افتتح وزير الطاقة عبدالحسين علي ميرزا صباح اليوم الثلثاء (3 فبراير/ شباط 2015) فعاليات مؤتمر خيارات ترشيد استهلاك الطاقة في صناعة تكرير النفط الذي تنظمه منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) بالتعاون مع المركز الياباني للبترول (JCCP) والهيئة الوطنية للنفط والغاز بحضور عدد كبير من الخبراء والمهندسين والفنيين والمهتمين في مختلف جوانب الصناعة النفطية.
وقال الوزير إن الحاجة المتزايدة للحفاظ على الطاقة في صناعة التكرير في ظل هبوط أسعار النفط أصبحت ضرورية، حيث أن تكرير النفط في حد ذاته نشاط كثيف الاستهلاك للطاقة ويحتاج إلى ما يقرب نصف كل الطاقة التي تستهلكها صناعة النفط والغاز ككل، على الرغم من أن موضوعي كفاءة الطاقة والحفاظ عليها يلعبان دوراً مهماً في الحد من استخدام الطاقة وخفض الاستثمار وكذلك تكاليف التشغيل.
وقد افتتح ميرزا المؤتمر بكلمة ثمّن فيها اختيار مملكة البحرين لانعقاد مؤتمر خيارات ترشيد استهلاك الطاقة في صناعة تكرير النفط، مرحباً بجميع الحضور ومتمنياً لأعمال المؤتمر النجاح والتوفيق وللمشاركين الاستفادة من الأوراق العلمية المطروحة والحلقات النقاشية خلال فترة انعقاد المؤتمر، وكذلك طيب الإقامة في ربوع بلدهم مملكة البحرين.
وأشار إلى أن التوقعات العالمية لاستثمار الطاقة لعام 2014 التي نشرتها وكالة الطاقة الدولية، تشير إلى استثمار أكثر من 1.6 تريليون دولار أميركي في عام 2013 وذلك من اجل توفير الطاقة، لافتاً إلى أن التقرير قد أشار إلى ارتفاع حصة الاستثمار في كفاءة استخدام الطاقة والتي يتوقع أن تصل إلى 8 تريليون دولار أمريكي مع نهاية 2035 والتي سيكون لوسائل النقل والبناء نصيب الأسد في تأمين ذلك مع وجود النسبة 10% المتبقية في صقل الكفاءة ذات نفسها.وقال سعادته إلى أننا بحاجة إلى زيادة هذه النسبة على الرغم من درايتنا بالتحديات الكثيرة التي سوف نواجهها في تنفيذ برامج الطاقة في مصافي التكرير وخاصة المصانع القديمة.
ونوَّه الوزير إلى أننا بحاجة إلى زيادة الاهتمام العالمي تجاه حجم الطاقة المستهلكة في إنتاج الوقود، موضحاً أن كثافة إنتاج الطاقة قد ازداد مع ظهور المزيد من المصادر والأساليب الغير تقليدية، كما أن عمليات التكرير المتقدمة هي أيضاً عالية الاستهلاك للطاقة مع وجود ميزة استخدام الطاقة الناتجة من ذلك مرة أخرى. وأن المصافي تعمل وبشكل استباقي على خفض كثافة الطاقة المستخدمة عن طريق التحول إلى تكنولوجيات أكثر كفاءة على مستوى المعدات أو العمليات، منوهاً بأنه سوف يساهم ذلك في التقليل من الآثار البيئية أيضاً.
وتابع الوزير بأن أنشطة صناعة النفط والغاز طبقاً لبعض الخبراء، تتمثل في استخراج وتصنيع وتسويق الوقود لأكثر من الربع من إجمالي استخدام الطاقة الأولية العالمية، مشيراً إلى أن هناك بعض الضغوط التصاعدية على كثافة الطاقة الكلية في التكرير كالمعايير الصارمة على منتجات النفط وكذلك الطلب على المنتجات الأخف وزناً. كما أن عمليات الإنتاج في حقول النفط الخام الخارجية والنفط الخام الثقيل تستخدم طاقة إضافية بالإضافة إلى أن تقنيات الاسترداد الثانوي وتعزيز الطاقة تستهلك المزيد من الطاقة أيضاً.
