استذكر الناشط الحقوقي عبدالنبي العكري ذكرياته ومعاناته في المنفى، وقال «المنفى ترك جرحاً كبيراً في نفسي، فكلما أتذكر تلك الأيام أصاب بالغم والهم، ولا أخفيكم سراً، فإن المنفى قاسٍ جداً، وآمل من أي حكومة وطنية قادمة أن تحرّم النفي بشكل تام، إلى جانب إسقاط الجنسية، إذ يصعب على الإنسان أن يكون بدون جنسية».
وأشار العكري - خلال تدشين كتابه «ذاكرة الوطن والمنفى»، مساء أمس الأول الأحد (1 فبراير/ شباط 2015) في نادي الخريجين بالعدلية، وسط حضور مجموعة من أعضاء مجلس الشورى، والناشطين - إلا أن «أصعب المحطات التي مررت بها في المنفى، هي وفاة والدتي وأنا بعيد عنها وسط الغربة، وتجرعت مرارة المنفى بكل تفاصيله، وما هوّن عليّ من وطأة الحزن طوال الفترة التي قضيتها بعيداً عن وطني، التعرف على أصدقاء كانت الألفة والمحبة تسودنا، رغم ما عانيناه في تلك الفترة».
وبنبرة حزينة، أضاف العكري «يؤلمني ما يحدث في البلدان العربية من اقتتال وظواهر دخيلة على مجتمعاتنا، وأفكار متخلّفة أدّت إلى ذبح مئات الألوف من البشر، وامتدت تلك الظواهر المقيتة إلى المجتمع البحريني المتآلف منذ سنوات، حتى أصيب بالشرخ الطائفي الذي كانت له آثار سلبية على المواطنين».
وذكر أن نشأة الكتاب لم تكن وفق خطة مدروسة على أساس المساهمة في إخراج ما تضمنه الكتاب، وأفاد «ما جاء في الكتاب، ليست مذكرات يومية، بل بعض ما أتذكره».
وأوضح «ليس الهدف من كتابة هذه المذكرات الحصول على لقب البطل أو القدّيس، بل هي ذكريات مرت أتمنى أن لا تتكرر لأي مواطن، فاللحظات التي تمر بها في الغربة قاسية».
إلى ذلك، استعرض الكاتب حسن مدن رؤيته حول طبيعة كتاب «ذاكرة الوطن والمنفى»، وطرح مجموعة من السلبيات فيه، وقال «لم يراع الكتاب التدقيق اللغوي، بالإضافة إلى رداءة الصورة والطباعة».
العدد 4532 - الإثنين 02 فبراير 2015م الموافق 12 ربيع الثاني 1436هـ
غرباء في الوطن
لسنا بحاجة لمنفى فنحن منفيون في وطن منع عنا الخبز والماء فباتت السماء هي السكن بيوت متهالكة ولقمة عيش مقطوعة وشهادات معطلة