطلاقها، واشارت وسائل الاعلام الى احراق او تدمير اكثر من 850 عربة، فيما انقطعت حركة النقل بين المدن.
كما قامت السلطات بعمليات مداهمة في مختلف انحاء البلاد واوقفت اكثر من عشرة الاف شخص من مؤيدي المعارضة لكن دون ان يؤدي ذلك الى تراجع حدة التظاهرات.
ونفت خالدة ضياء مسئوليتها مع حلفائها الاسلاميين عن اعمال العنف وطالبت بالافراج عن مسئولين وقادة معارضين اوقفوا في اعقاب اعمال العنف.
ولتلبية مطالبها اعلن حزبها عن ان اضرابا مدته ثلاثة ايام تنتهي الثلثاء سيتم تمديده حتى الخميس.
واتهمت رئيسة الوزراء خصمها اللدود خالدة ضياء بنشر "الفوضى"، بعد ان اتهمت في الاسبوع الفائت "بالتحريض" على اعمال الحرق.
كما اوقفت الشرطة الاثنين مساعدا رئيسيا لضياء هو مصدق علي فالو الذي يملك التلفزيون الرئيسي في البلاد في قضية اشعال حريق في وسط دكا.
وحضت دول غربية من بينها الاتحاد الاوروبي الذي يشكل المستورد الاكبر من بنغلادش الفقيرة، حكومة حسينة والمعارضة على اجراء محادثات حل الازمة.