وأوضح الوزير إلى أن شركات النفط والغاز تستثمر بشكل مرتفع في التكنولوجيات الأكثر كفاءة طوال سلسلة التوريد، إلا أنها لا تكفي،وأن هناك طريقة مهمة في هذه الصناعة وهي طريقة الحد من حرق الغاز الطبيعي المصاحب وذلك باستخدام التكنولوجيا التي تدعم القضاء على عملية الحرق الغير لازمة وتعزيز البنية التحتية لها. مؤكداً أن البحرين تسير وبكل فخر على الطريق الصحيح في تصميم المشاريع المتوافقة مع البيئة حيث قامت شركة غاز البحرين الوطنية (بناغاز) بإنشاء محطة ضغط الغاز المصاحب الناتج عن عمليات مصفاة البحرين.
وقد عبر الوزير عن بالغ سعادته عن قيام العديد من المؤسسات ببرامج إدارة الطاقة لضمان استخدام الطاقة الفعالة في العمليات الحالية والمستقبلية. منوهاً أن الهدف من نجاح استراتيجيات إدارة الطاقة لتحسين الطاقة باستخدام النظم والإجراءات هو التقليل من متطلبات الطاقة وتكاليف الإنتاج التي تعتمد على الإنسان وتعديل الأنظمة واللوائح والالتزام وكذلك التكنولوجيا والأدوات.
واختتم الوزير كلمته بتوجيه الشكر إلى منظمة الأقطار العربية المصدر للبترول (أوابك) ومركز التعاون الياباني والهيئة الوطنية للنفط والغاز على جهودهم الكبيرة في تنظيم هذا الحدث العالمي المهم وإخراجه بصورة مهنية عالية المستوى.
بعدها ألقى سفير اليابان لدى مملكة البحرين كيوشي أوساكو كلمته، بعد ذلك ألقى الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) عباس على النقي كلمته في المؤتمر واختتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة المستشار الخاص للمركز الياباني للبترول ايجي هيروكا.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث يعتبر تجمع مهم وفرصة جيدة لتبادل الخبرات والمعلومات المتعلقة بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة وتحسين كفاءة استخدامها في مصافي النفط وما يمكن الحصول عليه من تطبيقات لبرامج إدارة الطاقة وأسباب ارتفاع معدلات استهلاك الطاقة في المصافي وسبل معالجتها، حيث سيتناول المؤتمر عدة محاور رئيسية وهي الأهداف العامة والفوائد التي يمكن الحصول عليها نتيجة تطبيق إجراءات ترشيد استهلاك الطاقة في مصافي النفط، التحديات التي تعترض ترشيد استهلاك الطاقة في مصافي النفط في الدول العربية، مراحل تطبيق برنامج ترشيد الطاقة في مصافي تكرير النفط، فرص ترشيد استهلاك الطاقة وتحسين كفاءة استخدامها في مصافي النفط العربية، وأخيرا أمثلة عملية ودراسة حالات تطبيق برنامج ترشيد استهلاك الطاقة في مصافي تكرير النفط.
كما ستتضمن فعاليات المؤتمر زيارة ميدانية إلى شركة نفط البحرين (بابكو) في مملكة البحرين، حيث سيطلع المشاركون على أهم إنجازات الشركة بالإضافة إلى الخطط والمشاريع الطموحة في عدة مجالات لاسيما مشروع تحديث المصفاة، كما سيزور المشاركون متحف النفط التابع لشركة نفط البحرين (بابكو) للإطلاع على تاريخ النفط في مملكة البحرين التي تعتبر أول دولة في دول مجلس التعاون الخليجي يكتشف فيها النفط في عام 1932.